غرامة الظلم الجائر في تاريخ البشرية !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

بسم الله الرحمن الرحيم

غرامة الظلم الجائر في تاريخ البشرية !!

تلك التغريدة للرئيس الأمريكي تؤكد أن رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب ليس كرماً وفضلاً من الحكومة الأمريكية على الشعب السوداني المغلوب على أمره ،، إنما ذلك في مقابل ( غرامة ظلم ) مقدارها ( 335 مليون دولار ) يجب أن يدفعها الشعب السوداني لضحايا الإرهاب الأمريكيين وعائلاتهم .. وتلك الحقيقة برمتها تؤكد للعالم أجمع بأن الشعب السوداني قد التزم مجبراً ومرغماً بدفع تلك الغرامة الظالمة دون أية براهين أو دلائل تحلل وتوجب تلك الغرامة على الشعب السوداني .. وهي أول ( غرامة ظلم ) تحدث في تاريخ البشرية منذ نشأة الكون !! .. فإذا أتفق الجميع على تلك الحقيقة الدامغة التي تؤكد بأن الشعب السوداني قد دفع ( غرامة الظلم ) مبلغ ( 335 مليون دولار ) مجبراً ومرغماً فلا أفضال على الشعب السوداني من طرف من تلك الأطراف .. وعليه ليس من حق أي طرف من الأطراف أن يمن فضلاً وإحساناً على الشعب السوداني .. فذلك الطرف الأمريكي قد سلب ( غرامة الظلم ) غصباً وعنوة من جيب الشعب السوداني .. وبنفس القدر فإن ذلك الطرف السوداني المتمثل في هؤلاء المسئولين في الحكومة السودانية المؤقتة قد عالجوا قضية ذلك الظلم والحصار الجائر على حساب وأموال الشعب السوداني .

تلك الصورة الظالمة الجائرة قد جرت على مشهد ومسمع من العالم أجمع .. والقضية برمتها مجرد تسوية ظالمة قد جرت بين الأطراف على حساب الشعب السوداني المغلوب على أمره .. فتلك الحكومة الأمريكية قد فرضت ( غرامة الظلم ) على الشعب السوداني من منطلق القوة والهيمنة !! .. وبنفس القدر فإن تلك الحكومة السودانية المؤقتة قد وافقت على أن تدفع ( غرامة الظلم ) من منطلق الضعف وقلة الحيلة .. وهكذا يجب أن تكون الصورة واضحة وصريحة للغاية أمام الجميع .. فلا يريد الشعب السوداني من تلك الجهات الخبيثة المضللة أن تزيف الحقائق في يوم من الأيام لتظهر للعالم بأن طرفاً من الأطراف قد قدم فضلاً وإحساناً للشعب السوداني .. ويجب أن يعرف العالم أجمع بأن الشعب السوداني قد أشترى قيمة الخروج من ذلك الحصار الظالم الجائر مرغماً ومجبراً بدفع تلك المبالغ الطائلة رغم تلك الظروف الاقتصادية العصيبة التي تمر بها البلاد ورغم شح الإمكانيات !!.

من سخرية الأحوال في هذا العصر العجيب أن تلك الدول التي شارك أبناءها فعلاً في تلك العمليات الإرهابية في مواقع كثيرة من أرجاء العالم لم تدفع فلساً واحداً لأمريكا أو لأية دولة أخرى في مقابل تلك العمليات الإرهابية .. وذلك لأن تلك الدول قوية في مواقفها وحججها وتعرف جيداً كيف تناطح الجبال !! .. بينما أن هؤلاء المسئولين في الحكومة المؤقتة بدولة السودان كانوا بمنتهى الجبن والخوف ،، وقد وافقوا وأقروا بدفع تلك الغرامات عن جرائم لم يرتكبها الشعب السوداني في يوم من الأيام .. بل هي غرامات عن جرائم إرهابية ارتكبها أبناء الآخرين من دول العالم .. وعلية سوف يكون من السخرية والمضحكة أن يجتهد هؤلاء المسئولين في الحكومة المؤقتة ليقولوا في يوم من الأيام : ( نحن قد رفعنا الحصار والعقوبات الظالمة الجائرة عن كاهل الشعب السوداني !! ) .. وحينها سوف يرد عليهم الشعب السوداني بالمثل ويقول لهؤلاء المسئولين : ( الشعب السوداني هو الذي رفع الحصار والعقوبات الظالمة عن كاهله بفضل تلك الأموال الطائلة المدفوعة من جيبه !! ) .. ولا فضل على الشعب السوداني من أي جهة من الجهات أو من أي طرف من الأطراف .. ولو أن تلك الحكومة المؤقتة قد اجتهدت وناضلت وكافحت بشدة وتمكنت من رفع ذلك الحصار الجائر الظالم عن كاهل الشعب السوداني دون تلك الغرامات الطائلة الباهظة من الأموال لاستحقت تلك الإشادات والثناء والمديح من قبل الشعب السوداني .. وعليه فإن أية خطوة لإظهار ذلك النوع من الدعاية الرخيصة مرفوضة من قبل الشعب السوداني في يوم من الأيام .. ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يعالج هؤلاء المسئولين في الحكومة المؤقتة أزمات الشعب السوداني بأموال الشعب السوداني ثم يدعون الأفضال على الشعب السوداني !!.. فتلك فرية مضحكة للغاية وما بعدها فرية !.. لأن قيمة المعالجة مدفوعة برمتها من جيب الشعب السوداني .. وهؤلاء المسئولين في الحكومة المؤقتة إذا قدموا شيئاً للشعب السوداني في تلك القضية فقد قدموا ذلك في مقابل تلك الرواتب والأجور الشهرية .