الحكم الدولي أحمد دوكة مرسال- كوستي القصة والتاريخ بقلم:محمد إبراهيم عرب

الحكم الدولي أحمد دوكة مرسال- كوستي القصة والتاريخ بقلم:محمد إبراهيم عرب


10-20-2020, 04:46 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1603208807&rn=0


Post: #1
Title: الحكم الدولي أحمد دوكة مرسال- كوستي القصة والتاريخ بقلم:محمد إبراهيم عرب
Author: مقالات سودانيزاونلاين
Date: 10-20-2020, 04:46 PM

04:46 PM October, 20 2020

سودانيز اون لاين
مقالات سودانيزاونلاين-USA
مكتبتى
رابط مختصر





عبر أهالي مدينة كوستي بقلوب ملؤها الرضا بقضاء الله وقدره عن حزنهم العميق لفقد المدينة أحد أعلام العمل النقابي والرياضي والسياسي والثقافي والإجتماعي ودعاته الحكم الدولي على دوكة.
وعدوا رحيل هذا الرجل خسارة، بغيابه فقد ميدان الرياضة ركنًا مهمًا من أركانه وأحد أبرز فرسانه مثمنين دوره - رحمه الله - في إثراء المجتمع الرياضي عن علم ودراية شاملة، وكان وفيًا لمدينته ولأمته، ولا يخشى في الحق لومة لائم.
على مستوى الشخصية:
كان المرحوم أحمد دوكة مع شقيقة على دوكة الوجه الأخر للعملة يمثلان رمزاً من رموز المدينة الوفية، تاريخ وإرث ويعتبر منبع للذكريات. وفي نفس الوقت نافذة مطلة على الموروث الرياضي والثقافي والسياسي والإجتماعي للمدينة . حيث لا يمكنك تخيل مدينة كوستي دون أولاد دوكة ونادي الرابطة الرياضي وأولاد النجومي بسلامتهم, وحي الرديف العريق وكوستي الثانوية القوز والرجل الصالح عبد الرحمن ود أب تمرة’ التي إرتبط إسمها بالمدينة إرتباطاً وثيقاً. تماماً كما هو الحال للماضي الحضاري للسودان المتمثل في حضارة مروي وكرمة وجبل مرة وجبال النوبة وقمم التاكا وغابات توريت ومنقلا ونخيل حلفا وإهرامات مروي.
كان المرحوم الرمز أحمد دوكة مرسال يملك شخصية قوية لأنة يستخدم عقله وفكرة للتاثير على تفكير وسلوك الأخرين مع ثقافة واسعة حيث لديه كم هائل من المعلومات في مختلف مجالات الحياة خاصةً في العمل النقابي ويسعى بإستمرار إلى صقل معارفه بالقراءة وحضور الدورات الرياضية والكورسات التاهيلية التي نال بها درجة الدولية في التحكيم.
على المستوى الإجتماعي:
فضلاً على قدرته على التواصل مع محيطة الإجتماعي بمهارة فائقة، فهو إنسان إستثنائي وهذه من أبرز صفاته وعلى المستوى الإجتماعي أيضاً كان يسعى للتعامل مع الناس بإحترام وتواضع وإريحية لا يفرق بين كبير وصغير, ولا غني وفقير، يحب الجميع ويخلص لهم، لأنه يؤمن ومتأكد بأنك كلما تواضعت في التعامل مع الناس كلما نجحت في إكتساب قوة الشخصية.
على الستوى الرياضي:
كان في رياضة كرة القدم يعلم تماماً من أن الشخصية القوية مطلباً ضرورياً لحكام كرة القدم فهو الحكم الدولي والمشرف على الفعالية الرياضية، فله السلطة المطلقة في إتخاذ القرار وتطبيق القوانين وإعلان النتيجة من وجهة نظر محايدة، ينبذ التحيز ويحارب الظلم ويسعى دائماً على رفع راية الحق أينما حل ولذلك الجميع يحترمه ويحبة ويوليه ثقته. وحيث تقام المنافسة في إطار قواعد وقوانين اللعبة الرياضية، فهو حكم الساحة المقرر على كل شيء . كان قادراً على إدارة المباريات الرياضية بمهنية وكفاءة عالية، كما وأن ثقته بنفسه تساعده على تحقيق النجاح دائماً، فكان جميع اللاعبين مهما كانت موهبتهم وجمهورهم وحجم ناديهم وحتى جمهور الملعب يهابه ويحترمه، فلا صوت يعلو على صافرة أولاد دوكة. كان الجميع يشعر بالإرتياح ويراقب أبواب الملعب ليشهد من سيحكم الكرة، فحين يظهر أحد أيناء دوكة ، يصيح الجميع بإرتياح ونفس عميق!!! أووووووو !!!! الليلة أولاد دوكة!!!! فيطل عليهم أحمد دوكة مطلقاً صافرته المعروفة وهو يحمل الكرة ويداعبها بيده اليمنى!! فيتحول الملعب إلى فصل دراسي أستاذه أحمد دوكة، هدوء تام، ومتابعة دقيقة.
على مستوى قوانين اللعبة:
كان المرحوم أحمد دوكة يدعم قراره بالحقائق المنطقية لقوانين كرة القدم والبراهين ومن أجل ذلك نادراً ما تخطيء توقعاته لذا، حافظ على المهنية والمنطقية في إدارة مباريات كرة القدم والمنافسات الداخلية والخارجية كما أنه كان متعاوناً مع حكما الراية الموجودان على خط التماس وزاوية المرمى على جانبي الملعب في إقرار حالات التسلل والضربة الحرة (المباشرة وغير المباشرة) القريبة منه وحالات ركلات الجزاء وفك الإشتباك بين اللاعبين ومع رافع اللوحة الإلكترونية ويستشيره بآدب ونزاههة كونه يراقب الملعب من جميع الجهات كما يتابع تصرفات اللجنة الفنية والجمهور إذا صدر منها أي شيء يمكن أن يعيق أو يعكر صفو وسير المباراة. كان العم أحمد دوكة يتابع الكرة ويهرول مع اللاعبين بمشيتة المشهودة وكأنه يقفز مع طول قامتة الفارعة والابنوسية الوسيمة.
على مستوى الإلتزام:
كان يدرك بحاسته أنه المسئول الوحيد عن كل ما يحدث داخل المباراة، لا يعرف الحقد والضغينة والتحيز فهو لا يسامح ولا يتقاضى عن أخطاء الآخرين ويتحلى بالإصرار ويغامر حتى يصل بالمباراة إلى نهايتها باللعب النظيف الذي كان هو ديدنه وشعاره المفضل. كان يتغلب على خوفة من الفشل وواثق مما لديه من مهارات ، ومتأكد من أنه قادر على تنفيذ كل المهمات الصعبة وأنه سيتمكن في النهاية من تحقيق النجاح.
على المستوى السياسي:
كان صديقاً وجليساً لمثقفي المدينة، يتسامر ويتدارس مع جلسائه أمام مكتبة العم مصطفى صالح الفكي، مع رصفائه الرياضيين والسياسيين والمثقفين في المساء (العم عبد المجيد متوكل، والعم على بين رفاي والعم الطيب موسى وكان خامسهم جهاز الراديو وإذاعة مونتكارلو سميرهم الأول).
وفي الحتام ،، هذا ما كان متيسراً علي من الوفاء لأهل الوفاء، وهو غيض من فيض وفاء لروح هذا الرجل القامة والتاريخ الذي خرجت مدينة كوستي لتشييعه عن بكرة أبيها وإن قالت كوستي قولاً، فالمقال صحيح.
ألا رحمك الله وأدخلك فسيح جناته بقدرعطائك وإنحيازك لمهنة التحكيم، وإنا لله وإنا إليه راجعون. صدق الله العظيم.

محمد إبراهيم عرب
كوستي
مترجم - 0116872739

20/02/2020