Post: #1
Title: إقتصاد السودان .. أسوا من اقتصاد الحرب.. بقلم: د.امل الكردفاني
Author: أمل الكردفاني
Date: 10-26-2020, 07:08 PM
07:08 PM October, 26 2020 سودانيز اون لاين أمل الكردفاني-القاهرة-مصر مكتبتى رابط مختصر
ليس لدينا حروب ليكون الإقتصاد منهاراً إلى هذه الدرجة. إن الدول التي خاضت حروب عالمية فقط هي التي مرت بمثل ما نمر به اليوم. ولا أقصد حروب صغيرة مثل حروب الأنظمة السودانية مع مليشيات تعبانة تتقلد تاتشرات مدنية وتصبغها باللون الاخضر كما لو كانت مدرعة، بل أقصد حروب بمعناها الحقيقي، أي دول كانت تنتج أثناء الحرب أكثر مما تنتج قبل الحرب. حروب بأسلحة ثقيلة حقيقية، مدرعات، ودبابات وصواريخ، وطائرات مسلحة، وفرقاطات وطوربيدات تطلق من غواصات وغواصات وحاملات طائرات ...الخ...حرب بكل ذلك المعنى البشع للحرب. فلماذا نحن دولة منهارة. في عام ٢٠١٧-٢٠١٨، قام البرلمان بتوزيع ميزانية الدولة، وأعطى الجيش إثنين وعشرين مليار (كان الدولار بعشرين جنيه) أما الدعم السريع فبلغت ميزانيته قرابة اربعة مليارات، قرابة ثمانين في المائة من الميزانية. لقوات لا تحارب حرباً حقيقية. هناك الآن قرابة مائة وأحد عشر الف عسكري بين جنود وضباط صف وضباط. لا يحاربون، ومعهم الدعم السريع الذي قد يبلغ عدد أفراده تسعين ألف، لا يقاتلون. (يقاتلون فقط في الإعتصام مع المعتصمين). هؤلاء يتم الإنفاق عليهم شهرياً طعام وغذاء وملبس وسيارات وبنزين، وسكن، وعلاج، في المقابل هناك مليشيات تتوزع حول الغرب والغرب الجنوبي، ولكنها منهكة جداً. وانا أعلم تماماً أنها منهكة ولا تملك الكثير، خاصة بعد سقوط القذافي، حيث توزعت تلك الحركات ما بين اليمن وليبيا لتجد لنفسها مصدر دخل. فلماذا يكون السودان الدولة الأقل إنتاجاً؟ لأن الصرف الحكومي مهول جداً.. وليس فقط الصرف على العسكر، بل على الترهل الإداري والبيروقراطية العبثية التي يخلقها الفساد..ذلك أنه كلما تعقدت العمليات الإجرائية في المرافق العامة، كلما لجأ المواطنون إلى الرشى ولجأ الموظفون إلى الارتشاء. إن عدد السكان لم يتجاوز ٤٣ مليون نسمة، في حين أن أثيوبيا بلغ عدد سكانها ١٢٠ مليون نسمة، ودول أخرى أضخم، ولكن إدارة الدولة الرشيدة خفضت من منصرفات الدولة. يبلغ عدد سكان مصر اكثر من مائة مليون، وأراضيها الزراعية قليلة، وتعتمد على السياحة ومعبر السويس البحري، ومع ذلك فالدولة توزع كل اسبوع على كل مواطن فقير دعماً من الزيت والفول والدقيق والارز وغير ذلك، بل قامت ببناء مجمعات سكنية ضخمة تمنح للفقراء بإجار رمزي. إذن؛ فهناك مشكلة ضخمة جداً، ولذلك قلت حتى أيام البشير، أن الوضع الإقتصادي الراهن لن يتم حله بتلك الحلول التقليدية، ولكن لا حياة لمن تنادي. ننتهي الصباح من صف الرغيف لننتقل لصف الغاز ثم البنزين..ناهيك عن إنهيار الجنيه وارتفاع الدولار وبالتالي الاسعار. هذا لا يحدث إلا في دولة تخوض حرب غير متكافئة حقيقية، حرب مهزومة فيها باستمرار ولكن العدو لا يريد أن يعلن انتصاره. وهذه الحرب، وكلاؤها ليس العسكر فقط، ولا الكيزان فقط، بل حتى شلة الشيوعيين وتجمع الوهميين والقحاطة تحت رئاسة حمدوك. وإذا لم يصدق الشعب ما أقوله، فسيظل يلف كالصامولة المحلوجة بلا نهاية، فلا هي أدت عملها ولا هي ألقيت ملفوظة واستبدلت بغيرها. يجب أن يصدقني هذا الشعب، ويجب ان يفهم ما اقوله،ليس لأني احب هذا الشعب، ولكن لأنني عشت متضررا من اضطرابه المفاهيمي، ولا زلت أتضرر كفرد، ولا يوجد مفر من هذه الحفرة. فأول صفقة ابرمتها اوروبا مع حمدوك كانت إعادة المهاجرين. يعني (سيك سيك معلق فيك)..فارحمونا يرحمكم الله...ساووا صفوفكم وحاذوا الاكتاف وسدوا الفرج وصلوا صلاة مودع...وياريت تودعوا فعلا...
|
|