حوار مع زبانية البرهان.. بقلم خليل محمد سليمان

حوار مع زبانية البرهان.. بقلم خليل محمد سليمان


12-24-2020, 05:04 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1608782696&rn=1


Post: #1
Title: حوار مع زبانية البرهان.. بقلم خليل محمد سليمان
Author: خليل محمد سليمان
Date: 12-24-2020, 05:04 AM
Parent: #0

04:04 AM December, 23 2020

سودانيز اون لاين
خليل محمد سليمان-مصر
مكتبتى
رابط مختصر






عندما فكرت في العودة إلي ارض الوطن، بعد اكثر من عقدين في المنافي الإجبارية، تلقيت نصائح من اصدقاء، و محبين بعدم العودة في هذا التوقيت، فالكل اجمع علي عدم وجود حريات، و إنها لم تسقط بعد.

الرغبة في العودة كانت مُلحة، و السؤال إلي متى الإنتظار، و قطار ثورتنا المباركة قد دوت صافرات تحركه في ديسمبر المجيد، و علي ارصفة محطاته شهداء، و دماء، و آلام، و دموع؟

كانت في الذاكرة تجربة سيئة حيث الإعتقالات، و التعذيب، و الزيارات المتكررة الي بيوت الاشباح في عهد الفجور، و الظلام، بلا اسباب، فقط لإرضاء رغبة كهنة النظام البائد في التشفي، و الإنتقام.

كانت تدور في الخاطر افكار كثيرة، و سيناريوهات سيئة متوقعة، لكن لم اتوقع ان تكون بالذي شاهدته في تجربة إعتقالي الاخير من غرفة نومي، و إنزالي بشكل مُذل و مهين، و قد تم لي ذراعيّ الي الخلف، و صودرت هواتفي.

قلت لهم : انا لست بمُجرم، و لم اكن إرهابياً قط.

قلت لهم : انا ضابط في القوات المسلحة فهذا السلوك لا يليق بحق الزمالة.

قال احدهم، و هو الاقدم علي ما يبدو ممسكاً بذراعي : عارفين انك ضابط، و الدفعة 42 و كمان امريكي، بلاش كلام فارغ معاك.

مشهد لا يليق إلا مع مجرم، او إرهابي يُهدد الامن، و السلم العام بشكل مباشر.

بعد ان صعدت في العربة بدأت حوار معهم، فقلت : لي إبن اخ طفل يبلغ من العمر 16 عام تم الإعتداء عليه في احد صفوف الرغيف قبل اسابيع، من قبل بلطجية بالغين، بالسواطير، و السنج، و لا يزال الجناة طلقاء.

فكل ما ذهبوا إلي القسم كانت الحجة ليس لديهم عربة، و لم تكن لديهم قوة كافية للقبض علي الجناة.

قال احدهم : الشاكي يقوم بتأجير العربة.

قلت : من الذي دفع اجرة العربة التي انا علي ظهرها، و من هو الشاكي؟

تبسموا في صمت.

ثم قلت : هل يمكن إستغلال هذه العربة و الذهاب للقبض علي الجناة، الذين ذبحو طفل سوداني في وضح النهار، لو لا إرادة الله لكان في عداد الموتى؟

تبسموا في صمت.

للأسف في السودان بعد الثورة العظيمة، توهمنا عبثاً، بالحرية، فيتم الإعتقال بأبشع الصور لمجرد عمود رأي، او كلمة.

لا تحلموا بتغيير ما لم تتاح الحريات بلا قيود، و اولها حرية التعبير.

سنظل تحت سطوة الإرهاب، و الدولة البوليسية لطالما تُسخر القوانين، و التشريعات لتكميم الافواه تحت مسميات واهية لا تمت للدولة المدنية المحترمة التي ننشدها بصلة.

لا اريد معرفة من إعتقلوني، و جميعهم بالزي المدني، فلطالما إنتهى بي الامر الي قسم شرطة المعلوماتية، فإذن اعرف الدولة التي ارسلتهم، و سلحتهم، و اطلقت لهم العنان ليفعلوا ما يُريدون.

فضيحة مجلجلة.. في الدقائق التي ظللت مع هؤلاء الافراد سَمَعوا، و حكوا لي كل ما دار في مكالمات هاتفية سابقة اجريتها إستعراضاً للقوة، و السطوة، و المقدرة علي التجسس.

بهذه الخاتمة لا ازيد، و علينا ان ننعي الثورة إن لم نقف بكل صلابة، و قوة في وجه هذه الإنتهاكات الخطيرة التي ستعيدنا إلي المؤسسات الديكتاتورية، و الشموليات النازية.

للحديث بقية..