تشكيلة الحكومة الجديدة مرضية لجميع الأطراف..وياسر عرمان للخارجية بقلم:د.أمل الكردفاني

تشكيلة الحكومة الجديدة مرضية لجميع الأطراف..وياسر عرمان للخارجية بقلم:د.أمل الكردفاني


12-04-2020, 02:12 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1607044342&rn=1


Post: #1
Title: تشكيلة الحكومة الجديدة مرضية لجميع الأطراف..وياسر عرمان للخارجية بقلم:د.أمل الكردفاني
Author: أمل الكردفاني
Date: 12-04-2020, 02:12 AM
Parent: #0

01:12 AM December, 03 2020

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر




أعتقد أن الحكومة (الجديدة)، تمثل تشكيلة قوية جداً ومرضية لجميع الأطراف. وأعتقد أن السودان لم يعد بحاجة لاضاعة وقته وجهده في انتخابات قد تخلق انشقاقات جديدة وصراعات مزمنة.
التشكيلة الجديدة، تعتبر في الواقع حكومة جديدة، وليست مجرد مجلس شركاء للفترة الانتقالية.
ذلك انه وبحسب القرار، سيكون لهذه التشكيلة سلطات وصلاحيات، ومن ثم فهي حكومة كاملة، اي مجلس سيادي جديد، فقد حصل الجميع على كرسي فيه.
لم تشمل الحكومة ياسر عرمان، واعتقد انه سيحصل على وزارة الخارجية، وهكذا لن تكون هناك أصوات معارضة. وهكذا تكون كل القوى السياسية اليوم (تحكم السودان).
فهذه القوى في الاساس قوى تعتمد على افراد وليس مؤسسات حقيقية. وقد تمت ترضيتهم، سواء حزب الامة او الجبهة الثورية او حزب ابراهيم الشيخ عراب الدقير.
فنستطيع ان نقول بأن الحكومة الجديدة هي حكومة شبيهة للحكومة اللبنانية. فهي عبارة عن تقاسم للسلطة يسع جميع القوى السياسية الأساسية من احزاب وحركات مسلحة. ولم يتبق سوى الحلو وعبد الواحد. وأتوقع ان تضغط اوروبا عليهما لينضما للتشكيلة، فالقرار نص على جواز تعديل الأشخاص، دون ان يوضح آلية التعديل، ليكون الباب موارباً للقبول بأي وافد جديد.
مات الصادق المهدي، وهكذا انتهى الخازوق الذي كان يمكن أن يثير بلبلة للجميع بتصريح صغير، ينكش تراب الاعلام الداخلي والعالمي.
لذلك نستطيع ان نقول بأن نظام الحكم في السودان قد استقر تماماً، وستبدأ الإمارات في تقديم معونات مالية جيدة للحكومة الجديدة، كما أن امريكا الآن (وبحسب الصفقة المبرمة مع الإمارات) ستلغي وضع السودان في لائحة الإرهاب، وستلغي القرار الآخر الذي يعيق المعونات الدولية.
لا توجد في الساحة الآن قوى مؤثرة أو قادرة على زعزعة الاستقرار، كما لا اتوقع ان يخرج الشعب بعد اليوم، بعد ان ادرك انه قد تمت سواقته نحو هذه النتيجة. فالمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين.
ثبت الآن ان تجمع الهمنيين كان صنيعة بارعة وذكية. كما ثبت ان جميع القوى المشاركة في التشكيلة قوى انتهازية تلعب لمصالحها تحت شعارات الدموقراطية والحرية والسلام والعدالة. وبالتالي أدرك الشعب ان الوضع ميؤوس منه.
هناك اولاد الميرغني، اتوقع ان يتم استجلابهم من الخارج لمنحهم جزء من الكعكة.
سيتم توزيع انصار الاحزاب والحركات على الوزارات والولايات والمحليات، ولذلك اتوقع ان تكون الحكومة الجديدة ضخمة جداً. ربما تكون اكبر حكومة مرت على تاريخ السودان لترضي الجميع.
اما اصحاب الطموحات، والذين كانوا يحلمون بالدخول في انتخابات فسيصابون بالإحباط. وسيختفي اثرهم. فبعد اربع سنوات سيتم تمديد هذه الحكومة لاربع سنوات أخرى. والاتفاق مرن جداً بحيث يمكن إخراج وإدخال شخصيات جديدة.
يمكنني القول بان الحكومة الجديدة هي برلمان واسع ولكنه برلمان معكوس، فالقيادات كلها تشارك فيه وليس عبر انتخابات قاعدية. (وهذا توفير للمال والجهد والوقت) بدلا عن انتخابات تكون مضيعة للوقت ونتائجها قد تفضي لتوترات، كما حدث في انتخابات ٢٠١٥ (اقصد الانتخابات الولائية طبعا) والتي أضطر البشير بسببها، لتعيين الولاة درءً للصراعات في الولايات.
على هذا الأساس:
لا اتوقع بأن تكتفي الحكومة الجديدة بتقسيم السودان لست اقاليم. اتوقع على العكس من ذلك ان يتم زيادة عدد الولايات، فإذا كان عدد الولايات سابقاً ستة عشر ولاية، سيكون عددها اكثر من اربع وعشرين ولاية او ربما ثلاثين ولاية. بالإضافة إلى برلمان اتحادي يتم (تعيينه) من القوى المشاركة في التشكيلة الجديدة من انصارها، وغالبا ما سيكون أكبر برلمان مر على تاريخ السودان. ليستوعب ما لا يقل عن ألف ومائتي برلماني على اقل تقدير.