على الاقل كان للكيزان مشروع..فما مشروع هؤلاء؟ بقلم:د.امل الكردفاني

على الاقل كان للكيزان مشروع..فما مشروع هؤلاء؟ بقلم:د.امل الكردفاني


09-28-2020, 02:19 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1601299182&rn=0


Post: #1
Title: على الاقل كان للكيزان مشروع..فما مشروع هؤلاء؟ بقلم:د.امل الكردفاني
Author: أمل الكردفاني
Date: 09-28-2020, 02:19 PM

02:19 PM September, 28 2020

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر




ما هو مشروع المنظومة التي كانت تصف نفسها باليسارية اليوم؟
إنني حائر جداً، إذ من الواضح، انه لا حمدوك ولا الشفيع الخضر ولا الشيخ الخضر (وانا لا أعرف من هما أو إن كانا شخصاً واحداً أم إثنين)، طرحوا مشروعاً ما، ولا حتى مشروع تربية كتاكيت في الخلاء. نقترب من نهاية السنة الثانية من اللا شيء الحكمي، وهو لا شيء مضر جداً. وتخبط سيتأسس عليه مستقبل الدولة. لم يطرحوا حتى مشروعاً فاشلاً كمشروع الحركة الإسلامية. وفي نفس الوقت، تارة يتعاملون كحكام منتخبين، وتارة يقولون بأنهم غير مفوضين، فلا هم هنا ولا هم هناك وذلك تخبط ما بعده تخبط. يعقدون مؤتمراً اقتصادياً، رغم أن إكثر فشلاً من الدولة هو أن تعقد مؤتمراً كهذا. فمثل هذه المؤتمرات تصلح كمحاضرات أكاديمية، لا كأداة فاعلة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. المؤتمرات في السودان ليست اكثر من (جوطة) يتصارع فيها المصابون بجنون العظمة حول المايكروفون. وكل واحد ينصب نفسه عبقري زمانه، فيعلعل ويجعر، بعينين لامعتين، ومعه بعض الهتيفة، وما إكثر الهتيفة في هذا البلد. ثم يسخر جداده الواتسابي، للحديث عن علَّامة زمانه، الحاصل على جائزة نوبل في الاقتصاد. والذي اخترع العجلة والمقشاشة، وسيخترع مصلاً لعلاج الانهيار الاقتصادي.
وهكذة ينتشي جميع المشاركين، من مسيطرين على المايكرفون، والمتصارعين حوله، والفائزين بالإنفراد به، والهتيفة، والحكومة، والشعب، وتسفاي الحبشي سائق الركشة.
مهازل مهازل مهازل..
البلد يحكمها مهرجون، ومصابون باضطراب البرانويا، ومختلون عقلياً، وعواطلجية، وفقيري المخيلة، وعساكر وأحزاب وكيانات وهمية، يحبون التكالب على موائد الولائم. وعندما تحضر صواني الغداء، يحدث الهرج والمرج، والكل يبحث عن الضلعة ليخمش منها، وفي النهاية لا يخمش منها إلا من طبخها، وأوهم الآخرين برائحتها.
لن ينصلح حال هذا البلد، ما دام إنسانه عاطفي، ومنساق وراء كل ما يلمع معتقداً انه ذهب.
والأدهى والأمر، أن يتحدث طباخ الضلعة عن فشله، ولا أعرف هل هذا لتبرير انقلاب عسكري قادم، أم لتأنيب الضمير؟ ولماذا لا تترك الحكم إن كنت فاشلاً، ليأتي ويجرب فينا أحد جهابذة العلم الصفري، من خريجي مدرسة دسيس مان.
الفشلة ياتون من أصلاب الفشلة، وهذا الشعب فاشل، وبالتالي لا ينتج إلا ذراريَّ فاشلين مثله. وعلى الشعب أن يعترف اولاً بهذه الحقيقة، لأن من عرف عيوبه، استدرك على نفسه، استدراك النحوي على لحنه.