الوداع يا المهدي الامام بقلم علاء الدين محمد ابكر

الوداع يا المهدي الامام بقلم علاء الدين محمد ابكر


11-26-2020, 06:01 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1606410110&rn=1


Post: #1
Title: الوداع يا المهدي الامام بقلم علاء الدين محمد ابكر
Author: علاء الدين محمد ابكر
Date: 11-26-2020, 06:01 PM
Parent: #0

05:01 PM November, 26 2020

سودانيز اون لاين
علاء الدين محمد ابكر-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر







المتاريس


[email protected]

_________________
في صمت وبدون ضجيج رحل السيد الصادق المهدي زعيم حزب الامة عن هذه الدنيا الفانية ليودعها بعد ان ترك بصمة واضحة في تاريخ السودان
اختلفنا او اتفقنا حول شخصية الامام الراحل السيد الصادق المهدي لكنه يظل من ابرز رموز العمل السياسي والاجتماعي في السودان فقد كانت للراحل اسهامات كبيرة في الفكر السياسي بل تخطي ذلك حتي للمحيط العربي والعالمي فقد كان يشكل حضور قوي في جميع المحافل كان متحدث بليغ لايشق له غبار
ولكن في عالم السياسة ليس شرطا أن نتفق جميعا حول رؤية موحد فمن محاسن الفكر الانساني الاختلاف في نقاط محددة وليس في كل شي فتلك الاخيرة تعتبر نوع من انواع الفجور فالانسان كائن بشري يخطي ويصيب والسيد الراحل الامام الصادق المهدي نحسب انه قد اجتهد كثيرا في الدفاع عن ما يؤمن به من مبادي وافكار وبما ان لكل انسان عدة اوجه فان للسيد الراحل الامام كذلك مناقب عديدة منها نظافة اليد لم يكن الراحل الامام الصادق المهدي يتقاضى راتبا شهريا عن منصب رئاسة الوزراء بل كان يدفع به متبرع الي جامعة الخرطوم في بادرة طيبة لم يسبقه إليها احد وهو نوع من انواع الوفاء نحو صرح تعليمي كبير واضافة الي ان السيد الامام الصادق المهدي عليه الرحمة لم يسكن في منازل مملوكة للدولة فكان يقيم في منزل وتلك منقبة اخري عكس مسؤليين يظل الواحد منهم محتفظ بالسكن الحكومي حتي بعد تركه للمنصب
كانت شخصية السيد الامام الصادق المهدي لاخلاف عليها من ناحية نظافة اليد وتلك هي الاهم وان الانسان يعيش في هذه الدنيا يحافظ على شرفه من ان يدنس بالسرقة واكل اموال الناس بالباطل وجميع اهل السودان يشهدون له بنظافة اليد
وتبقي التجربة السياسة لكل منا موضع نقد فهي تجربة انسانية قد نخطي ونصيب
عرف عن الراحل السيد الامام الصادق المهدي الدفاع عن الديمقراطية وحقوق التعبير ودفع ثمن ذلك حريته فكان دائما ضيف علي سجون الانظمة الدكتاتورية التي حكمت السودان ولكنه دائما يخرج منتصر للحرية
السياسة لا تعرف الحقد او الخصومة خاصة في بلادنا السودان نعم قد يدفع الحماس بالبعض الي الفجور في الخصام ولكننا نبقي في الاخر شعب السودان الذي تشكل من مزيج من الاعراق والثقافات المختلفة فكان السودان وطن متفرد بين الافارقة والعرب وطن يسع الجميع
الرحمة والمغفرة للسيد الامام الصادق المهدي فقد اجتهد في تقديم نموذج جديد للدولة السودانية وقد كان ملجاء لنا عندما تشتد علينا محن السياسية فكل السياسيين حتي المختلفين معه تجدهم حريصين على استشارة الراحل الصادق المهدي في امور البلاد وبحكم ما له من تجارب في العمل السياسي كانت له العديد من الاراء الصائبة
وكما قلت ان التجربة الانسانية تظل قابلة للنقد مابين القبول او الرفض
مهما اختلفنا او اتفقنا يعتبر رحيل الامام الصادق المهدي في هذا التوقيت الصعب من عمر بلادنا فقدان كبير لنا
رحمه الله واسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء