اخطاء..بارزة..للسياسيين!! بقلم:-احمد دهب

اخطاء..بارزة..للسياسيين!! بقلم:-احمد دهب


12-17-2020, 00:20 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1608160829&rn=0


Post: #1
Title: اخطاء..بارزة..للسياسيين!! بقلم:-احمد دهب
Author: أحمد دهب
Date: 12-17-2020, 00:20 AM

11:20 PM December, 16 2020

سودانيز اون لاين
أحمد دهب-السعودية
مكتبتى
رابط مختصر




بقلم:
(1)
مهما كانت الدوافع والتبريرات ..فان القفز على جدار السلطة عن طريق الانقلابات العسكرية هومن أكبر الاخطاء التى ارتكبتها فئة غير قليلة
من (السياسيين) فى بلادنا..وكانت هى من اكبر الاسباب التى اودت بالوطن الى الدرك السحيق..ولو كانت الاجواء الديمقراطية قد سادت منذ بزوغ
فجر الاستقلال لأصبحت الامة السودانية فى ظل الحريةوالعدالة الاجتماعية من اكثر الامم تقدما وأزدهارا ونموا واستقرارا فى كل المناحى الاقتصادية
..والصحية..والتعليمية..بل كانت قد قادت بعض الاقطار العربية والافريقية التى كانت ترزخ تحت نير الاستعمار البغيض من نيل استقلالهاوالانفكاك
من اسر تلك الدول الاستعمارية التى كانت لها الاثر الكبيرفى تحجيم الرؤية عن انظار تلك الشعوب المقهورة!!
(2)
الامكانات الزاخرة التى كان يفيض بها (السودان)من الموارد الطبيعية ..والبشرية ..فى ذلك الوقت الذى كانت تفتقر فيه معظم تلك الدول
الافريقية من عوامل النجاح او التقدم الى الامام كانت كفيلة به الى تبوأ الريادة فى هذه (القارة) التى كانت تنوم وتصحى فى جو دهاليز معتمة..بل فى
حجرات لاتوجد فيهااية (كوة)لتسلل الانوار فى باحتها..فقد كانت بلادنا وبجانب استنشاقها المبكر لانسام الحرية فى القارة السوداء تميزت ايضا
بأمتلاكها لكوادربشرية اتسمت بالجدارة فى كل الحقول المهنية..اما من الناحية الاقتصادية فان بلادنا فى ذلك الوقت من الزمن كانت ترتدى اجمل الثياب
الزاهية..غير ان وثوب العساكر وامتطاؤها لسفينة السلطة اودت بكل تلك المكتسبات..وكانت تساعدهم فى تلك الانهيارات المريعة والمتلاحقة
فى كل الميادين حفنة من الشخصيات الانتهازية التى اتخذت السياسة مصدرا للتكسب والارتزاق ..وليس من اجل بناء الوطن!!
(3)
ابتدأت سلسلة الانقلابات العسكرية فى السودان بشلة الفريق عبود التى دلفت ابواب السلطة بدعم من رئيس الوزاء وقتذاك عبدالله خليل
الذى انتابه قلق شديد من جراء الصراعات التى نشبت فى حوش الانصار والتى كان من المؤكد ان تقذف به الى الشارع فى حالة اجراء الانتخابات
البرلمانية القادمة..وكان تسليمه للسلطة للفريق عبود ان لا تتعدى فترة جلوسه فى الكرسى عن ستة اشهربعدها يعود هو لادارة الساقية من جديد..الا ان
ان عبود تملكته شهوة السلطة فابى ان ينصاع للشروط وكان مصير غريمه التمتع بالسمر مع نجوم السماء ليلا من فناء منزله..وقضى عبود وشلته او
عصابته فى الحكم ستة اعوام كان الانسان السودانى خلالها مكبلا بكل انواع القيود..وكانت السجون تمتلا ساحتها باصحاب العقول من العباقرة
والفنانيين..والشعراء..والادباء..واصحاب الرأى السديد من الكتاب..وكل رموز التوهج الفكرى..بينما كانت المكاتب الوثيرة تضم فى حناياها
ارتال من المنافقيين..ومن يجيد عملية النصب والرياء والاحتيال!!
(4)
وجاء (النميرى) ..ممتطئا صهوة جواده تحفه من كل جانب مجموعة من اليساريين منهم الناصريين والقوميين العرب ..وقليل من الشيوعيين والبعثيين
الذين كانوا فى ذلك الوقت لا تتجاوز اعداهم اصابع اليد الواحدة..وكان الصادق المهدى ابان توليه لرئاسة الوزارة وعمره لم يناهز الثلاثون عاما قد مهد
الطريق لقبيلة اليسار ان تشعل نيران هذا الانقلاب بعد ان اصاب الفشل الانقلاب الاول بقيادة الملازم خالد الكد..ذلك ان الصادق كان قد اتهم زورا
وبهتانا طالبا يدعى محمد على شوقى فى جامعة امدرمان الاسلامية بانه نال من سيرة نبينا الكريم واهل بيته وبناته الطاهرات..وطرد على اثر هذا الزعم
ثلاثون. من نواب الحزب الشيوعى فى الجمعية التاسيسية..مما حدت بهذه القبيلة من ابناء اليسار ان يحطموا قارورة العهد الديمقراطى..وكان نظام ماي
الذى استمر بكل عاهاته وتلوناته ستة عشر عاما من العهر السياسى !!
(5)
كان الصادق المهدى ايضا سببا رئيسيا فى زوال شمس الحرية والديمقراطية عن سماء بلادنا الحبيبة حينما تسلل فى جنح الظلام ضابط مغمور يدعى عمر
البشيرعلى اكتاف مجموعة من الحركات الاسلامية ..ومكثوا فى عرش البلاد ثلاثة عقود ابادوا فيها كلما هو جميل ورائع حتى كاد النهر ان يجف..والسماء
ان ترحل من مكانها بكل نجومها وغيومها وفضاؤها الجميل ..الا ان الله سبحانه وتعالى برحمته الواسعة بعث شباب فى اعمار الورود ليبدلوا افاق الدجى نهارا ساطعا
وكرسوا نضالهم الى غايات واهداف ذات طموحات وطنية ..مما يؤكد بان هذه الافكار الجديدة التى جاءت من رحم هذا الشباب الغر اغلقت الابواب امام كل من
تتسول له نفسه اللئيمة ان تتخذ من ظهور العساكر ماربا لتحقيق احلامهم الدنيئة..لاسيما وقد جاء ميلاد سودان جديد باسم هؤلاء الشباب *
احمد دهب....جدة