عندما يستهدف الشعب ثورته.. مدني جرادل مثال.. بقلم:خليل محمد سليمان

08:42 PM September, 27 2020

سودانيز اون لاين
خليل محمد سليمان-مصر
مكتبتى
رابط مختصر

بالامس قالها قائد مليشيات الدعم السريع حميدتي صراحةً " سلبطة" مجموعة علي الثورة، بإعتبارها ملك لها.

لا يمكن ان يجرؤ احد ليرد لأن حميدتي يعلم ما دار خلف الابواب المغلقة، ايام التفاوض مع المجلس العسكري، و بعده حتي الآن " يعني كاشف اللعب كُلو".

مدني جرادل الملقب بوزير التجارة، و الصناعة، احد الذين خدعوا الشعب السوداني، بتمرير اجندة لا علاقة لها بالثورة، و كان بمثابة خنجر مسموم في خاصرة الثورة، فكانت الوزارة مكافئة سخية يستحقها بجدارة لا يُحسد عليها.

تحدثنا منذ الايام الاولى للتفاوض مع المجلس العسكري، و بانت لنا عورات من نصبوا انفسهم اوصياء علي الثورة، و للأسف كانت موجة التغييب عالية، و اصبحنا نردد ببلاهة، و غباء، ان الثورة مستهدفة في اشخاص منهم مدني جرادل، و القائمة تطول بالعواطلية، و المتسلقين، و اللصوص" بتوع الياو ياو".

منذ ان شاع خبر فساده، و مبلغ ال 82 الف دولار، و ما ادراك ما الجرادل، كان الاجدى ان يبتعد عن المشهد، بعد المحاسبة بشبهة الفساد الذي لا يختلف عن فساد الكيزان، بل يُعتبر الاسوأ لأنه محسوب علي الثورة.

خرج علينا بعد فيديو الاستاذ الجامعي في المؤتمر الإقتصادي بلغة ممجوجة ليعلمنا كيف جاءت الثورة لإعلاء قيمة النقد، و الحرية.

اعلم يا هذا انه من قيّم الثورة الشفافية، و الإنصياع لرغبات الشعب، و المبدأ إنك خادم عند الشعب، و ليس سيداً عليه، عندما يقول لك إذهب فعليك ان تذهب، و انت صاغر.

في بريطانيا ظهر رئيس الوزراء في صورة سيلفي من مكتبه، و خلفة آلة لصنع القهوة، بمبلغ 80 جنيه استرليني، اثارت غضب، و خوف الشعب علي ماله، و حقوقه التي هي امانة في يديه.

خرج عليهم بكل حب، و ابرز الفاتورة التي إشترى بها الآلة، من ماله الخاص الموضح بتفاصيل حسابه، دون ايّ شعار زائف يتهم شعبه بالخيانة، و إستهداف الديمقراطية، و الحرية في شخصه.

هل قدم مدني عباس فاتورة للرأي العام توضح تفاصيل ال 82 الف دولار قبل توليه الوزارة؟

للأسف لا تزال تحكم البلاد ذات العقلية المتسلطة بالوصاية، اما هم او الطوفان، و غيرهم الاعداء، و المتربصين بالشعب، و ثورته.. إنها الديكتاتورية، و الشمولية الجديدة في ثوب الثورة.

رضى من رضى، و ابى من ابى، مدني جرادل وراءه مجموعات فساد مرتبطة بالنظام البائد، و يعمل خادماً عند اعداء الشعب، و سارقي قوته، و اعداء الثورة لإجهاضها، و إن تعلق باستار الكعبة.

نكرر.. ذهاب الحكومة او ايّ شخص لا علاقة له بالثورة، او فشلها، فالثابت المحاسبة بالإقالة، او الإستقالة للتقصير، او العجز، هي مبادئ الثورة، و الحرية، و الديمقراطية، و تعضد ثوابتها، و لو ذهبت حكومة كل يوم، و ليلة.

الآن باتت الصورة واضحة، و لا تحتاج إلي شرح، او توضيح، فيجب الإمتثال لرغبات الشارع، و وضع حد لهذا العبث، و تنزيل مبادئ الثورة علي ارض الواقع، و إلا الطوفان قادم لا محال.

اخيراً ..من المؤسف ان يسأل حميدتي عن دور الشباب صناع الثورة، و غيابهم، و في ذات الإتجاه تشيطنهم المجموعات المدنية التي " إتسلبطت" علي الثورة زوراً، و بهتان.

وما ذكره حميدتي عن التمكين الجديد، كلمة حق اراد بها باطل، لأن المشهد عبثي، يستدعي الباطل بلا تفويض!!!!!