د. جبريل، و الحج الي كعبة المنشية.. بقلم:خليل محمد سليمان

02:35 PM November, 21 2020

سودانيز اون لاين
خليل محمد سليمان-مصر
مكتبتى
رابط مختصر

المعروف، و الثابت اصبحت المنشية رمز سياسي راسخ لدى الحركة الإسلامية بكل درجاتها، و إتجاهاتها، و الوانها، تتعدد الاسماء فالاصل واحد قبلةً، و كعبة للطواف.

لا إعتراض علي زيارة الرجل الي منزل شيخه شئنا ام ابينا فهو محسوب عليه، و لكن تتدرج الافضلية من الاهم إلي المهم، و هذا ما تفتقر إليه اجندة النُخب السياسية في هذه البلاد الحزينة عندما تكون السلطة هي الغاية، و الهدف.

الاهم زيارة اسر شهداء حركة العدل و المساواة بشكل خاص، و شهداء ثورة ديسمبر الاطهار الذين جعلوا من الحج الي المنشية ممكناً.

يمكن ان يكون في الامر مشقة، و لكن كان بالإمكان تخصيص يوم للإحتفال مع اسر الشهداء، و الاسرى، و المفقودين، و الجرحى، وقود الثورة المسلحة التي اسهمت بشكل مباشر في الإنتصار علي الفرعون، في ساحة الحرية.

كان الاهم زيارة اسرة الشهيد الجمالي..

كان الاهم زيارة اسرة الشهيد اللواء ابورنات..

كان الاهم زيارة اسرة الاسير الدكتور الواثق الحميدابي، و تلك قصة اخرى.

تواصل معي بالامس صديق مُقرب من اسرة الاسير الدكتور الواثق الحميدابي، و افضى هذا التواصل للحديث مع الاسرة المكلومة التي فقدت التواصل مع إبنها منذ معركة قوز دنقو الشهيرة.

أُصبت بالإحباط، لدرجة القرف عندما علمت انه لا يزال هذا الرجل اسيراً، و عدد من قادة، و افراد الحركات المسلحة.

البديهي إطلاق سراح الاسرى، و تحديد مصير المفقودين قبل ان تطأ اقدام قادة إتفاقية جوبا ارض ساحة الحرية يوم الإحتفال الكبير.

كيف يستقيم الامر، و الإحتفال، و لا يزال هناك اسرى، و مفقودين تشكو اسرهم الإهمال، و عدم التواصل معهم، و الإطمئنات علي سلامتهم، و معرفة مصيرهم.

سألت شقيق الاسير الواثق الحميدابي ..

هل تعتقد ان شقيقك اسير، و لا يزال علي قيد الحياة؟

قال لي " نعم و كل الشواهد تشير لذلك"

زار الناطق الرسمي السابق للقوات المسلحة الصوارمي خالد سعد في منزله، فأكد له سلامة شقيقه، و إعتذر عن المساعدة في زيارته لأن ظروف التحقيقات لا تسمح بذلك.

ثم ارسل لي بيان صادر من قوات الدعم السريع بعد معركة قوز دنقو، و اسر 13 ذكرت فيه إسم الدكتور الواثق تحديداً بإعتباره صيد ثمين حيث انه نائب رئيس الحركة، و مسؤول الشئون الإنسانية حتي تاريخ اسره في 2015

حتي الآن لم ينقطع تواصلهم مع جهاز المخابرات الذي اكد لهم في مرات كثيرة وجوده طرفهم، و لم يسمح لأحد بزيارته.

المؤسف مات والده قبل عامين، و في يده خطاب مكتوب معنون لجهاز الامن، و المخابرات يطلب فيه رؤية إبنه قبل ان يفارق الحياة، فمات دون ان يتحقق طلبه.

عزيزي القارئ تخيل مأساة هذه الاسرة، و الاسر التي فقدت ابناءها، و لا تعلم عن مصيرهم شيئ حتي الآن، برغم ثورة ديسمبر المجيدة، و إتفاقية جوبا للسلام.

كنت ولا ازال اعتبر إتفاقية جوبا معيبة، و التي يمثل مسار الشرق فيها امنجية النظام البائد، و مسار الوسط يمثله العاطل التوم هجو، و جوقة من ارزقية نظام المجرم بشة من ضباط كيزان نعرفهم، و مسار الشمال الذي يمثله جوكية المنطقة الصناعية من سماسرة الخردة علي رأسهم الجاكومي.

اخيراً.. قناعتي انه لا شرف في السياسة السودانية، فنسألكم بالإنسانية ان تحترموا تضحيات أُسر الشهداء، و المفقودين، و الاسرى، و الجرحى، الذين كرمتهم الثورة السودانية بأن جعلت منهم ايقونة، و شعار.

الرحمة، و المغفرة لشهداء الثورة السودانية علي إمتدات الوطن، و عوداً حميداً للمفقودين، و عاجل الشفاء للجرحى، و المصابين، و الحرية للأسرى، و المسجونين.