الجنوب ثم كان الغرب والآن الشرق !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

الجنوب ثم كان الغرب والآن الشرق !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد


10-16-2020, 06:33 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1602826412&rn=0


Post: #1
Title: الجنوب ثم كان الغرب والآن الشرق !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 10-16-2020, 06:33 AM

بسم الله الرحمن الرحيم

الجنوب ثم كان الغرب والآن الشرق !!

محنة دولة تشتكي من داء المفاصل المزمن الشديد .. وذلك الداء لا يعرف الثبات والتواجد في منطقة واحدة من الجسم .. بل يتنقل في أرجاء الجسم وينتشر كالسرطان .. ويقال أن تلك الأمراض كانت متوقعة في هذه البلاد من قبل أن تولد وتخرج من الأرحام .. وهي أمراض أسبابها جرثومة معملية قد تم اختراعها وصنعها بطريقة ماكرة وخبيثة بأيدي هؤلاء الخواجات الأنجاس .. ولم يكن بذلك الداء المجهول لدى العارفين بأسرار الأحوال .. وتلك الأمراض مزمنة للغاية ولا تقبل أي لون من ألوان العلاجات والشفاء .. والقادة الأطباء في هذه البلاد هم أفشل القادة الأطباء فوق وجه الأرض .. البداية لذلك الداء العضال تمثلت في ذلك التمرد بالجنوب السوداني .. وأعراض ذلك الداء كانت واضحة وصريحة منذ بداية الخطوات .. والشعب السوداني منذ لحظة الإحساس بذلك الداء الخطير بدأ يبحث عن تلك العلاجات الضرورية .. ولم يتوانى لحظـة عن البحث في كافة أشكال وألوان العلاجات والمعالجات المتوفرة والمعروفة في العالم .. وقد أنفق الكثير والكثير من تلك الإمكانيات المادية والثروات والمقدرات الذاتية .. وبنفس القدر قدم تلك التضحيات الجسيمة في الأرواح والأنفس البشرية البريئة الطاهرة .. كما قدم الكثير والكثير من تلك التنازلات لجماعات وجماعات لا تستحقها .. وكان الشعب السوداني يفعل كل ذلك في سبيل تحقيق نوع من الشفاء والاستقرار في ذلك الجزء من البلاد .. حيث أن تلك الآلام والأوجاع كانت تعطل كثيراً تقدم البلاد نحو الأمام كمثيلاتها من الدول الأفريقية والعربية .. فهي آلام وأوجاع كانت تهدر الكثير والكثير من مقدرات وإمكانيات البلاد .. وتلك السنوات منذ استقلال البلاد قد ضاعت هدراً وسداً وهباءً في سبيل إخماد وشفاء ذلك الداء العضال .. وأخيراً قرر هؤلاء القادة الأطباء ( الفاشلين ) وقالوا بالحرف الواحد أن خير العلاج لذلك الداء العضال هو ذلك ( البتر ) نهائيا لذلك العضو عن باقي الجسد ! .. فكان ما كان في يوم من الأيام .

خرج الشعب السوداني من محنة الجنوب بعد انفصاله وجلس على الأرض ليرتاح قليلاً .. ولكنه مع الأسف الشديد لم يجد تلك الراحة المنشودة إطلاقاً .. حيث بدأت أوجاع أخرى تطل على دولة السودان من تلك النواحي الغربية للبلاد .. وتلك الأوجاع بدورها كانت موجعة وقاتلة بذلك القدر الفظيع .. والبلاد قد دخلت مرة أخرى في إهدار كافة الإمكانيات والمقدرات المتاحة في تلك الحروب العقيمة الواهية التي لا تفيد الشعب في لحظة من اللحظات .. ودامت تلك الوتيرة الفظيعة لأكثر من ثلاثين عاماً ومازالت تدور حتى اليوم .. وتلك الأحداث المؤسفة قد تركت تلك الجروح العميقة في النفوس .. ومازالت تؤلم النفوس بآثارها تلك القاتلة .

واليوم تقول تلك الأنباء المحزنة أن ذلك الداء الخطير قد انتقل لمنطقة الشرق الحبيب في دولة السودان .. ولكن أهل الشرق ليسوا كالآخرين من أبناء السودان حين يقال عنهم !! .. فهؤلاء أهل الشرق يمثلون تلك القبلة الواعية الفاهمة التي تشرق منها الشمس للعالم ثم ترحل للغرب .. وهم أعقل الناس وأفهم الناس فوق وجه الأرض .. وليسوا كالآخرين الذين يغيب لديهم الشمس في نهاية المطاف .. وهؤلاء أهل الشرق يتواجدون فوق نفس تلك السروج الثقافية العالية برفقة هؤلاء أبناء الحضارات بالوسط والشمال السوداني .. فتلك الحروب الأهلية هي لأهلها من تلك الشعوب البدائية المتخلفة .. ولا يمارسها إطلاقاً أبناء الحضارات والثقافة العصرية .. وكلما تتقدم تلك الشعوب ثقافة وحضارة فإنها تستخدم العقول قبل أن تستخدم تلك العضلات كالبغال !!.. وتلك القضايا الاجتماعية والسياسية لا تخلو منها تلك المجتمعات في أرجاء العالم .. ولكن العبرة كل العبرة تتمثل في تلك العقول الواعية الحكيمة التي تعالج تلك القضايا بالعقل والحكمة وليس بالقوة والبلطجة .. وهنا يتجلى ذلك الفرق الشاسع بين تلك الشعوب المتقدمة الواعية وبين تلك الشعوب المتخلفة البدائية .

هؤلاء في الجنوب وهؤلاء في الغرب وهؤلاء في الشرق وهؤلاء في الوسط والشمال لا يجلبون الدموع إلا لأنفسهم في نهاية المطاف ,, الخسارة دائماً وأبداً تبدأ بهم وتنتهي بهم في نهاية المطاف .. وذلك الدمار والخراب دائماً وأبداً يبدأ بهم وينتهي بهم في نهاية المطاف .. وتلك المجازر دائماً وأبداً تبدأ بهم وتنتهي بهم في نهاية المطاف .. وتلك المهالك دائماً وأبداً تبدأ بهم وتنتهي بهم في نهاية المطاف .. والخسارة العامة يتقاسمها كافة أبناء السودان منذ استقلال البلاد .. حيث تلك المعيقات التي تؤخر تقدم البلاد نحو الأمام .. والشعب السوداني الحر بدأ يتململ حالياً من تلك الحالة الدائمة العقيمة مع هؤلاء الجهلاء في البلاد .. ويتمنى من الله الكريم أن تأتي تلك اللحظات التي تحكم بواقع جديد يريح الجميع مهما كانت عواقب ذلك الواقع الجديد .. لأن المطلوب في نهاية المطاف هو أن يحيا الإنسان حياته في استقرار وهدوء دون تلك المناوشات الفارغة التافهة مع هؤلاء أو هؤلاء .