حكومة حمدوك ضعيفة والبرهان ومن خلفه سيودوا البلد للهاوية. هذا رايي في العسكر ولم يتغير منذ 37عاما.

حكومة حمدوك ضعيفة والبرهان ومن خلفه سيودوا البلد للهاوية. هذا رايي في العسكر ولم يتغير منذ 37عاما.


12-04-2020, 08:01 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1607108480&rn=0


Post: #1
Title: حكومة حمدوك ضعيفة والبرهان ومن خلفه سيودوا البلد للهاوية. هذا رايي في العسكر ولم يتغير منذ 37عاما.
Author: جبرالله عمر الامين
Date: 12-04-2020, 08:01 PM

07:01 PM December, 04 2020

سودانيز اون لاين
جبرالله عمر الامين-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر




........
*الملاريا وبرقية عاجلة*

السؤال الذي تبادر لأذهان الكثيرين حول إمكانية نجاح العسكريين الذين استولوا على السلطة في لاغوس مع غروب شمس عام 1983 في إنقاذ نيجيريا جاءت الإجابة عليه بعد مرور اسبوع واحد من عاصمة التشاد المجاورة مغلفة في كفن وزير الخارجية والرجل الثاني في السلطة ادريس مسكين الذي توفي بداء الملاريا.
لقد قدم الجنرالات لاخوانهم في المهنة عرضا هادئا وسريعا. شرحوا فيه عملياـ مثلما يفعل المعلم امام الجنود المستجدين في درس فك وربط اجزاء البندقيةـ كيفية الغاء النظام الذي يختاره الشعب بارادته. واستبداله بالطريقة التي يريدونها. والنظام الذي يختارونه. ثم اذاعة البيان التقليدي: ان العسكريين قرروا الإستيلاء على السلطة لانقاذ البلاد واستئصال الفساد وان العملية تمت دون إراقة دماء.
جملة مألوفة حفظها الأفريقيون. ومازالت مرتبطة في أذهانهم بسلسلة من الأحداث. منها انقلاب الجنرال موبوتو سيسي سيكو، الذي تبعه اختفاء واعدام باتريس لوممبا. وتدهورت زائير لتعيش في الإملاق حتى وصل الحال بالزائريات ان يقذفن باطفالهن في مجاري المياه خوفا عليهم من الجوع. وبالبلاد للارتماء في احضان اسرائيل.
ثم الإنقلاب والإنقلابات المضادة في اثيوبيا بدءا بآمان عندوم الذي أطاح الامبراطور العجوز اسد يهوذا هيلا سلاسي، ثم اطاحه وقتله تفري بنتي، الذي اطاحه منغستو هيلا ماريام وقتله مع زملائه اعضاء المجلس العسكري في غرفة الاجتماعات.
كل ذلك من اجل انقاذ البلاد والقضاء على الفساد. لكن شيئا من ذلك لم يحدث. وها هي منظمات الاغاثة الدولية تحاول انقاذ حياة اكثر من ثلاثين الف اثيوبي يواجهون الموت جوعا في شمال غرب اثيوبيا.
في غانا قاد الملازم جيري رولينقر انقلابا عسكريا ضد الرئيس المنتخب هيلا ليمان لانقاذ غانا والقضاء على الفساد. واليوم بلغ الدخل القومي ادنى نسبة في تاريخ غانا التي كانت تتصدر انتاج الكاكاو في العالم.
وفي ليبريا قاد الرقيب صمويل دو (الذي استبدل كلمة رقيب بلقب دكتور) انقلابا عسكريا ضد حكومة الدكتور وليم تولبرت. ولم يكتف بذلك بل صلب الرجل وعددا من الوزراء على اعواد نصبها لهم عند ساحل المحيط الاطلسي. واطلق عليهم النار مثلما نفعل تماما مع الكلاب الضالة.
اين وصلت ليبريا. اول دولة مستقلة في افريقيا على يدي دو؟ لقد سلمها لاسرائيل وجعل منها مركزا لانتشار وتغلغل الصهيونية في غرب افريقيا.
امثلة كثيرة اخرى ليس هنا مجال حصرها كلها تلتقي في ثلاث جمل. انقاذ البلاد ، القضاء على الفساد ، والإستيلاء على السلطة بدون اراقة دماء.
لا أعتقد أن انقاذ البلاد والقضاء على الفساد تحققا في أي من الحالات التي ذكرتها. وتلك التي يعرفها الناس(لم يكن بالامكان الحديث صراحة عن الانظمة العسكرية في الدول العربية).أما مقولة الاستيلاء على السلطة بدون إراقة دماء فهي خدعة لا تفوت على احد. ذلك أن الدماء تراق في ظل الأنظمة العسكرية عاجلا أو آجلا. وإذا لم يكن رميا بالرصاص فبالإرسال الى المقابر مباشرة بسبب الجوع والمرض.
أن تصل حمى الملاريا الى منصب وزير الخارجية. وتقضى على الرجل الثاني في الدولة فضيحة لن يغفرها التاريخ لرؤساء افريقيا. وان كان غير مستبعد حدوثها، في بلدان يتصارع ابناؤها ويتقاتلون من أجل السلطة . تاركين الميدان للفقر والأمراض ترتقي السلم الوظيفي والمهني. من حقول المزارعين ومستنقعات المجاري في شوارع المدن الى قصور الحكم في العواصم الأفريقية.
أن يظل الأفريقيون صامتين غير مبالين بالكيفية التي يتم بها الوصول الى كراسي الحكم . ويقبلون تسنمها من طريق البندقية والكاكي بدلا من التصعيد من خلال صناديق الإقتراع هي الأخرى جريمة لا يغفرها التاريخ.

جريدة اليوم السعودية
( 23 اغسطس1983 العدد 3979)