المسيح يصلب من جديد علي يد التجار الجشعين بقلم:علاء الدين محمد ابكر

المسيح يصلب من جديد علي يد التجار الجشعين بقلم:علاء الدين محمد ابكر


12-15-2020, 11:31 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1608071476&rn=0


Post: #1
Title: المسيح يصلب من جديد علي يد التجار الجشعين بقلم:علاء الدين محمد ابكر
Author: علاء الدين محمد ابكر
Date: 12-15-2020, 11:31 PM

10:31 PM December, 15 2020

سودانيز اون لاين
علاء الدين محمد ابكر-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر



المتاريس

[email protected]


تمثل شخصية المسيح رمز لمقاومة الجشع والطمع عبرالازمان فالرجل لم يسعي الي ملك عضوض او اقامة دولة تطبق فيها تعاليمه وانما كان يسعي ملكوت سماوي خاصه به وان يسود السلام علي الارض والمسرة بين الناس ولن يحدث ذلك الا بتحقيق العدالة الاجتماعية وهي امنية ضد طموح التجار الجشعين في كل مكان وزمان لذلك كان المسيح يبغض امتلاك الاموال التي يستخدمونها الناس في غير موضعها فكان اول شرط لمن يريد ان يتبعه بان عليه التخلي من كل مايملك من مال وهو شرط صعب علي التنفيذ الا علي المؤمنين وقليل من الناس من اقتنع بذلك فلذلك كان معظم اتباع المسيح هم الفقراء والمساكين
ان الرومان «لم يكونوا مهتمين قط بآراء المسيح الدينية، لكنهم كانوا قلقين للغاية بخصوص تهديداته بتدمير الحكومة الراسمالية فقد قدمت امهات الكتب الكثير عن سيرة المسيح في مجالات شتي لقراءتها بشكل لا يحصى ثقافيا وسياسيا، ولعل من أقرب هذه القراءات التأويلية إلى موضوعنا هنا رواية نيكوس كازنتزاكيس «المسيح يصلب من جديد» حين تتقمص مجموعة من الشخوص أدوار أبطال تلك السيرة ، وحين يتمثل مانولي، راعي الأغنام، أخلاق المسيح ويهاجم تجار القرية الجشعين ويرفض استغلالهم للنازحين وصولا إلى صراع داخل القرية بين عمدتها وقسيسها ومانولي وتلاميذه وقسيس اللاجئين، يؤدي إلى صلبه
اذا يمكن اعتبار المسيح شخصية قابلة للظهور في مختلف الازمان في شكل ثورة شعبية ضد الدولة المسنودة برجال الكهنوت من مختلف الاديان فقد كان كهنة. اليهود في وفاق تام مع سلطة الرومان فلم يسعي الحاكم الروماني في التدخل في شؤونهم الداخلية او مس معتقداتهم
والمسيح بالاشارة الي الاعلان عن محاربة جشع التجار شكل بذلك تهديد مشترك للطرفين فالاشتراكية التي كان ينادي بها المسيح بدون شك سوف تضعف السلطة الدينة لكهنة اليهود ولكنها لن تضر بسلطة الدولة الرومانية في تحصيل الضرائب وقد حسم المسيح تلك النقطة عندما قال( مالله لله وما لقيصر لقيصر) فانحصر الصراع مابين المسيح الذي يريد تحرير العبادة بان تكون غير مدفوعة الثمن بقديم القرابين والعطايا لرجال الدين و عدم جعل اماكن العبادة ساحة للبيع والشراء فقد كان المعبد يتالف من فناء خارجي محيطة بالمنطقة وكان أحبار اليهود قد أفتوا بعد جواز استعمال النقد الروماني داخل حرم المعبد لأنه يحمل صورة وثن هو الإمبراطور، فألزموا الشعب الوافد للحج في المعبد من مختلف أنحاء الإمبراطورية أن يقوم باسبتدال العملات من صيارفة نصبوا خيامهم في فناء الأمم المقابل للمعبد ، وغالبًا ما كانوا يتقاضون عمولة مرتفعة لقاء تبديل العملة. والأمر الثاني، هو تدنيس آخر للمعبد ، يقوم بأنه لما كانت مساحته واسعة، كان المارة والعابرون اختصارًا للطريق داخل مدينة القدس، يمرّون من المعبد ، والأمر الثالث نصب خيام بيع الذبائح، الحمام والخراف، أي ذبائح الفقراء والأغنياء، في الساحة ذاتها.
حين وجد المسيح الوضع على هذه الشاكلة، طرد من ساحة المعبد جميع الذين كانوا يبيعون ويشترون، وقلب موائد الصيارفة وباعة الحمام، ولم يدع أحدًا يمرّ عبر المعبد وهو يحمل متاعًا، فكان ذلك الفعل تهديد مباشر لسلطة رجال الدين وهنا كان يجب ان ينتهي الصراع بهلاك الاخر وبالفعل استطاع الكهنة. من التخلص من عقبة المسيح وتغيبه عن المشهد بالصلب
والتاريخ كرر ظهور العديد من هم على شاكلة المسيح قادوا الثورات علي الجشع والطمع في مختلف العصور ويمكن ان نطلق اسم المسيح الجديد علي الثائر جيفارا الذي اغتيل بيد الامبريالية العالمية الراسمالية فقد كان يعمل علي نشر الاشتراكية الثورية في اصقاع العالم
فتجار الدين في مختلف الاديان دائما يسعون الى امتصاص دماء الفقراء واستغلالهم بزعم أنهم الاقرب الى الله فظهور الراسمالية الدينية عمل علي السيطرة المالية والاعلامية والسلطة السياسية لذلك تجد جماعة الإخوان المسلمين يحرصون دائما على امتلاك المال ومن ثم السيطرة على الاعلام وبعد ذلك يكون المسرح جاهز لظهورهم علي مشهد الحكم والثورة الفرنسية قامت ضد الكهنوت المتدثر فوق لباس الملك الذي اعتبر نفسه
( انه ظل الله في الارض) ولكن مابين نجاح ثورة و فشل اخري يصلب العديد من الثوار ليس شرط ان يكون الصلب علي صليب من خشب ولكن تعدد الاسباب والموت واحد
وثورة السودان قامت ضد رجال الدين المتحالفين مع رجال المال الانتهازين تشيه مثل كان حاصل ابان فترة المسيح فقد كان هولاء الجشعين يمثلون الرومان و كهنة اليهود وثورة الشعب تمثل شخصية المسيح التي ترفض الجشع والطمع فلا تزال ثورة السودان تصارع خفافيش الظلام لاجل الانتصار علي اصحاب تجار الدين الجشعين الذين يسعدهم ان يعيش الشعب في الفقر والجوع والمرض والحرمان