Post: #1
Title: القاهرة مركز القرار السوداني وليس الخرطوم بقلم:محمد ادم فاشر
Author: محمد ادم فاشر
Date: 09-25-2020, 03:08 AM
03:08 AM September, 24 2020 سودانيز اون لاين محمد ادم فاشر-USA مكتبتى رابط مختصر
المشهد السياسي السوداني بات قاتما منذ ان بدأت ظهور الارهاصات لتوقيع السلام من جوبا وصلت قمة التوتر مع التوقيع بوصول المقدمة. لقد نصبت العواصم العربية خيام التآمر لقطع الطريق نحو سودان الشباب . والقاهرة لاول مرة تشعر بخطر علي مصير مستعمرتها تتجاذبها عدة اطراف بعضها تدفع نحو الاستقلال بعضها نحو الخراب واخري ما بين ذلك .ولكن هذه المرة لم يأت الخطر علي المصريين من جملة ما يعرفونهم بالعبيد او الزرقة كما يسمون انفسهم بل من كافة الجيل الجديد الذين يحلمون بدولة مستقلة وكاملة السيادة والتخلص من متاعب القاهرة التي كلما زادت حاجتها من ضيق العيش مدت يدها نحو معها عصا غليظا وعينا حمراء مذكرة حكام الخرطوم ويذكرهم كيف كانت نهاية العميل ويذكرهم بحقوقها التاريخية وفضلهم في رسم الحدود السودانية ومن بعدها الفضل في بقاء الحكام في السلطة لمدة اكثر من ست عقود علاوة علي مصير عقاراتهم وودائعهم في البنوك المصرية والجرائم التي ارتكبوها للشعوب السودانية وحتي سلوكهم الخاص في غرفهم من فلاش درايف الذي تطوع به صلاح قوش كالكتاب الذي يعرف عند السودانين ام بتري فيه كل شئ يحوي. وهكذا يرون ان معظم متاعبهم مصدرها القاهرة التي تستثمر ازماتهم وتنهب مواردهم ،حتي باتت في نظرهم تمارس نفوذ الفعلي للمستعمر كما تفعلها فرنسا ببعض الدول في غرب افريقيا ويلزم المصريون اهل السودان باستهلاك ثقافتهم بطيب خاطر وتضيف علي ذلك التجسس علي كل شئ وهم بذلك يفتخرون عندما يقولون جاسوسا لنا في كل عشرين متر في السودان ومنهم من قال نحن نعلم عن السودان اكثر من السودانين انفسهم. والان القاهرة باتت امام خيارات صعبة لان استمرار الرهان علي العملاء في ذلك مهما زاد عددهم وطال قامتهم وجودة نوعهم يؤدي الي الطريق المسدود في العلاقات السودانية المصرية لان المتبقي من السودان اما ان يكون للجميع او الجميع في حل من خريطة الخديوي اما الخيار الثالث هو العودة الي دولة الخليفة . ولذلك لاول مرة تتعامل مصر مع السودانين سياسيا عندما تزور حكومة المصرية السودان بكامل هيئتها عندما بدأت الدول تكسر الاحتكار. وتتواصل مع الاطراف السودانية لتقرر مصير السودان ودور مصر ليس اكثر من الشاهد في احسن الاحوال حتي في سلوك من تسميهم مصر باولادنا. وهم ايضا بين الخيارين اسياد في السودان او عصمان في مصر . ولذلك قدمت مصر العروض وحبال الود مع اولاد اخرين جدد هم الحركة الشعبية بقيادة الحلو عن طريق وكلائها في السودان وحركة مناوي بالالية نفسها مع اختلاف ظرف المكان والزمان .وفي ذات الوقت تعمل علي عدة الاتجاهات منها الدعم غير محدود لنشاط العسكرين وتقديم الخبرة المصرية السييساوية وهي نوع الحكومات التي تفضلها مصر في السودان ولكن الرهان عليها قد يؤدي الي نتائج لا يحمد عقباها . بيد ان مصيبة مصر الان في السودان الرهان علي القيادات الذين تمت صناعتهم في ضاحية مصر الجديدة خصيصا لتنفيذ نظرية الحكم بالمقابل . لان الشعور المعادي لمصر بات في تزايد مستمر ان لم يكن قد وصل القمة .وهم يرون محاولات المصرية التي توفر الحماية لبعض الاحزاب او القيادات. وفي المقابل تحصل كل الذي تطلب من السودان من دون مقابل الي درجة التي تحتل الاراضي السودانية وترغم الحكام ليغنوا بافضال المصرية .وبل تطلب المزيد من الاراضي . ولذلك باتت مصر في نظر السودانين ذلك الكائن الذي يعيش بالكامل علي حساب الشعب السوداني عبر اليات الفساد الماركة المصرية التي قسمت البلاد الي الشعوب واجناس وطبقات ومراتب احرار والعبيد والعرب و العجم وعملوا علي إيقاظ كل مخاوف اهل الشمال والوسط واستعادة مشاعرهم عشية نكبة المتمة وحوافر الخيل بالسمع المجرد علي بعد خطوات من النخيلة .عندما لجأوا طلبا للحماية التي ما برحوا يدفعون ثمنها غاليا مع ذلك تتضخم الفاتورة حتي باتت من المحال سدادها وكان آخرها إحراجهم باحتلال الحلايب من يدهم ورفضت حتي الاجراءات الشكلية التي تبرر الاحتلال لتحفظ ماء وجههم من تصرف اخت بلادي الكبري . نعم المصريون يعلمون كل شئ في البلاد حتي عدد الاختام في الإدراج داخل القصر الجمهوري ولكن اكثر شعوب الدنيا بعدا عن معرفة طبائع الشعب السوداني .فمصر تنتج اكثر الساسة غباءا في الكرة الارضية عندما يجتهد نصف امة السودانية لاقناع النصف الاخر بجدوي دولة وادي النيل والعودة الي حدود دولة الخديوي وهم يحتلون حلايب لتنسف جهود العقود من العمل السياسي مصحوب بالاناشيد والغناء في حب مصر . وهم وحدهم لا يعلمون أن الفهلوة لا تصلح ان تؤسس عليها العلاقات بين الدول .فان تطور الديموقراطي في السودان ورفاهية الشعب وحده يجعلهم يلتفتون الي اخوتهم في شمال الوادي ولكن عمليات التدمير والاستفادة من الحطام بفرض قيادات عميلة لا تنتج الا الكراهية .وقد كان الاسلامين في مصر اكثر تقدما والعقلانية في علاقتهم مع السودان . وهذا حمدوك أستجمع كلما لديه من القوة وقال ان الجار النوباني احق بالمعروف ووزراء الحكومة يبحثون اين الحكومة وبل اين القحت الذي هو الاخر تراجع في مواجهته للفلول واضطروا الي اعادتهم للخدمة بدعوي انهم اخطأوا التقدير عندما ادركوا ان شحنات من الاسلحة تخرج من قلب البلاد الي الاطراف لا احد يعرف من المستفيد ومن هو المستهدف و مناوي من انجمينا الي القاهرة ولكنه لم يصل دبي هذه المرة والشرق يغلي والغرب محروق والجنوب متحفز وليس فقط مع الذي يعرض اكثر وبل من هو اكثر صدقا ولو كانوا جلابة . الحرية والتغير انقسمت علي ايدي السبأ والجميع توقع مذكرات التفاهم مع الجميع بعضها في السر وبعضها في العلن والشخص الوحيد لا يعرف له موقعا في الاعراب هو الحبيب الصادق المهدي بعد ان كشف كل اوراقه بزيارته لغرب البلاد .بات لا صديقا له ولا عدو ، وتبدد حلمه الاخير التقرب الي سجانه القديم الذي رفض لقب الحبيب طوعا. وفي ظل هذه الغابة من التفاهمات راي المصريون بناء حلف جديد ملامحه لم تكتمل بعد ولكن حجره الاساس صلاح قوش الذي يمثل الان اهل الشمال كما يعتقده المصريون ليكونوا اضافة علي المراغنة وشتات القحت هي هندسة سياسية تعيدنا الي حكومة المؤتمر الوطني بدون الاسلامين هذه المرة مضافا اليها عبدالعزيز الحلو اما الباقي جاري الترتيبات لجعل الصدام بينهم وبل في القريب العاجل ليخلو لهم وجه ابيهم
|
|