التطبيع مع إسرائيل من الآخر بلا محسنات.. بقلم خليل محمد سليمان

التطبيع مع إسرائيل من الآخر بلا محسنات.. بقلم خليل محمد سليمان


09-23-2020, 05:36 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1600878976&rn=0


Post: #1
Title: التطبيع مع إسرائيل من الآخر بلا محسنات.. بقلم خليل محمد سليمان
Author: خليل محمد سليمان
Date: 09-23-2020, 05:36 PM

05:36 PM September, 23 2020

سودانيز اون لاين
خليل محمد سليمان-مصر
مكتبتى
رابط مختصر





ظل السودان منذ قيام الدولة الوطنية المدعاة، كفائض للعرب في السياسة، و الارض، و الامن القومي كما يدعون، فالإنسان لا مكان له في تفاصيلهم البتة.

الادوات..

* يسار عروبي متخلف متحجر قابع خلف شعارات عافها الناس، و الدهر، كواحدة من اقبح، و اقذر ادوات الحرب الباردة لغسل الادمغة، و قيادة البسطاء كالانعام.

* اليمين بشقيه المتطرف، و الإسلام السياسي، و لخص حكايتهما ولي عهد العربية السعودية، إبن سلمان، حين قال : تم إبراز هذه التيارات بطلب من المخابرات الغربية كواحدة من ادوات الحرب، لحشد البسطاء، و المغيبين بإسم الجهاد.

ضاعت المصالح، و تأخرنا عن ركب الامم، و ظللنا نتصارع في ما بيننا، و علي ارضنا، و إهدرنا موارد، و مقدرات، و ارواح، و الحرب قد وضعت اوزارها بين الشرق، و الغرب، و حُسمت قبل عقود، و لا نزال في ارض المعركة حتي الآن، و اصبح كرسي السلطة هو الغاية، و الهدف، و الدماء، و الجماجم هي الطريق، و السبيل.

بدون لف ودوران مصالح الشعوب، و العلاقات الدولية لا تحكمها العواطف، و لا المبادئ التي هي في الاساس غلاف فقط بين دفتيه المصالح، و المنافع فقط لا غير.

لو نظرنا لتاريخ إتفاقيات السلام مع إسرائيل، التي بدأتها مصر، و لحقت بها الاردن، كان الاساس فيها المصالح، و الدعم الغربي كان احد شروطها الاساسية، و بموجبها حصلت مصر علي مساعدات مالية، و عسكرية، و لا تزال مستمرة حسب الإتفاقية، و اصبحت جزء من ميزانية الدولة، و بذات القدر الاردن، و ما حصلت عليه من دعم، و إمتيازات لا تزال تمثل ركائز اساسية في إقتصادهم.

السودان ليس إستثناء فمن حق شعبنا الإستفادة من عملية التطبيع، و السلام مع إسرائيل سياسياً، و إقتصادياً، و من حقنا ان نوظف كل الممكن لأجل مصالحنا فقط.

في المقابل دفعنا اثمان باهظة لأجل قضية ظاهرها المبادئ، و باطنها صراع، و نفاق للتغبيش، و تغييب البسطاء بشعارات لا تغني، و لا تسمن من جوع.

الآن لا يوجد ما يسمى بالقضية الفلسطينية إلا في العقول المتحجرة، و المحنطة في صناديق، و ارفف التاريخ السحيق.

الآن الشعب الفلسطيني يتقاسم الشعب الإسرائيلي الموارد، و الخدمات التي تسبقنا بآلاف السنين الضوئية، و لديهم سلطة تعترف بإسرائيل كدولة لا سلطة إحتلال، إلا في مناطق متنازع عليها لم تُحسم قضيتها بعد، و إتفاقية اوسلو هي المعيار.

المبادئ تتعارض مع الفقر، و الجهل، و المرض.

دعونا نخرج من هذا الثالوث القاتل، ثم التحدث بترف الشعارات، و المبادئ الوهمية، فإن تحدثنا عن الإحتلال فلدينا اراضي محتلة لم ولن يسمع بها شعب فلسطين الشقيق!

اما الإسلام، و الدين يدعوا لصون حياة الإنسان، و كرامته اولاً، ثم تأتي التكاليف، و الدليل عندما رُفعت الحدود في دولة الإسلام الاولى، و الرشيدة، عندما إشتد الكرب، و البلاء علي الناس.

كنا نتمنى ان تتم هذه الخطوات في ظل نظام مدني ديمقراطي يختاره الشعب حتي لا تكرس لإستغلال الامر لمصالح فئات تعمل علي إجهاض الثورة، و الوقوع في مصيدة المحاور اللعينة.

دعونا ان نتعاطى مع الامر الواقع، و وضع المصالح في سلة الوطن اولاً، و ان نؤمن بأن ثورتنا ماضية، و لن نتزجزح عن مطلوباتها، و إستحقاقاتها قيد انملة حتي نراها واقعاً حرية، سلام، و عدالة.

و علينا ان نعلم بأن السماء لا تمطر ذهباً، فعلينا بالعمل، و الإنتاج، فبدونه لو سُخرت لنا كل ميزانية الولايات المتحدة لن تجدي نفعاً.

حفظ الله السودان وشعبه.