لجـــان المـــــوت والخيبـــة فـــي الســـــودان !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

لجـــان المـــــوت والخيبـــة فـــي الســـــودان !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد


10-19-2020, 07:22 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1603088521&rn=0


Post: #1
Title: لجـــان المـــــوت والخيبـــة فـــي الســـــودان !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 10-19-2020, 07:22 AM

بسم الله الرحمن الرحيم

لجـــان المـــــوت والخيبـــة فـــي الســـــودان !!

من التجارب الحقيقية الثابتة في دولة السودان تلك المقولة المشهورة التي تقول : ( إذا أردت أن تقتل قضية من تلك القضايا الشائكة فكون لها لجنة من تلك اللجان !! ) .. وذلك العبقري الذي قال تلك المقولة كان محقاً في نظريته مائة في المائة .. حيث تمكن بعبقريته النافذة أن يكتشف عيوب ذلك الإنسان السوداني .. وقد كان صادقاً غاية الصدق في تلك المقولة .. وذلك لأن التجارب خلال ما يقارب القرن من الزمان تؤكد حقيقة تلك المقولة .. فالكثير الكثير من تلك القضايا المصيرية الهامة بدولة السودان تضيع هباءً وتموت قتلاً بأيدي تلك اللجان .. وبنفس القدر فإن الكثير والكثير من تلك الشركات والمؤسسات السودانية تموت إلى الأبد بفضل تلك اللجان العقيمة .. ويحق لتلك الشعوب العربية أن تصف الشعب السوداني بأنه شعب ( كسول ) .. رغم أن ذلك ( النعت ) يغضب الشعب السوداني كثيراً وكثيراً .. ولكن رغم أنف الشعب السوداني فإن تلك الحقائق في أرض الواقع تؤكد ذلك النعت على الشعب .. وهؤلاء الأعضاء في تلك اللجان من أبناء السودان يمتازون بذلك النوع من ( التكاسل ) القاتل المميت !! .. وقد أكدت التجارب بأن هؤلاء الأعضاء في تلك اللجان السودانية قد لا يلتقون بالإجماع والحرص الشديد في المكان والزمان المحددين في يوم من الأيام .. فإذا أتى أفراد من هؤلاء الأعضاء في الموعد المحدد فإن الآخرين قد لا يحضرون إطلاقاً في الزمان والمكان .. وعليه فإن أنشطة وأعمال تلك اللجان بدولة السودان هي من أخيب الأنشطة المعروفة فوق وجه الأرض !.. حيث لا يتم إطلاقاُ تنفذ أجندات تلك اللجان بالدقة والحرص في الأوقات والأزمان .. ودائماً وأبداً يحضر الأقلية من أعضاء اللجان بينما يغيب الأغلبية من هؤلاء الأعضاء !.. والمحصلات في نهايات المطاف هي تلك المراسيم المملة الغير حضارية .. حيث ذلك التأجيل تلو التأجيل بأسباب عدم اكتمال النصاب ,, ثم ذلك التناسي وعدم الأداء والإنجاز إلى الأبد في نهاية المطاف .. وكل ذلك بأسباب تلك الصفة التي تنعت الإنسان السوداني بالكسول .. ورغم تلك الحقيقة القاسية المريرة فإن الشعب السوداني لا يقبل إطلاقاً حين يقال عنه أنه شعب ( كسول ) .

منذ استقلال البلاد فقد ماتت في البلاد الآلاف والآلاف من تلك المشاريع الإنشائية والإنمائية والزراعية ،، وكذلك قد ماتت وتلاشت تلك الآلاف والآلاف من شركات المساهمة والتعاونيات والمشاريع والمؤسسات الصناعية .. وكل ذلك بأسباب تلك اللجان الكسولة الفاشلة بكل المعايير والقياسات .. وعليه حين يقال للشعب السوداني أن قضية من تلك القضايا الهامة في البلاد أو أن مشروعاً من تلك المشاريع الحيوية قد آل مصيرها إلى لجنة من تلك اللجان فإن الشعب يتيقن حينها بأن تلك القضية قد ماتت وانتهى أمرها بالتمام والكمال !!.. والشعب السوداني منذ أعقاب الانتفاضة الأخيرة قد سمع عن الكثير والكثير من تلك اللجان التي تم تكوينها لمعاجلة قضية من تلك القضايا المصيرية الهامة ثم لم يسمع عنها شيئاً بعد ذلك اليوم !! .. فتلك الحكومة المؤقتة لديها ذلك العشق الشديد في تحويل القضايا المصيرية لتلك اللجان السودانية المنكوبة بالتكاسل .. وكان الشعب السوداني يعرف مسبقاً بأن تلك القضايا الهامة قد انتهى أمرها بمجرد تفويض تلك اللجان !! .. ولا يوجد في السودان ذلك المسئول الحريص الذي يعقب ويراقب ويفحص أعمال تلك اللجان .