Post: #1
Title: تلك الأصوات داخل القمقم !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 10-05-2020, 06:55 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
تلك الأصوات داخل القمقم !!
تلك الهمهمة الفارغة قد أصبحت معهودة في عرف الشعب السوداني .. والكثير الكثير من تلك المقولات والممارسات الغوغائية قد أصبح جدلاً لا يجلب الانتباه .. ومع مرور الأزمان فإن تلك المقولات والممارسات قد أصبحت مثل تلك العباءة الموروثة عن أجداد العائلة والتي يستخدمها الأحفاد لعدم تواجد البديل !! .. والشعب السوداني في هذه الأيام يستمع لتلك الترهات الفارغة من هؤلاء المسئولين في الحكومة المؤقتة لعدم توفر البديل من تلك المقولات والابتكارين الحديثة التي تجلب الانتباه وتفيد البلاد .. والإفلاس في الكلام والأفكار والإبداعات قد أصبح سمة ثابتة في أبناء السودان في السنوات الأخيرة .. وهؤلاء المسئولين جميعاً في حكومة السودان المؤقتة بعد الانتفاضة الثالثة يمتازون بذلك الإفلاس الفكري وقلة الابتكارات لدرجة الغثيان .. والمظهر لهؤلاء المسئولين برمته يوحي بأن الموتى في الماضي قد عادوا للحياة من جديد ليمارسوا شئون البلاد .. ولا يحس شعب السودان إطلاقاً بأنه يتعامل مع الأجيال الجديدة من أبناء السودان !.. تلك الأجيال الجديدة التي تحمل الأفكار العصرية الحديثة .. بل ينهار الشعب خيبة وأسفاً حين يكتشف بأنه مازال يتعامل مع تلك الأفكار القديمة !.. ويكتشف بأنه مازال يتعامل مع أفراد بمنتهى التواضع في تلك العقليات والتوجهات والأفكار والمقولات والممارسات .. وتلك الأحوال الحالية في أروقة الحكومة المؤقتة لا توحي أطلاقاً بأن البلاد تواكب مرحلة جديدة قوية بناءة في أعقاب انتفاضة عظيمة .. ولا توحي بأن دولة السودان قد تخطت عجائز الأفكار في الماضي بتلك المسافات البعيدة .. وكذلك لا توحي إطلاقاً بأن دولة السودان يقودها اليوم نخب من هؤلاء الشباب الذين يحملون تلك الأفكار الحديثة التي تخرج البلاد من قوقعة التخلف والإخفاقات .. والأمر الأشد ألماً وأوجاعاً يتجسد في هؤلاء المسئولين في الحكومة المؤقتة الذين لا يظهرون للعالم بأن البلاد تعيش حالات ثورة وانتفاضة كبرى بكل القياسات !!.. والحسرة التي تقطع الأكباد أن تلك الدول التي من حولنا والتي نالت استقلالها بعد استقلال السودان بسنوات وسنوات قد سبقت دولة السودان كثيراً وكثيراً في سباقات التقدم والبناء والتعمير .. ونحن مازلنا نتزحزح في مظاهر الاحتفالات بالسلام لعشرات وعشرات المرات !.. وهو ذلك ( السلام ) المبتور أطرافاً والمنقوص كمالاً جملة وتفصيلاً .. وتلك الإشارات الفارغة تؤكد بأن البلاد مازالت تقف عند المربع الأول منذ لحظة الاستقلال ،، ولم تتقدم شبراً نحو الأمام !!.
الشعب السوداني بتلك الانتفاضة الأخيرة كان يريد نقلة نوعية جديدة في مسار البلاد .. وكان يريد أن يتولى تلك القيادة في البلاد هؤلاء الشباب من الأجيال الجديدة .. هؤلاء الشباب الذين يمتازون بتلك الدماء الحارة .. ولكن مع الأسف الشديد فقد استولت على المقاليد بالبلاد مجموعة من أبناء السودان الذين يتصفون بتلك ( الدماء الباردة ) التي تبكي الكبار قبل الصغار !.. فهؤلاء المسئولين في الحكومة المؤقتة لا يعرفون إطلاقاً تلك ( الغضبة المضرية !! ) الكبرى التي تعادل وتماثل تلك الغضبة للشعب السوداني عندما أشعل تلك الانتفاضة العظيمة ., والإنسان الذي يتعامل مع تلك الحكومة المؤقتة لا يحس إطلاقاً بأنه يتعامل مع حكومة تمثل الانتفاضة الكبرى في البلاد .. ولا يحس إطلاقاً بأن هؤلاء في تلك الحكومة المؤقتة يتألمون بفداحة تلك التضحيات الكبرى الجسيمة التي قدمها الشعب السوداني من أجل هذا الوطن .. وبالمختصر المفيد فإن الشعب السوداني بعد تلك الانتفاضة كان يرجو في الساحات السودانية تلك الحكومة القوية التي تزلزل الأرض تحت الأقدام .. والتي تملك الهيبة والمقام وتخيف الكبير والصغير .. ولكن يا أسفاً على تلك الحكومة الهزلية التي تبكي الشعب بكثرة الفشل والإخفاقات !
|
|