في هذه البلاد هنالك أشياء يجب أن نسلم بها وناخذها مأخذ الجد ونضعها في وضع التدقيق السياسي والتحليل الصحيح بعيدا عن تأثير العواطف السياسية... الشيء الأول ....كذب من قال أن الكيزان كما يحلو تسميتهم لبعض الناس او أنصار العهد البائد كما يحلو لأهل اليسار أو الاسلامين كما يحلو لأهل العقل السياسي الراجح ، كذب من قال إنهم تمت ازاحتهم تماما من المشهد السياسي في السودان ، فهم لا زالوا أقوياء برغم الضربات التي تلقوها والتي لم تصل مرحلة تثبيت أكتافهم ايذانا بالنصر عليهم ، المسألة الثانية واهم.... من ظن أن الوضع السياسي الغريب الذي يحكمنا الآن له وزن شعبي كبير يرقي الي مرحلة انهم أتي بهم هذا الشعب وانهم في وضع ديمقراطي أمثل ، بل هي ديمقراطية مزيفة اتبعوها وصدقوها لأنها لم تأت عبر صناديق الانتخاب كما نعرف ماهي الديمقراطية الحقة،المسألة الثالثة والتي لا يختلف فيها الناس أبدا بحر الفشل الذي أبحرت فيه هذه الحكومة بمكوناتها المختلفة في إدارة شأن البلاد سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وخارجيا وظنت واهمة انها تمتلك عصا موسي لتضرب بها البحر و يقطعونه علي يابسته ومن يأت خلفهم ليقتلعهم يلقي مصير فرعون.....
يجب أن نفهم وندرك تماما حتمية وفرضية (تسقط ثالث) وبسرعة اليوم قبل الغد لماذا؟ لأن كل الأوضاع تدور الي الوراء كما تدور عقارب الساعة في الإتجاه المعاكس وتكلست أعضاء هذا الوطن حتي وصلت مرحلة الذبول صرنا نحكم بشركاء متشاكسون كالقرود عندما يتعاركون يفسدون المحصول !
إذن يوم ١٩ ديسمبر هو كجبة الدرويش المرقعة بعدة الوان ،ألوانها المعارضة القوية التي ظهرت جليا من أنصار النظام السابق الذين بتصريحاتهم وحركاتهم اربكوا نظام الحكم القائم في هذه البلاد فكلما يدعون لمواكب يسرع الوالي عبر لجنته الأمنية لقفل الكباري وتحجيم هذه المواكب لكنها بالرغم من هذه الاجراءات تقوم وتوصل الرسالة، الآن هم دعوا للخروج وسوف يخرجون والهدف واحد هو اقتلاع هذا الشكل الغريب ، اللون الثاني الأحزاب ذات اللون الرمادي مثل الشيوعي والامةالذين يظهرون خلاف مايبطنون لهم وزراء في الحكومة وولاة ، ظاهرا يدعون أنهم ضد هذه الحكومة ومنهم من ادعي انه جمد نشاطه وباطنا هم من يعجنون العجنة السياسية ويخبزونها بل هم (الهتيفة والمصفقاتية ) هؤلاء سوف يخرجون لكن يدعون انهم خرجوا لتصحيح المسار والحفاظ علي الثورة المفتري عليها
اللون الثالث هو لون كما يسمي في عالم الألوان اللون (خاطف لونين) كما يحلو تسميته لبعض تجار الملابس والاقمشة والثياب النسائية وهو المواطن الذي جاع وظل يأكل وجبة واحدة يسد بها بعض من رمق يحس به،وعلاج افرغ جيبه وأصابه الرهق جراء الركض نحو الصيدليات لشراء أدوية منقذه للحياة ولا يجدها ،المواطن الذي فقد البسمة النضرة وكثرت تجاعيده من هموم يوم غد هؤلاء سوف يخرجون ليعبرون ،اللون الآخر هو المخمومين والمخمومات من (الكنداكين والكنداكات) الذين صفقوا وهتفوا شكرا حمدوك واكتشفوا أن جهدهم ضاع( شمار في مرقة) وما (جاب حقو) ووضعوا في خانة (سلاقين البيض) سوف يخرجون ويهتغون تسقط ثالث اللون الأخير الذين ارتكبت في حقهم مجازر الإقصاء والفصل الذي اصبح ديدن متكرر من مايسمي لجنة إزالة التمكين من الخدمة المدنية والقوات النظامية واخرها مجزرة التلفزيون....
مهما كثرت الالوان في جبة الدرويش لكن هذه الالوان ترسل مجموعة من الرسائل رسالة تقول ان هذه البلاد سارت وظلت تسير نحو الهاوية بخطوات متسارعة ، ورسالةوتقول أن هذه النخبة الحاكمة الآن سوف لا تسطيع ولن تستطيع قيادة هذه البلاد نحو الأفضل وان رفعت أمريكا اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب ، إذن الخيار هو( تسقط بس) وتكوين حكومة تكنوقراط انتقالية تدعوا لانتخابات مبكرة والحشاش يملا شبكتو ولا خيار غير ذلك .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة