بيبسي كولا بقلم:ياسر الفادني

بيبسي كولا بقلم:ياسر الفادني


12-13-2020, 03:49 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1607870978&rn=0


Post: #1
Title: بيبسي كولا بقلم:ياسر الفادني
Author: ياسر الفادنى
Date: 12-13-2020, 03:49 PM

02:49 PM December, 13 2020

سودانيز اون لاين
ياسر الفادنى-السودان
مكتبتى
رابط مختصر




أحد ظرفاء مدينتنا حكي لي أنه ذات ليلة راي في المنام أنه يقف أمام برميل بلاستيك ، البرميل مليء بزجاجات البيبسي الباردة ومكسرات الثلج تحيط بها من كل جانب كاحاطة القطيع بحمدوك عندما حل وهم يهتفون( شكرا حمدوك).....هذه العبارة التي قبرت بسرعة في مقابر احمد شرفي السياسية غير مبكيا عليها ، حكي لي صاحبي أنه كل مرة مرة يتناول المفتاح ويفتح زجاجة ويكرعها بشراهة وما أن ينتهي من الاولي حتي يفتح الثانية واستمر حاله هكذا الي أن شرب كل ما في البرميل من البيبسي! بعد أن دفع ثمنه ، ظل يواصل سرده لرؤيته الي ان قال لي : أنه صحي من نومه بعد ذلك وأراد أن ( يتدشا) كما نقول بالعامية أي يريد أن يطلق( دشوة) فاطلق دشوة شارب البيبسي ! فضحكت كثيرا علي خيال رؤيته الغريب !

هذه الرؤية تذكرني بحال هذا الجسم الغريب الذي سطا علي السلطة بليل لكنه لم يحلم في منامه بل ظل يحلم أحلام اليقظة نهارا جهارا.. وظن جزافا بأنه هو المنقذ وهو المصطفي وهو المختار وهو الأمثل وهو خيار الشعب ، هذا المسخ المشوه الذي كل فترة يجدد نفسه و تتمحور شرنقته ويزداد تشوها ، كل يوم في وضع غريب وشاذ ، هذا الجسم الذي جثم علي ظهر المواطن عامين كاملين لم يجد منه غير (السواقة بالخلاء) والتشبس بأحلام ( ظلوط) واحجية علي بابا والستين حرامي بعد أن( زادوها موية) بدلا من أربعين حرامي ! كطريقتهم في إدارة اقتصاد البلاد ، هؤلاء الذين لم يلقوا هذا الشعب في غيابت الجب ليلتقطه بعض السيارة ويذهبون به إلي عزيز ! .... بل ساقوه خلاءا..... وتركوه هائما علي وجه يتخبط يمينا وشمالا حتي أصابه الوهن و التعب وسقط وكان لقمة سائغة في ( خشم المرفعين)...

الفرق بين رؤية ظريفنا ورؤية هؤلاء ....أن صاحبي قبل أن يشرب دفع حقه في حلمه كاملا يعني (بحقو)! ...لكن هؤلاء لم يدفعوا شيئا، في أحلام يقظتهم حلموا بأنهم اهل حرية ولم نر الحرية حلموا بأنهم اهل عدل وسجونهم امتلأت بالشرفاء دون تهم ودون محاكمات عادلة ، منهم من مكث سنتين ومنهم من مكث سنة ومنهم من مكث شهور ...حلموا بتحقيق السلام فأتوا بسلام مقطوع الأذن ومجدوع الأنف لا رائحة له ولا طعم تعاملوا فيه (بالخيار والفقوس) ونظرية إقصاء الآخرين ....حلموا باقتصاد متعافي لكنهم فشلوا حتي وصل التضخم نسبة عالية لم تحدث من قبل في هذه البلاد ....لدرجة أن المواطن إذا تحصل علي كيس خبز او أنبوبة غاز او جالون وقود كأنه تحصل علي جائزة نوبل !...الفرق بين رؤية صاحبي وهؤلاء أن صاحبي تجشأ عافية وصحة.... لكن هؤلاء عندما يفيقون من نوم اليقظة سوف يتجشاؤن علقما وهم في السجون.... وسوف يتلذذون برنين السلاسل التي تعبث بها أصابع السجانين بدلا من غناء (القونات) ...وسوف يكون مصيرهم سوء المنقلب..... وقبلها سوف يبكون النهاية ....بلا شك إنه لقريب... وإن...غدا لناظره قريب .