سيبدأ الشيوعيون في نشر مقالاتي القديمة..فلا تلتفتوا لهم.. بقلم:د.أمل الكردفاني

سيبدأ الشيوعيون في نشر مقالاتي القديمة..فلا تلتفتوا لهم.. بقلم:د.أمل الكردفاني


11-23-2020, 03:30 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1606141850&rn=1


Post: #1
Title: سيبدأ الشيوعيون في نشر مقالاتي القديمة..فلا تلتفتوا لهم.. بقلم:د.أمل الكردفاني
Author: أمل الكردفاني
Date: 11-23-2020, 03:30 PM
Parent: #0

02:30 PM November, 23 2020

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر




المضحك في الكتابة، رغم أنها بالنسبة لي توثيق لأحداث وتحليل متجرد، إلا أنها عندما تكون كذلك، تُرضي طرفاً وتُسخط الطرف الآخر، وحينما تنقلب الأحداث وتتبدل أدوار الأطراف، تتبدل مواقفهم، فيصبح الرافضون لمقالاتك القديم هم من ينشرونها ويبشرون بها اليوم.
قبل الثورة، كان النظام يرفض مقالاتي وتقف معها المعارضة، عندما حدثت الثورة وبعد بضعة أسابيع وضح لي أن مجموعة ما سرقتها، وهكذا اصبحت مقالاتي مرفوضة للمعارضة ومقبولة عند الكيزان، واليوم بعد ان تبين صحة تحليلاتي، بدأ بعض المغفلين النافعين في السابق يعيدون نشر مقالاتي التي كانوا يرفضونها، وغداً سيفعلون العكس، وبعد غد عكس العكس وهكذا.
بدأت أولى خطواتي في الكتابة وأنا في الثالثة عشر من عمري، وبدأت أول مشاركاتي في الصحف وانا في الثامنة عشر بفضل الأستاذة الإعلامية اليسارية الكبيرة سلمى الشيخ سلامة، وشاركت بقصص وكاريكاتيرات في صحف المعارضة في مصر كالإتحادي والخرطوم، وكان المرحوم إبراهيم عبد القيوم أحد أهرامات الصحافة السودانية، قد قبل نشر بعض أعمالي على ضعفها الفكري، مما شجعني على المزيد من الكتابة.
لكنني لم أتحمل العمل في الصحف، لأن لكل صحيفة خط سياسي. وخط سياسي يعني أنني يجب أن أشوت في اتجاه محدد وواحد.. (دوغما مزمنة).. ولكنني أحب أن يسألني الحمقى الأيدولوجيون: إنت شايت وين؟ فهو سؤال يدل على تحرري من الغرض ومن تجردي، والأهم يدل على إلتزامي بحريتي الفكرية، اي محبة نفسي.
لذلك ستجدون دوماً إسلاميين (دوغما) يرجعون لكتاباتي، وشيوعيين مثلهم، ومغفلين من الطرفين، وحائرين من غيرهم..لأن البشر يتعاملون مع العالم بالنظر إلى الأفق الذي يلي أبصارهم فقط، وغالبا ما يتحيزون ويتكدسون في مناطق ضيقة كالقطعان لحماية انفسهم والقدرة على الدفاع عن مصالحهم.
لقد وجدت أن ما يفعلونه هو أكثر ما يدمر مصالحهم. قد يغتني البعض منهم ويصبح مليونيراً، لكنه سيظل مهدداً دائماً. أما المغفلون النافعون، فهم أول من يصاب بالصدمات عندما تتجلى أمامهم الحقيقة.
وهكذا تبدو الحرية العقلية الكنز الذي لا ينضب من العطاء..أن تكون حراً، فأنت الأكثر نزاهة، والأقرب إلى الصواب، إن لم تك صائباً بالفعل.
لقد رأيت احتدامات عنيفة بين المؤدلجين في مناظراتهم التي تتحول لنوع من الإستعباط عندما تهدد الحقيقة أوهامهم، سواء كانت ايدولوجياتهم تلك وضعية أم غيبية.
ويبدو أنني وأمثالي من غير المؤدلجين، كائنات تبدو خاسرة دائماً بالرغم من أنها الأكثر ربحية على طول الخط.
اليوم ستقرأون عن سرقة الثورة، وذلك من طرف الشيوعيين.. لا تضحكوا فهذا طبيعي جداً. لكن لا تصدقوهم، فسيكون ذلك غير طبيعي بالمرة.
سيبدأون في إعادة نشر مقالاتي، فلا تقرأوها.. وربما يبدأ الطرف الثاني في استخدامها ضدي واعتباري شيوعياً عميلاً؛ أيضاً لا تصدقوه. وإن حدث انقلاب في الواقع، وانقلبت مصالح الشيوعيين والإسلاميين، فتذكروني دوما..
فإن الذكرى (كما كنا نقول في الجوابات القديمة) ناقوس يدق في عالم النسيان.