تتعلمين.. تتألمين!!! بقلم محمد سمنّور

تتعلمين.. تتألمين!!! بقلم محمد سمنّور


11-14-2020, 06:06 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1605330392&rn=0


Post: #1
Title: تتعلمين.. تتألمين!!! بقلم محمد سمنّور
Author: محمد سمنّور
Date: 11-14-2020, 06:06 AM

05:06 AM November, 13 2020

سودانيز اون لاين
محمد سمنّور-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



لا يمكن للشخص ان يتجنب المشي في الشارع،
ولا يمكن لاحد وهو يمشي في الشارع ان يصم اذنيه حتي لا يسمع ما يقوله الناس،
ولا استطيع ان الوم الناس وهم يتحدثون عن مشاكلهم في التلفون بصوت عال
بقرب المارّة.

سمعتها تتحدث مع زوجها او قريبها،
كلامها اثر فيّ دون ان اشعر،
لانه جعلني اتذكر كل لحظات الحرمان التي مررت بها،
اتصلت به لتقول له ان الفلوس لا تكفي،
الفلوس التي يعطيها لبنته،
فالبنت تدرس في الجامعة،
وهي تسكن الخرطوم في منزل اسرتها الذي يبعد كثيرا عن الجامعة،
المصروف ليس قليلا بالطبع،
والرجل لا يري نفسه مقصرا،
انها فلوس كثيرة،
ولكنها لا تكفي،
لان الجنيه هابط وتكلفة المعيشة متصاعدة،
خصوصا تكلفة المواصلات بعد زيادات سعر الوقود،
الرجل يعطي ابنته مائتي جنيه،
ولكنها لا تكفي،
وقد أُخبر الأب في الاتصال الذي سمعته ان البنت تعاني كثيرا حتي تصل
الجامعة بذلك المبلغ،
ولا يبقي لها شئ للفطور،
أُخبر الاب ان البنت تفطر يوميا مع صويحباتها وهي تتضايق من هذا الامر،
ولكن ماذا تفعل؟
اخبرته المتحدثة بوضوح:
"عايز تعمل ليها نفسيات ولا شنو؟
ما في طالب جامعي بدّوهو اقل من خمسمائة جنيه،
ميتين جنيه شُفّع المدارس بقو ما بشيلوها، البت بالذات .. الخ".

اصبت تقريبا بغثيان مفاجئ عندما وصلت المتحدثة هذه النقطة
وحمدت الله انني ابتعدت مسافة كافية بحيث صرت لا اسمع الحديث،
ماذا اسمع اكثر من هذا؟
"البِت بالذات.." ماذا؟

قلقت علي صحتي وحاولت ان اشغل نفسي عن التفكير في الموضوع،
ولكن الامر بدأ يكبر عندما بدأت افكر: كم من الطالبات والطلاب يعانون مثل
تلك الفتاة؟
ولكن الحمد لله عندها وصلت الي موقف المواصلات وكان كفيلا بان ينسيني
الموضوع مؤقتا.

الآن وبعد بضعة أيام تذكرت الموضوع،
ولكني اقنعت نفسي بان اتعاطي الموضوع بهدوء،
وألا افكر او اتخيل تكملة الكلام،
بالذات تلك العبارة..
عبارة: "البِت بالذات..
فقد احسست باللوم انني لم انتظر بقية الكلام،
بل احسست انني كان يجب ان اذهب للمرأة واسألها: البِت بالذات.. ماذا؟
ولكن سرعان ما طردت من ذهني هذه الفكرة،
بالطبع لا يمكن هذا،
ثم انني شعرت ان المشكلة ليست في انني لا اعرف "الباقي"،
بل المشكلة انني لا اريد ان اعرف!

اقنعت نفسي بعد "مجابدة" ان..
أن اكتب في الموضوع فقط،
وهانذا افعل،
وقد فكرت في طرق الحل،
من قبل اسر الطلاب ، الجامعة، التكنولوجيا، الحكومة ...الخ
وهي افكار جيدة ولكنني لا استطع ان افصّل فيها،
لا اعرف لماذا..
لقد اصبت بحالة مثل ال..
يمكنكم تسميتها: تبلّد .. تجمّد .. قهر .. قَهَم .. لا اعرف بالتحديد..
اوصفوها لي انتم ان استطعتم..
و حاولوا انتم ان تقولوا ما لم استطع قوله من حلول ومعالجات..
وحاولوا ان تكملوا عبارة: "البت بالذات.."
اما انا فاسمحوا لي في نهاية هذا المقال..
بدون مؤاخذة ان..
ان ابصق..
ثم ان اسحب ملاءتي..
واتغطي .. وانام..
لعلني انسي الموضوع!