السبب الحقيقي من استياء الجلابة من الاتفاق بقلم:محمد ادم فاشر

السبب الحقيقي من استياء الجلابة من الاتفاق بقلم:محمد ادم فاشر


10-23-2020, 09:22 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1603484556&rn=0


Post: #1
Title: السبب الحقيقي من استياء الجلابة من الاتفاق بقلم:محمد ادم فاشر
Author: محمد ادم فاشر
Date: 10-23-2020, 09:22 PM

09:22 PM October, 23 2020

سودانيز اون لاين
محمد ادم فاشر-USA
مكتبتى
رابط مختصر







كثير من الاخوة يرون ان الاتفاق مجدي لاهل الهامش لانه حقق المطلوب ويستدل علي ان الرفض الكبير من لجلابة وراء فقدان الامتيازات التاريخية والدليل الثاني ان الاتفاقيات السابقة لم تقلق الجلابة هو معني هذا الاتفاق يختلف وسبب ازعاج الجلابة والناتج السياسي العام ينطبق نظرية (في الضد تبين الاشياء. ) مثلا ان الذي يؤلم العدو بالضرورة يسعد الطرف الاخر . نعم هذا الحديث صحيح ولكن الفقدان الامتيازات نفسه يحتاج توضيح مقدار الفقد لان الانسان الذي يفقد عشرة في المائة مثلا مما كان يمتلكه يمكن ان يكون سبب الصراخ ،لانه يري ذلك خسارة كثيرة او حتي اقل من ذلك .
ولذلك نظرية في الضد تبين الاشياء غير صالحة كمعيار لمقدار الفرحة التي ينبغي ان تكون لاهل الهامش . ولذلك فرحة جوبا وغضب بعض الجلابة وقلقهم لا يعني ان هناك جديد في الحقيقة قد تم. وان الحقوق قد عادت الي اصحابها .نعم هذه ليست لزراعة التشاؤم ولكن المطلوب من الجميع ان يعرف ماذا كسب وماذا فقد من المكاسب وتستطيع ان تقدر مقدار فرحتك وغضبك علي اساسها.
ومن ناحية اخري ان الاشياء التي كتبت وتم التوقيع عليها هل فعلا تجد طريقها للتنفيذ؟ من الذي يجعل الطرف الثاني يتنازل من الامتيازات التاريخية؟ وبعد الاجابة علي هذه الاسئلة تجد الحقيقة التي امامك ان القوة السياسية او العسكرية وحدها تلزم الناس التنازل عن الامتيازات التاريخية المحتكرة وهذا بدوره ينقلنا الي سؤال اخر هل لدي الهامش القوة الكافية لانتزاع الحقوق المفقودة ؟
الاجابة بالطبع لا .لان قوة العسكرية للحركات، لم تكن كافية لانتزاع الحقوق ،هذه حقيقة . وان طريقة تعامل الحرية والتغير مع الحركات في بداية الثورة كانت معبرة مقدار قلقهم من الحركات .هو معني ان استياء الجلابة لم تكن ناتجة من عدد الاوراق او ما كتبت عليها و تم توقيع عليها .بل من قوة خصومهم والمعنيون بخصوم الجلابة ليس بالضرورة كلهم هم الذين يجلسون في الجانب الاخر من طاولة الحوار فقط. والمشهد العام من ومن وجهه نظرهم هناك خصوم حتي الذين يجلسون بجانبهم في الحوار امثال حميدتي وغيره من شعوب الهامش ستكون اضافة السياسية او العسكرية علي الحركات الموقعة.
ولكن هذا الاتفاق ضد ما يعرف بالدولة العميقة او الجلابة ولكن ليس هناك ما يضمن استمرار هذا الموقف بعد الاتفاق لان طبيعة الصراع في السودان ثلاثي الابعاد جوبا عالجت علي انها بين الهامش والمركز ،فان العرب الابالةوالبقارة الركن المفقود في الاتفاق ولكن سكوتهم فقط بسبب ان الاتفاقية سمحت لهم بالاحتفاظ بقوتهم العسكرية من ان يكونوا مطالبين بتحديد موقعهم من اطراف الصراع بمعني تم تحيدهم بعرض مغري من الاستفادة من نصيب الاثنين ولذلك اتفاق جوبا لا يعبر عن الاطراف الحقيقة عن البيئة الساسية الحقيقية.
واشار عدد من كتاب من اهل الشمال بعدم ارتياحهم الا بعد اختفاء قوة الدعم السريع وكان حلمهم الاول من اتفاق ان يحقق تصفية الدعم السريع بتكوين جيش موحد الذي تحت قيادتهم علي الاقل المرحلة الانتقالية التي تطلب بناء الجيش المتنوع وكان ذلك وراء خيبة املهم من الاتفاق .وهو الشئ الذي لم يحدث في اتفاق جوبا ولذلك عدم رضا الجلابة اساسه شرعنة قوة الدعم السريع . لان الخصم التقليدي الحقيقي للجلابة ليست الجبهه الثورية بل عرب البقارة والتقارب الذي حدث واحتمال التوحد .وهذا لا ينفي دور الحركات في خلق الارضية السياسية المساعدة ودور المجتمع الدولي في استمرار الحصار وتباين الموقف العربي بسبب نشاط الدعم السريع والقوة الديموغرافية المعبرة عن رفض سلطة الجلابة لفشلها بمن فيهم ابنائهم وكل الجيل الجديد ولذلك سلطة الجلابة انهارت عمليا بالثورة ولذلك فشلت قيادات الهامش في قيادة الثورة .
وان اتفاق جوبا كانت اعادت سلطة الجلابة واتفقت معها لان الانخراط في المؤسسات التي انتجتها الثورة كان افضل بكثير لوضع تصور جديد بدون الحاجة الي الخروج من الاجماع الشباب والعودة الي المحورية والاستقطاب الاثني الذي جعل قيادات الثورة يحتمون بالدولة العميقة او القديمة بعد تدميرها بالثورة واحداث الشرخ في لحمة الثورة والتراجع الكبير في شعارات الثورة .بالرغم من ان الثورة كانت بعض جوانبها مرتبة لاعادة الانتاج .
وان كل الذي كتبت في جوبا كان من الممكن ان تتم تنفيذها عبر مساعدة شباب الثورة الذين رفعوا شعار الحرية والسلام والعدالة بدون الحاجة الي التلويح بالقوة او الاحتفال بالانتصار لان الانسان الذي استرجع حقوقه ليس هناك ما يجعل كرنفالات الفرح والتي دائما يحدث عندما تنتصر للعدوء وهناك فرق كبير بين الانتصار واسترجاع الحقوق لان النصر ليس بالضرورة ان يحقق العدالة بعكس الاسترجاع والذي يعني تحقيق العدالة لكل الاطراف وهذا هو المطلوب .
نعم ان مسألة تحقيق العدالة في السودان امر شائك للغاية لان الجزئية التي ترتبط بالمستقبل امر ليس بذات التعقيد ولكن المشكلة في الجرائم التي تعمدت السلطة ان ترتكبها باسم قومية معينة لتتحمل معها مسؤولية الجرائم وتمكنها من الاستمرار في السلطة ولذلك يلزمهم تحمل بعض النتائج علي الاقل من الناحية الأخلاقية لكونهم شركاء ان كان بمقدار.هو الامر الذي يندرج في باب الصعوبة اذا لم يكن هناك نوع من الترتيب في العقاب الجماعي ايا كان نوعه وبدون العدالة لا تبرح مكانها لان الجرائم التي شاركت كل مؤسسات الدولة من الذين انفردوا بها ليس من العدالة تحميل مسؤليتها لبعض الافراد تحسب باصابع اليد او اليدين والا ستظل اللوم الاجتماعي والكراهية للابد وتكون هنآك التربص للانتقام بشكل او اخر .