برضو ما بنقدم الحلول!! (2) بقلم:كمال الهِدي

برضو ما بنقدم الحلول!! (2) بقلم:كمال الهِدي


10-30-2020, 01:14 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1604060076&rn=1


Post: #1
Title: برضو ما بنقدم الحلول!! (2) بقلم:كمال الهِدي
Author: كمال الهدي
Date: 10-30-2020, 01:14 PM
Parent: #0

01:14 PM October, 30 2020

سودانيز اون لاين
كمال الهدي-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر




تأمُلات





· نواصل ما انقطع من حديث في الجزء الأول من المقال السابق الذي حمل العنوان أعلاه.

· قبولنا بالطريقة التي تم بها التطبيع معناها أننا لا نمانع في دكتاتورية جديدة طالما أنها توفر لنا الخبز والبنزين وبقية السلع التي عانى فيها شعبنا كثيراً.

· وهذا بدوره يذوب بعض شعارات الثورة ويفرغ كلامنا عن أن شعبنا لم يخرج للشوارع من أجل رغيف الخبز وحده من معانيه.

· كان من الممكن أن تؤيد الغالبية التطبيع، فليس مبلغ همنا رأي الآخرين فينا سواءً كانوا عرباً أم عجماً، بل المهم هو أن نفعل ما نؤمن به، وأن نتصالح مع أنفسنا.

· وظني أن شعبنا هذه الأيام غير متصالح مع نفسه ولا مع شعارات ثورته نهائياً.

· ولهذا يحاول كل منا أن يبرر لنفسه هذا الموقف الغريب المتمثل في التقارب مع من قتلوا المعتصمين وشاركوا في جرائم دارفور وغيرها من الفظائع التي أُرتكبت في حق أبناء هذا الوطن.

· نتمسك بأي (كذبة) لكي لا نحس بالضآلة أمام أنفسنا.

· فإن قال أي من الوزراء أن اتفاق التطبيع سيخضع لرفض أو موافقة المجلس التشريعي (سرحنا) مع الفكرة بالرغم من أنها كذبة أوضح من شمس الضحى.

· فمن يريد لهذا المجلس أن يكون مُشرِعاً حقيقة ما كان سيتعجل اتخاذ القرارات الخطيرة قبل تشكيله أصلاً.

· ولو لا أنهم أرادوها (جغمسة ودغمسة) لما توجهوا إلى جوبا نفسها قبل تشكيل المجلس التشريعي.

· فذريعة رفض الحركات المسلحة لتشكيل التشريعي قبل اتفاق السلام كانت مجرد هراء توافق حوله حُكامنا (عسكريين ومدنيين) مع الحركات المسلحة نفسها.

· لم يكن هناك ما يمنع تشكيل مجلس تشريعي يخضع للمراجعة وإعادة التشكيل بعد الاتفاق.

· لكنها التدخلات الخارجية التي لا نريد أن نقر ونعترف بها.

· فنحن نتلذذ بالوهم، ولا نرغب في مواجهة مشاكلنا ، فالمخدر يريحنا بدرجة ما.

· لما تقدم لا أرى خيراً في التطبيع مع إسرائيل.

· أولاً لأن حكامنا خدعونا وكذبوا علينا.

· ومن يكذب على شعبه مرة سيفعلها ألف مرة.

· وثانياً لأنني غير مقتنع بأن ما يعيق السودان هو شوية أموال ننتظرها من الداعمين ولا حتى انغلاقاً سننصهر بعده في المجتمع الدولي لتُفتح لنا أبواب النمو والتطور.

· أزمتنا تبدأ بانعدام الضمائر وضعف الحس الوطني لدى من يتحكمون في أمر العباد وتنتهي بسوء الإدارة لهذه الموارد الهائلة.

· لذلك فأي معونات ومساعدات ستصلنا في قادم الأيام (إن حدث ذلك) ستضيع هباءً منثورا مثلما ضاعت قبلها كل موارد وثروات بلدنا غير المحدودة.

· ألم يقل رئيس الوزراء نفسه أن أكثر من 80% من موارد البلد لا تدخل الموازنة العامة!

· فما الذي يجعلنا نتفاءل ونسعد بانفتاح تتدفق معه الأموال، ومن الذي يضمن لنا أن هذه الأموال لن تذهب لجيوب البعض أو تُسخر لتعزيز قبضتهم؟!

· أشعر بأسى ووجع حقيقي حين اتابع الاحتفاء الزائد بشاحنات القمح أو غيرها من المساعدات التي تصلنا من بلدان نعرف قبل غيرنا أنها كثيراً ما استغلت مواردنا وثرواتنا وساندت (الساقط) المخلوع لكي يضطهدنا ويقتلنا ويشردنا.

· يا ما حذرنا من مخاطر التدخلات الإقليمية منذ أيام الاعتصام ومع أول تغطية لقناة عربية لثورة ديسمبر المجيدة، لكن لم يجد ذلك صداه لأن البعض ضمن قوى الثورة أرادوا تحقيق مصالحهم الخاصة ولو على حساب كل أبناء وطنهم.

· واليوم نجني ثمار تلك التدخلات.

· وعلينا أن نتذكر صراخ الثوار آنذاك ورفعهم لعلب البمبان التي كانوا يؤكدون أنها من صنع إسرائيل!

· فكيف لي أن أتوقع خيراً ممن كان يرسل البمبان والسلاح لقتلي!!

· ستأتي الوفود الإسرائيلية.

· وستُعقد الصفقات.

· وستُزرع الأرض، وستُستغل المياه.

· وسيجني أعداء الأمس أصدقاء اليوم الكثير من المنافع، وربما يتحكمون في غذاء العالم عبر استغلال أراضينا الخصبة اللا محدودة.

· لكن لا أتوقع أن يستفيد إنسان السودان كثيراً من هذا الانفتاح الذي يعدوننا به.

· فمع جني الأصدقاء الجدد للكثير من الفوائد ستقوى شوكة طغاة أيضاً، ليتحكموا فينا ويضمنوا لأصدقائهم الدوليين والإقليميين استمرار الأمور كما يرغبون ويشتهون.

· المتجبرون المتغطرسون ومن يجودون على البلدان الغنية التي يفقرها حكامها بالخبز لا يؤمنون بكرامة الشعوب.

· ومثلما أهاننا البشير سوف يذلنا حُكامنا الجدد طالما أنهم يحتفون بشاحنات الدقيق في بلد يفترض أن يكون سلة غذاء العالم.

· لا أقتنع إطلاقاً بأن القائد الذي يحب وطنه حقيقة ويغير على شعبه يمكن أن يقبل لهذا الشعب أن يظل متسولاً رغم ثرواته المهولة.

· لذلك ما كنت أتوقع أن تأتي حكومة الثورة بخبراء دوليين في الاقتصاد يصبح كل همهم أن يبتسموا أمام الكاميرات التي تصورهم لحظة استلام مساعدات وأموال المانحين.

· فهذه مهمة كان من الممكن أن يؤديها مسئولون لم يكملوا المرحلة الثانوية من تعليمهم.

· كان عشمنا أن يبدأ هؤلاء الخبراء بخطط قصيرة المدى لمواجهة الضائقة المستفحلة مستعينين في ذلك بعون أهلهم وساعين لاسترداد بعض أموالنا المسروقة.

· لتبدأ بعد ذلك المرحلة التالية التي يعينون خلالها شباب الثورة المتحمس ويستنفرون طاقاتهم لتحقيق شعار (حانبنيهو).

· لكن انتهى بنا الأمر للأسف بتسول مُذل ومُهين.

· وما زلنا للأسف نصدق وعودهم السراب، ومع كل صباح نقنع أنفسنا بفكرة غير قابلة للتطبيق وننتظر العون والسند والتقنية والمال والطحين والبنزين والدواء وكل ما نحتاجه من الآخرين وكأن رسالتنا في هذه الدنيا هي أن نتفرج على خيرات بلدنا تُسرق ليجود علينا الناهبون بالقليل لسد الرمق.

· غاكامي ومهاتير وغاندي ساهموا في بناء بلدانهم دون هوانِ أو ذل.

· صحيح أن العالم تغير، لكننا لم نحاول فرض ولو القليل من ارادتنا الوطنية على الآخرين.

· ولا استعان حُكامنا بهذا الشعب في الضغط على الآخرين، بل رضخوا منذ البداية للإرادة الخارجية واختاروا لنا الذل والهوان.

· والخوف كل الخوف أن تظل أطماع الآخرين في بلدنا بلا سقوف، مثلما يُتوقع أن ينعدم الحس الأخلاقي لدى بعض حُكامنا فيتم تذويب ثورة السودانيين بالكامل ونُضيع بلداً كان من الممكن أن يصبح مارداً عملاقاً.

. وختاماً لابد من التذكير بأنه لا يستقيم عقلاً أن نقف مع قتلة الشهداء في خندق واحد وفي ذات الوقت نرفع شعار (دم الشهيد ما راح).

. التطبيع هدفه الأول حماية القتلة، والأيام بيننا وسنرى ما ستجلبه، وحتى ذلك الحين يفترض أن نملك الشجاعة الكافية لكي نحدد خياراتنا بوضوح.

. دايرين رغيف بعون من اللصوص الدوليين ولا عاوزين قصاص وعدالة!!