سفارة السودان بواشنطن اغضبتني.. والتطبيع بقلم:خليل محمد سليمان

سفارة السودان بواشنطن اغضبتني.. والتطبيع بقلم:خليل محمد سليمان


10-28-2020, 08:22 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1603912966&rn=0


Post: #1
Title: سفارة السودان بواشنطن اغضبتني.. والتطبيع بقلم:خليل محمد سليمان
Author: خليل محمد سليمان
Date: 10-28-2020, 08:22 PM

08:22 PM October, 28 2020

سودانيز اون لاين
خليل محمد سليمان-مصر
مكتبتى
رابط مختصر





لا اخفي سراً، وقد كتبت وصيتي بعد مماتي منذ ان غادرت السودان منذ اكثر من عقدين، و هي في جيبي في حلي، و ترحالي، بأن لا أُدفن في السودان، و رئيسه المجرم الماجن اللص الحقير البشير.

يوم ان سقط هذا الكاهن، الذي لم يسقط نظامه بعد، مزقت وصيتي، و يومها إختلطت دموع الفرحة بالحزن.

كان الفرح بأن سقط الطاغية، الذي في عهده أُمتهنت كرامة الوطن، و حط من قيّمنا و سماحتنا، و ظللنا ندفع فاتورة مجونه اين ما ذهبنا بوصمة الإرهاب، و الإجرام.

كان الحزن علي وطن اصبح خراب، بلا ملامح، كله اشلاء، و جراحات، و حريق.

قمة المشاعر الحزينة عندما تقف امام موظف في سفارة بلادك تطلب تأشيرة دخول.

يبدأ العمل في السفارة عند العاشرة صباحاً، و حتي الثانية بعد الظهر في القسم القنصلي بالنسبة للجمهور.

دخلت عند العاشرة وثلاث دقائق، فوجدت في الإستقبال موظفة ذات ملامح آسيوية قمة في التهذيب، و الإحترام.

بعد ان اكملت ملء الفورم المعد لذلك، و دفعت الرسوم، قالت سيتم الإستلام عند الثالثة بعد الظهر، و في حال إنتهى قبل ذلك ستتصل لتخبرني بذلك.

جئت عند الثالثة، فوجدت في صالة الجمهور رجل، و مرأة في العقد الرابع تقريباً.

في هذه الاثناء دخل موظف من باب داخلي علي مكتب الإستقبال، و هو يتحدث في التلفون، كان يتحدث بصوت عالي حيث يسمع كل من في صالة الجمهور، فبدأ البحث في البريد، فقال للذي في الطرف الآخر : " ايوة لقيت جوازك ح اعمل ليك التأشير في اقل من عشرة دقائق، و ح ارسلو ليك طوالي" و كانت المكالمة علي تلفون محمول.

السؤال: ما هو المعيار الذي يمنح مواطن افضلية ليحصل علي خدمة في اقل من عشر دقائق، وسط كوم من جوازات مواطنين آخرين، و الادهى، و الامر بشكل شخصي خسرت يومين و تذاكر طيران، و إقامة في فندق لأحصل علي الخدمة في خمس ساعات؟

كان إنطباعي عند دخولي في الصباح ممتاز، و زاد هذا الشعور بالفخر، و الإعزاز حيث عدد من صور شهداء الثورة علي جدران الصالة.

لامست هامتي عنان السماء و انا من شعب عظيم فجر ثورة عظيمة جعلت من المستحيل ممكناً، و من الحلم حقيقة.

ثورة كان الامل ان تنهي كل اشكال التمييز، و المحسوبية، و ان يحتكم الجميع الي سستم، و إجراءات يقف الجميع علي مسافة واحدة منها، لطالما هم يتساوون في ملكية الوطن، حيث الحقوق، و الواجبات.

العجيب في الامر ليس للسفارة تلفون عامل لخدمة الجمهور، انا بشكل شخصي، طرت لخمس ساعات لهذا الغرض بعد ان عجزت في التواصل مع القنصلية.

الادهى، و الامر دار حوار بين الموظف و السيدة السودانية التي تجلس في صالة الجمهور، و لطالما كان الحديث يسمعه الجميع، و زمن الموظف نحن من يدفع قيمته، فتنعدم الخصوصية، و يصبح حق عام، يمنحك القانون تصوير الموظف العام، و تسجيل اي حوار إذا رغبت في ذلك.

السيدة : إسمك منو؟

الموظف: "للأسف إسمي سيف الإسلام مع الإرهاب دا"

السيدة: "آي والله هنا بعمل ليك مشاكل، لاكين عادي ممكن تغيرو"

الموظف: "لا نحن بنجي هنا موظفين بس"

السيدة: " خلاس ممكن تحزف كلمة الإسلام دي و تقول سيف بس بتكون احلى"

السيدة: " يوم السبت ما تجي مع (...) اظبط ليكم غدا كارب" لم اذكر الإسم.

الموظف: "تمما ح نجيكي لو ما غدا شاي مغرب"

السيدة: "بس ما تجيبو معاكم نسوان، انا ما عايزة حريم عزابة بس"

في هذه الاثناء ندهت علي إسمي موظفة آسيوية اخرى لتسلمني الجواز، إذا بإسم الوالد محمد مكتوب علي الفيزا ناقص حرفين ED فقامت بكتابة الحرفين بخط اليّد.

هي لحظات، و لكن مر امامي شريط طوله ثلاث عقود من التخلف، و العشوائية، و ان الوظيفة هي غنيمة لذوي القربى، و الرجرجة و الدهماء، لتزيدهم فضلاً، و وجاهة علي قُبحهم، و سيادة علي وضاعتهم، لإستعباد مشغلهم صاحب الحق، و المالك الحصري الشعب السوداني العظيم.

نعلم حجم المخاض الذي تمر به ثورتنا المباركة، و نقدر ذلك، و لكن العمل علي التفاصيل، و تأهيل الموظفين بشكل محترم سيقودنا إلي كليات التغيير، و غايات ثورتنا المجيدة.

اخيراً..خرجت من السفارة بشحنة من الغضب" وشي يلعن قفاي" كمن خاض معركة حاسمة، و خسرها.

المجد للسودان