ذلك المؤتمر الاقتصادي ليس بالأول وليس بالأخير !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

ذلك المؤتمر الاقتصادي ليس بالأول وليس بالأخير !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد


09-27-2020, 06:18 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1601183886&rn=0


Post: #1
Title: ذلك المؤتمر الاقتصادي ليس بالأول وليس بالأخير !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 09-27-2020, 06:18 AM

06:18 AM September, 27 2020

سودانيز اون لاين
عمر عيسى محمد أحمد-أم درمان / السودان
مكتبتى
رابط مختصر



بسم الله الرحمن الرحيم

ذلك المؤتمر الاقتصادي ليس بالأول وليس بالأخير !!

ذاكرة الشعب السوداني تمحو وتنسى أحداث الماضي بسرعة شديدة .. والكل في هذا البلد يتعامل مع المجريات الجديدة وكأنها حدث لأول مرة .. وتلك الجهود التي تبذل في شأن من الشئون قد تكون مبذولة في الماضي عشرات المرات .. ولا يفكر أحد من أبناء السودان لماذا تبذل تلك الجهود وتهدر فيها الأوقات والأموال كل مرة دون أن تستفيد منها البلاد !! .. نوع من العباطة والبلاهة المفرطة الموروثة في هذا البلد العجيب .. وفي هذه الأيام تقام في البلاد ذلك المؤتمر الاقتصادي .. ويردد البعض من أبناء السودان بأن ذلك المؤتمر الاقتصادي الذي يقام حالياً هو المؤتمر الأول من نوعه في تاريخ السودان!! .. وتلك فرية ما بعدها فرية .. حيث جرت في البلاد مؤتمرات اقتصادية عديدة في الماضي .. ومن أكبر تلك المؤتمرات الاقتصادية ذلك المؤتمر الاقتصادي الشامل الكبير الذي أقيم في بدايات نظام الإنقاذ البائد ،، وكان ذلك المؤتمر الاقتصادي بقيادة السيد ( صلاح كرار ) .. وقد اشترك في ذلك المؤتمر الاقتصادي كبار وفطاحل الاقتصاديين من أبناء السودان .. وفي ذلك المؤتمر الكبير تناول المؤتمرون كافة الجوانب التي تتعلق بالاقتصاد السوداني .. وقد بحث ذلك المؤتمر بجدية كبيرة للغاية كافة تلك المعضلات والأسباب العديدة التي تواجه وتعيق الاقتصاد السوداني .. ثم خرج ذلك المؤتمر بتوصيات ومعالجات عديدة هامة للغاية .. ولكن مع الأسف الشديد فإن كافة دراسات وتوصيات ذلك المؤتمر قد نامت في الأضابير دون أي تنفيذ أو متابعة لبند من بنود تلك التوصيات .. وتلك هي العادة المعهودة في أبناء السودان حيث ذلك الحماس المفرط في إقامة مثل تلك المؤتمرات الاقتصادية من أجل المظاهر الشكلية فقط دون أن يهتموا بأهداف وجوهر تلك المؤتمرات .. فهؤلاء أبناء السودان كالعادة يجيدون ذلك النوع من الخطوات الحماسية في إقامة المؤتمرات وإهدار الجهود والأوقات والأموال في بدايات كل مرحلة سياسية جديدة .. ولا يجيدون إطلاقاً استثمار وتنفيذ تلك التوصيات الهامة التي تخرج بها ذلك النوع من المؤتمرات الاقتصادية !! .. بل تظل تلك البحوث والتوصيات الهامة مكنونة في تلك الأضابير الضخمة التي تعشش عليها العناكب دون أن يعود إليها أحد من أبناء السودان في يوم من الأيام .. ودون أن ينال ذلك الاهتمام الضروري من تلك الحكومات المتعاقبة .. وأبناء السودان يظنون أن مجرد إقامة مثل تلك المؤتمرات الاقتصادية يكفي لعلاج تلك المعضلات التي تواجه الاقتصاد السوداني .. ولا يفهمون إطلاقاً بأن العبرة في تنفيذ بنود تلك التوصيات وليست العبرة في تلك المظاهر الفارغة التي تريد أن تقول نحن أقمنا ذلك المؤتمر الاقتصادي في البلاد !! .. مجرد مظهر من تلك المظاهر الدعائية الفارغة المعهودة في أبناء السودان منذ استقلال البلاد .. ولو أن هؤلاء المسئولين التنفيذيين في مجال الاقتصاد بالبلاد قد امتثلوا لتوصيات وحلول تلك المؤتمرات الاقتصادية لتقدم الاقتصاد السوداني منذ سنوات طويلة .. ولكن مع الأسف الشديد دائماً وأبداً يتواجد في تلك المناصب الاقتصادية نفر من هؤلاء المتفلسفين من أبناء السودان الذين يهلكون الاقتصاد السوداني بتلك الفلسفات الشخصية البحتة الفارغة التافهة .. وفي إمكان أي شخص أن يضع كفه فوق المصحف الشريف ويقسم بالله صادقاً بأن أحدا من هؤلاء الوزراء الذين يقودون الاقتصاد في البلاد لم يعودوا لتلك التوصيات في يوم من الأيام .. وفي الغالب الأعم يجهلون كلياً أين تتواجد تلك التوصيات !! .. وهي تلك التوصيات المتواجدة في تلك الأضابير التي يعلوها الغبار .. وفي كل الأحوال فإن هؤلاء الوزراء والمسئولين في مجال الاقتصاد السوداني يتجاهلون تلك التوصيات بطريقة متعمدة فيها الكثير والكثير من الاستهتار !!.. ثم يمررون في البلاد تلك الاجتهادات الشخصية البحتة عند اتخاذ تلك القرارات الاقتصادية .. وعليه فإن تلك المشكلات الاقتصادية التي تعاني منها البلاد لا تكمن في تلك المعالجات والتوصيات التي تقدمها المؤتمرات الاقتصادية ،، ولكنها تكمن في تلك الفلسفات الشخصية الفارغة من قبل هؤلاء الوزراء والمسئولين من أبناء السودان .. فهؤلاء يمثلون ذلك البلاء العضال الذي يهلك الاقتصاد السوداني .. وما دامت تلك الممارسات والفلسفات الشخصية هي التي تدير أحوال الاقتصاد في البلاد فإن الاقتصاد السوداني لن يتقدم ولن يتحسن في يوم من الأيام .. وعليه فإن الضرورة تقتضي بأن تتواجد في البلاد جهة رقابية تشرف على تنفيذ بنود تلك التوصيات التي تقدمها تلك المؤتمرات الاقتصادية بطريقة حريصة للغاية .. وذلك دون التهاون ودون الاستهتار بجهود وتوصيات تلك المؤتمرات الاقتصادية .