والي سنار زول سفيه ساي.. بقلم:خليل محمد سليمان

والي سنار زول سفيه ساي.. بقلم:خليل محمد سليمان


11-23-2020, 01:05 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1606133120&rn=0


Post: #1
Title: والي سنار زول سفيه ساي.. بقلم:خليل محمد سليمان
Author: خليل محمد سليمان
Date: 11-23-2020, 01:05 PM

12:05 PM November, 23 2020

سودانيز اون لاين
خليل محمد سليمان-مصر
مكتبتى
رابط مختصر







عندما تغيب الدولة علي الدنيا السلام..

علي مدخل مدينة سنار رأيت عربة سارينة تتبعها عربة عليها علم السودان، قبل ان اسأل إسترجعت شريط طوله ثلاثين عجاف، ثم قلت من يكون؟

قالوا : والي سنار

قلت بالتأكيد مر حالاً علي الطريق السريع الرابط بين الخرطوم الدمازين عند قرية مايرنو، و رأى المأساة الملهاة المتمثلة في عشرات المطبات العشوائية، و الحفر علي الطريق بشكل يُنبئ بغياب الدولة تماماً، و لجوء الناس إلي حلول فردية لا تراعي المصلحة العامة.

نعم تمثل الطرق السريعة خطر علي المدن، و القرى، لذلك نجد في كل دول العالم موانع خرسانية او حواجز حديدية علي طول المدن، او القرى لحفظ سلامة، و ممتلكات المواطنين، و مستخدمي الطرق علي حد سواء.

المطبات العشوائية يمكنها ان تقلل خسائر اهل القرية او المدينة، و لكنها بذات القدر تكون تكلفتها باهظة علي مستخدمي الطريق من مضيعة للوقت، و إهدار للمال بالاعطال التي بسببها، و ضياع ارواح بريئة بالحوادث المجانية.

يجب و بوجه السرعة إزالة هذه المطبات، و وضع مطبات بشكل مهني، و بمعايير سلامة تحفظ الارواح، و الوقت، و وضع علامات إرشادية علي مسافات معقولة حتي نتجنب الحوادث، و إزهاق الانفس بهذا العبث.

هذا الامر ليس حصرياً علي قرية مايرنو بل علي طول الطريق مروراً بكل قرى الجزيرة الواقعة علي ضفتيه.

"الوالي دا زول سفيه سايّ"

عبارة قالها مواطن عادي يشعر بالضيق من غياب الدولة في حياته التي اصبحت جحيم لا يُطاق، و اردف بأن الوالي إبتعث زوجته المعلمة لتكون ضمن وفد المعلمين لمراقبة إمتحان الشهادة السودانية بمصر لتحصل علي إمتياز بالعملة الصعبة.

أخيراً .. السيد والي سنار المحترم.. السارينة، و الهيلمانة لا يمكنها ان تفرض هيبة، او صولجان، لو كانت فعلت ذلك لما سقط نظام الإنقاذ الذي اصبح جزء من ماضي تعيس بكل كبريائه، و صلف سدنته، و عنجهية اتباعه.

السيادة، و الهيبة يفرضها حضور الدولة في تفاصيل حياة الناس، و تواضع الحاكم.

علي حكام ما بعد الثورة الإقتداء بعمر الفاروق الذي حمل نفسه مسؤولية تسوية الطرق حتي لا تعثر البغال في بغداد، وهو علي بعد آلاف الأميال منها.

فيا والي سنار الشعب السوداني يتعثر علي الطريق القومي السريع، علي بعد امتار من مكتبك، و تتعطل مصالحه، و تُزهق الارواح بغياب سعادتكم، او ضعفكم، و خوفكم من مواجهة الحقيقة، و ترسيخ مبادئ الدولة المحترمة.

اهلنا في مايرنو.. ارى طريقة وضع المطبات، و الحفر حتي علي الطريق الترابي، و وضع الكتل الخرسانية، و الموانع علي جانبي الطريق محازاة المطب، و لسان الحال يقول : ان عدواً سيمر من هنا.

مستخدم الطريق ليس بعدو بل هو مثله مثلك، و عدوكم المشترك هو غياب الدولة، و الإهمال، و الفوضى، و الفساد الذي يضِرب كل مؤسسات الدولة.

حفظ الله السودان، و اهله