وقــــــف حمـــــار الشــــــيخ في العقبــــــة !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

وقــــــف حمـــــار الشــــــيخ في العقبــــــة !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد


10-18-2020, 06:22 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1602998578&rn=0


Post: #1
Title: وقــــــف حمـــــار الشــــــيخ في العقبــــــة !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 10-18-2020, 06:22 AM

06:22 AM October, 18 2020

سودانيز اون لاين
عمر عيسى محمد أحمد-أم درمان / السودان
مكتبتى
رابط مختصر



بسم الله الرحمن الرحيم

وقــــــف حمـــــار الشــــــيخ في العقبـــــــــــة !!

المعاجم العربية حين تتناول عبارة ( وقف حمار الشيخ في العقبة ) لا تجد تلك الثوابت والآثار التي تقول الحقيقة عن القصة .. ورغم ذلك فإن تلك العبارة في الثقافة العربية قد انتشرت بطريقة مكثفة للغاية .. والمضحك في الأمر أن ذلك الحمار للشيخ قد أشتهر في تناول العرب أكثر من اشتهار ( الشيخ ) صاحب الحمار .. ولا يعرف أحد حقيقة ذلك الشيخ ،، كما لا يعرف أحد لماذا توقف ذلك الحمار عند العقبة !! .. بل مجرد حكمة من حكم العرب التي تقال .. مثله ومثل ذلك المثل العربي الذي يقول : ( ما دمتم لا تملكون المال فلماذا تنجبون الأطفال ؟؟ ) .. وتلك العبارة : ( وقف حمار الشيخ عند العقبة ) تقال للشخص الذي يشرع في أمر من الأمور ثم يقف عاجزاً عن الأداء والإكمال .. أو يقال لشخص يجتهد بالكلام ثم يعجز عند الأفعال .. والكثيرون من الناس في هذا العصر يجيدون ذلك النوع من الثرثرة بالألسن ولا يجيدون ذلك الأداء عند المحك والجد .

وشيخنا ذلك المحترم جاء ذات يوم وهو يوهم الناس بتلك العبارات الفضفاضة الجميلة الرنانة الجريئة .. حيث جاء وهو يردد تلك العبارات المنمقة الجميلة التي تطرب الألباب ويلهب الهمم .. وكان يردد تلك العبارات بمنتهى الثقة حتى ظن الشعب السوداني بأنه ذلك ( المهدي المنتظر ) .. وقال ذلك السيد المبجل بالحرف الواحد : ( من الأخطاء الجسيمة التي ترتكبها دولة السودان أنها تصدر تلك الماشية والأنعام الحية لخارج البلاد ،، وقال أن تلك الصورة خاطئة مائة في المائة مهما تكون قوة الحجج والمبررات ،، ثم أردف قائلاً أن إقامة تلك المصانع للحوم والمسالخ داخل البلاد سوف توفر الكثير والكثير من الوظائف الضرورية لأبناء البلاد العاطلين ،، وأضاف أيضاً بأن البلاد سوف تستفيد كثيراً من تلك المخرجات من منتجات اللحوم وتصديرها للخارج .. بجانب تلك الاستفادة القصوى من الجلود والشحوم ومستخرجات العظام .. ) ,, وكان أيضاً من أقوال ذلك السيد المحترم ضرورة الاعتماد على مقدرات الذات من ثروات البلاد ومنتجاتها وعدم اللجوء إطلاقاً لحالات التسول من الآخرين .. وكذلك من أقوال السيد المحترم ضرورة تشجيع أشكال وألوان الإنتاج بالبلاد والنهوض بالصناعة السودانية .. وهنالك أقوال أخرى قالها السيد في حينها .. وكلها كانت أقوال بمنتهى الروعة ،، وقد دغدغت مشاعر الشعب السوداني وألهبت الحماس في النفوس .. ولكن مع الأسف الشديد فإن ذلك السيد المبجل اتضح فيما بعد أنه مجرد ثرثار باللسان كالآخرين من أبناء السودان .. وتلك الحقائق في أرض الواقع تقول أن ذلك السيد المبجل لم يقرن الأقوال بالأفعال في يوم من الأيام منذ أن تولى مقاليد الرئاسة في البلاد منذ عامين !.. وكل المعطيات تؤكد بأن تلك السانحة كانت متاحة مرتاحة أمام السيد المبجل ليقرن الأقوال بالأفعال .. ولكن يبدو أن السيد المحترم كان يردد تلك الأقوال والكلمات فقط لتهيئة النفوس حتى يمتطي ظهر الحصان .. وتلك حيلة معروفة في أبجديات الشعب السوداني .. حيث أبناء السودان الذين دائماً لا يقرنون الأقوال بالأفعال .. والأمر الذي يحير الشعب السوداني أكثر فأكثر فإن ذلك السيد المحترم الذي كان يرفض ظاهرة التسول جملة وتفصيلاً يبيح تلك الظاهرة الممقوتة لحكومته المؤقتة .. فتلك الحكومة المؤقتة تجيد التسول أكثر من هؤلاء في نظام الإنقاذ البائد .. وإذا كان هؤلاء في نظام الإنقاذ البائد في الماضي يحملون تلك ( القرعة ) الصغيرة لزوم التسول فإن هؤلاء في الحكومة المؤقتة يحملون تلك ( القفة ) الكبيرة لزوم التسول !!. فيا عجباً ويا عجباً من حكومة يرفض رئيسها فكرة التسول ثم تمارس نفس الخطيئة !! .. والأمر الآخر الذي يحير الشعب السوداني فإن ذلك السيد المبجل لم يفتتح مصنعاً واحداً في البلاد منذ توليه لمقاليد الحكم حتى يقال أنه يشجع التصنيع في البلاد .

السيد المحترم بطريقة عجيبة وغريبة قد وقف عند العقبة .. والأسباب مجهولة بنفس مجريات تلك ( العبارة ) العربية : حيث ( وقف حمار الشيخ عند العقبة ) .. ولا يدري أحد حتى هذا اليوم لماذا وقف ذلك الحمار عند العقبة !! .. وذلك الشيخ المبجل قد نسي كلياً كافة تلك الفلسفات الاقتصادية التي كان يرددها في يوم من الأيام .. والمضحك في الأمر أن تصدير تلك المواشي والأنعام السودانية الحية في أيام الحكومة الحالية المؤقتة قد أزداد بوتيرة أشد ضراوة عن السابق في أيام الإنقاذ البائد .. كما أن حكومة السيد المحترم لم تفتتح مصنعاٍ واحداً في السودان منذ مقدمها تأكيداً لتلك المقولات التي كان يرددها في يوم من الأيام .. وبنفس القدر فإن ذلك السيد المحترم لم يتخذ في البلاد قراراً واحد يعالج ذلك الغلاء المستفحل عند رأس كل ساعة .. ولم يتخذ قراراً واحداً يعالج مشكلة العطالة التي تشتكي منها البلاد لسنوات وسنوات .. ولم يتخذ قراراً واحداً خطيراً ينهي نهائياً تلك الصفوف الطويلة أمام الأفران والمخابز ومحطات الوقود .. ولم يتخذ قرارا واحداً يعالج أزمة المواصلات بالبلاد .. وكان الأجدى بشيخنا الجليل أن يواجه الشعب السوداني بمنتهى الصراحة حتى يعرف الشعب أسباب الانتكاسة !.. أما ذلك الصمت القاتل لشيخ كان يتغنى ذات يوم بتلك الأحلام القرمزية التي تدغدغ الوجدان والمشاعر فإنه يدخل الشعب السوداني في محنة الظنون .. كما أنه يخلق المئات والمئات من علامات الاستفهام .