هذا العنوان، ليس من أضابير الكتب القديمة، أو من أساليب الرعيل الاول من كتاب الرسائل الديوانية، في القرنين الثالث والربع الهجريين التي برع فيها(عبدالحميد بن يحيي الكاتب) أو ( يحيي بن خالد البرمكي وابنه جعفر) أو ( أبن العميد) وغيرهم من مشاهير فن كتابة الرسائل في ذلك العصر، ولكنه يحمل بين طياته عبق وأصالة ذلك الزمن الجميل، عندما كانت الأخلاق العربية تسمو فوق جراحاتها، وتتناسي خلافاتها وقت الشدة، وتشارك بقلب مكلوم، من عاداها وخاصمها الأحزان والأتراح، خاصة فاجعة الموت للأسرة أو القبيلة أو الدولة. : أقول ذلك وفي الخاطر ، ما أقدم عليه أمير قطر الشيخ تميم بن حمد ال ثاني بتقديم تعازيه ومواساته لأسرة الفقيد الشيخ خليفة بن سلمان ال خليفة، رئيس مجلس الوزراء في مملكة البحرين ، الذي توفي في الولايات اامتحدة الامريكية وتم تشييعه ودفنه بالمنامة قبل بضعة أيام. لقد عانت دولة قطر الكثير من جراء ذلك الحصار الشامل الذي أقدمت عليه ثلاثة دول من دول مجلس التعاون الخليجي من بينها البحرين، وهو عناء ليس بالمؤثر الكثير علي الجانب الاقتصادي او التجاري علي الدولة، فقد وقعت ازمة الحصار في عام ( 2017) فكانت معظم مشاريع البنية التحتية للدولة قد اكتملت ، خاصة فيما يخص التجهيزات لكأس العالم لكرة القدم (2022)،مما أدي الي تخفيف وطأة الحصار وتداعياته علي الاقتصاد القطري،ولكن كان العناء الأكبر علي الأسر والعائلات بسبب التداخل الشديد بين مواطني الدول الخليجية بالمصاهرة او صلة الأرحام. ورغم دخول هذا الحصار عامه الثالث ويزيد بقليل، ورغم المنازعات القانونية التي ظلت تطفح هناك وهناك بسبب ذلك الحصار، الا أن أصالة الشعب القطري ، وعاداته الكريمة، وقيادته الشابة الواعية الحكيمة، ظلت واعية ومتسامية فوق كل الخلافات ... ولم تكن برقية العزاء التي بعث بها أمير قطر الي أسرة الفقيد في البحرين هي الوحيدة، فقد سبق لأمير قطر أن بعث ببرقية تعزية مماثلة الي دولة الامارات العربية في وفاة الشيخ سلطان بن زايد ال نهيان ممثل رئيس الدولة في نوفمبر (2017)، وبرقيات تعزية الي المملكة العربية السعودية في (2019) في وفاة الأمير منصور بن مقرن بن عبدالعزيز ال سعود.. واخر تلك المشاركات الوجدانية أدانة دولة قطر للانفجار والعمل التخريبي الذي وقع في مدينة جدة في الاسبوع الماضي. يأتى كل ذلك التعاطف مع أحزان المنطقة ودول الحصار...بينما لا يزال الحصار قائما ومستمرا باصرار تلك الدول. انها أخلاق الأمراء والملوك ،والأسرة الحاكمة الكريمة في قطر ، تتجلي عند الشدة وتظهر أصالة معدنها عند الخطوب..بل هي القيادة الواعية التي لا تخلط الأمور، بل تفرق تماما ما بين الخصومات العارضة، وتلك الثوابت العربية الراسخة بين الشعوب. د.فراج الشيخ الفزاري [email protected]
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة