شكراً برهان رفعت راسنا.. بقلم:خليل محمد سليمان

شكراً برهان رفعت راسنا.. بقلم:خليل محمد سليمان


10-27-2020, 06:25 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1603819511&rn=1


Post: #1
Title: شكراً برهان رفعت راسنا.. بقلم:خليل محمد سليمان
Author: خليل محمد سليمان
Date: 10-27-2020, 06:25 PM
Parent: #0

06:25 PM October, 27 2020

سودانيز اون لاين
خليل محمد سليمان-مصر
مكتبتى
رابط مختصر







دعوني اليوم اتحدث عن قبيلة العساكر لطالما لم و لن ننفك منها وجدانياً، و هذا حق مشروع، و شرف.

في المقابل ظللنا تحت وطأة التنميط الاعمى الذي فرضته القوى السياسية المتسابقة الي السلطة عبر الإنقلابات، فعجزها في فرض الشموليات، و ايديولوجياتها جعلها تفكر بشكل ممنهج لتعرية المؤسسة العسكرية، و كسر هيبتها، و التقليل منها لخلق بدائل توهموا ان تكون البديل الذي سيوصلهم الي السلطة، و اخص منهج اليسار المحنط في اقفاص التاريخ، و اليمين الهالك الذي اعاد تدوير ذات التجربة المتعفنة، فكانت دولة المليشيات التي اودت به إلي مزابل التاريخ.

وقفت امام موظف امريكي بدأ حديثه بالإعتذار بأنه يريد ان يسألني عن تجربتي كتاريخ في القوات المسلحة "فبالطبع انت مدني الآن حسب المعايير لطالما ترجلت عن الخدمة لفترة تزيد عن السبع سنين".

نريد ان نخرج من هذه الإطارات النمطية إلي رحاب المعايير.

واحدة من خيباتنا، و الجهل الذي فُرض علينا يمكنك ان تقف امام ناشط كما يحلو في هذا الزمن الاغبر، كل إسهامه انه يحفظ قصيدة او إثنين، و جوقة من الشعارات التي لا تصلح لهذا العصر، و "يقول ليك دا عسكري بليد" و إن كان مدنياً، و ديمقراطياً اكثر منهم، كل ذنبه ان بوته الذي خلعه كان علي رجليه، اما هم فبوتهم داخل جماجمهم، فكانت مؤسسات شمولية لا تمارس الحرية، و الديمقراطية، و لا تؤمن بالتغيير إلا بأمر ملك الموت.

تواصل معي العديد من الاصدقاء، بسبب تناولي للصادق المهدي بعبارات قاسية، و إسلوب حاد.

اكرر لم و لن اكن بذيئ، و لا فاحش، بل نُريد ان نخلع رهبة الإبوة، و قداسة رجل الدين من السياسي الذي إرتضى ان يتولى امر الجماعة، لأنه لا شفافية مع القداسة، و الروح الابوية.

تقدم الغرب، لا لشيئ سوى انهم تخلوا عن هذه الادوات التي دفعوا بسببها اثمان باهظة، جعلتهم يستثمروا في هذه المعاناة لخلق واقع حضاري إرتقى بالقيّم الإنسانية.

اشكر البرهان، و قبله ياسر العطا لما قدموه من شفافية، و وضوح قل ان يجود به ساستنا الذين يدعون المدنية، و هي منهم براء.

إفتقدنا الشفافية، حتي في حكومة ثورتنا التي كان مهرها دماء غالية علينا، فكل تصريحاتهم مخجلة، و متناقضة، لا يمكن ان تكون إلا تحت مسمى واحد" انا اتحدث إذن انا موجود"

البرهان قدم مستوى من الخطاب السياسي الرفيع الذي يجب ان يُعتمد، و اتمنى ان لا نسمع إلا المزيد.

في ذات الإتجاه تكمن المعضلة في المؤسسة العسكرية التي تدين بالولاء لاي تيار ديني، او سياسي، و ستكون مصيبة البرهان لإرتباطه بسدنة النظام البائد داخل المؤسسة، لأننا لم نلمس منه حتي الآن الجدية الكافية لتطهير هذه المؤسسة العظيمة بعظمة اهل السودان.

إشارة حمراء.. كل المليشيات إلي زوال، و هذه سنة، و ناموس الوقت، و الشيخوخة التي تضرب حتي الجيوش النظامية المتكلسة.

فالوقت مناسب ليتواضع الجميع لتأسيس جيش وطني محترم بعقيدة وطنية خالصة.

لا اريد الخوض، في تفاصيل ما جاء في لقاء البرهان بل لفتت إنتباهي عبارة واحدة توقفت عندها قال : " كان لابد من التصالح حتي يحترمنا العالم".

بذات القدر لا يمكن ان يحترمك العالم بلا مؤسسة عسكرية محترمة، و لا يمكن للعالم المتحضر ان يتعامل بثقة مع دولة تحكمها مليشيات قبلية متفلتة.

اخيراً.. توقفت في احد مطارات الولايات المتحدة فنادت الموظفة " سيدخل الي الطائرة العسكريين اولاً، قبل البدء في دخول القروبات المختلفة حسب ترتيب التذاكر.

ساعتها احسست بعظمة هذه البلاد، و ايقنت انها تستحق السيادة، و الريادة.

تخريمة.. "طبعاً العساكر عندنا في بلادنا بياخدوا إمتيازاتهم، و حقهم بضراعهم" لا عن حب، او طيب خاطر، و هنا الفرق بين الامم التي سادت، و التي في طريقها إلي زوال!

المجد للسودان..