قحت تحصد قحطها.. بقلم:خليل محمد سليمان

قحت تحصد قحطها.. بقلم:خليل محمد سليمان


11-17-2020, 01:50 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1605617419&rn=0


Post: #1
Title: قحت تحصد قحطها.. بقلم:خليل محمد سليمان
Author: خليل محمد سليمان
Date: 11-17-2020, 01:50 PM

12:50 PM November, 17 2020

سودانيز اون لاين
خليل محمد سليمان-مصر
مكتبتى
رابط مختصر




اسوأ ما في السياسي السوداني انه يجيد الإلتفاف علي المواقف، و توظيفها حسب مصلحته الضيقة، و اقذر الادوات علي الإطلاق هي إثارة العواطف ايديولوجية او دينية او طائفية، او عرقية.

خرجت علينا ابواق نعلم مقصدها، و مراميها لتلبس المشهد ثوبها البالي، و المتعفن.

دائماً احب التركيز علي التفاصيل لم تكن لديّ الرغبة في متابعة الإحتفال في ساحة الحرية لأن هذه المشاهد تذكرني بحقبة بالية في ثوب جديد.

السلام لا يحتاج الي صخب، و إحتفالات، و مظاهر القصد منها الهروب من الواقع، و مخاطبة العواطف التي تحدثنا عنها كثيراً، وهي مربط الفرس في الإستغلال، و التوظيف.

الإحتفال بالسلام يعني إنهاء مظاهر الحرب بشكل كامل، و تفكيك كل معسكرات اللجوء، و النزوح، و عودة الناس إلي مساكنهم، و مزارعهم، و خلق جيش وطني واحد بعقيدة محترمة، و بناء مؤسسات مدنية راسخه، ساعتها علينا ان نحتفل،و نرقص.

من هتفوا ضد ابراهيم الشيخ هتفوا ضد الحرية و التغيير.

إن لم يهتفوا ضد ابراهيم الشيخ إذن سيهتفوا ضد من؟

ابراهيم الشيخ يمثل اسوأ كيان سياسي يعرفه السودان في تاريخه.

كيان سياسي تهافت علي السلطة و دماء الشهداء الاطهار علي الارض لم و لن تجف بعد.

كيان سياسي كذب في اكثر لحظات كان الشعب السوداني في حوجة إلي الصدق فيها.

كيان سياسي صنع كل هذا المشهد العبثي.

كيان سياسي عنصري لا يعترف بالآخر إلا في إطار الحزب، او الطائفة، او الجماعة، او الايديولوجيا، او العرق.

كيان سياسي منهجه التضليل، و التجهيل، و قلب الحقائق.

إن كان الهتاف ضد ابراهيم الشيخ هو عنصري، ضد اهل الشمال، و الوسط كما يروج اصحاب النفوس المريضة، و سواقط النظام الهالك، فهذه صناعتكم يا ابراهيم الشيخ و من لف لفهم، و هذه بضاعتكم رُدت إليكم.

راجعوا الفيديو ستجدوا اول من هتف ضد ابراهيم الشيخ هم اهل الشمال، و الوسط.

انتم من اسستم لمنهج الإغتيال السياسي، و المعنوي.

الإختلاف في الرأي عندكم عداوة، و المبدأ إن لم تكن معي فأنت ضدي.

قسماً بالله ما نرى من مظاهر في السودان لا يمكن ان يعود الي مربع الآستغلال و الخم، و تجارة النُخب و لو تقسم هذا البلد إرباً إرب.

افسدتم الماضي، و الحاضر، و لا يزال مكركم يطل برأسه النجس علي المستقبل بثوب عنصري بغيض.

نعم هناك إحتقان، و غبن في كل الهامش العريض، و هذا مظر من مظاهر الازمة السودانية، و له ما يبرره عندما نضعه في قالبه الصحيح بالدراسة، و التحليل، حيث الحروب، و حجم الدمار الهائل الذي حدث في النفوس، و المجتمع.

نحتاج مخاطبة الشعب السوداني بالحقيقة لا الكذب، و التضليل.

نحتاج ان نسمي الاشياء كما هي، بلا تجميل او مساحيق رخيصة.

نحتاج ان نبعد الاجندة السياسية و المكاسب الضيقة عندما نتعامل مع قضايا الوطن الكبرى.

مهما وصلنا من سوء لا يوجد مبرر للندم او الحنين إلي النظام البائد لأنه اس البلاء و من اسس لهذا العبث.

بذات القدر قحت و من لف لفها ضيعت ثورتنا، و إلتفت علي مبادئها المتمثلة في الحرية، و السلام، و العدالة، لذلك لا اسفاً عليها فالي الجحيم.

إن كان ابراهيم الشيخ يمثل كيان لا يؤمن بالآخر، و عمل علي تقسيم الشارع السوداني بعد الثورة المباركة، فالهتاف ضده بكل اشكاله، و معانيه مرحباً به.

قحت يدها في غموس النظام البائد و إن تعلقت باستار الكعبة الشريفة، فمصيرها القحط، و اليباب.

إن لم تكن قحت عنصرية، و فاسدة، كم وظيفة في الدولة بعد الثورة اعلن عنها مكتب العمل للتنافس الحر بين ابناء الشعب السوداني الذين صنعوا الثورة؟