(فوبيا) المؤامرة ..! بقلم:هيثم الفضل

(فوبيا) المؤامرة ..! بقلم:هيثم الفضل


09-22-2020, 06:11 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1600751471&rn=0


Post: #1
Title: (فوبيا) المؤامرة ..! بقلم:هيثم الفضل
Author: هيثم الفضل
Date: 09-22-2020, 06:11 AM

06:11 AM September, 22 2020

سودانيز اون لاين
هيثم الفضل-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر



صحيفة آخر لحظة
سفينة بَوْح –

الأحداث السياسية الكُبرى والمصيرية التي مرَّت بها البلاد خلال العامين الأخيرين ، والتي إندرَّجت جميعها تحت طائلة الحراك السياسي المرتبط بمواقف الناس من الثورة ، كانت بالتأكيد من أهم مصادر التأثير على الثقافة الجماعية المُتعلِّقة بتحليل الوقائع والأحداث والأخبار ، تلك المواقف التي يجب أن نُلفت الإنتباه إلى أنها كانت وما زالت مُتباينة ونسبية ، كما أن تلك النسبية لم تكُن لتنفي حقيقة أن الأغلبية الجماهيرية إنحازت للثورة ومبادئها والإنتقال إلى نظام ديموقراطي ، لكن لا يمكن أن ننفي أو نتغاضى عن إحتواء تلك الأحداث على الكثير من الآراء المناوئة سواء أن كانت من فلول النظام البائد أو مناصريهم عبر وكالة الإنتفاع المصلحي أوالتحالُف السلطوي بالرغم من أن صوتهم وحِراكهم ظل لوقت طويل خافتاً ومُشوَّشاً تحت ضغط الهُتاف الثوري وعُلو صوت الأغلبية.
الروح الثورية التي حدَّدت الكثير من مواقف الناس (العاديين) من المنُنتمين إلى فئة غير المُتخصصين في تحليل الوقائع السياسية أو ما يمكن أن نُطلق عليهم (المصادر غير الإحترافية) في التأثير على توجُّهات الرأي العام ، باتوا وعبر وسائل التواصل الإجتماعي التي أصبحت منصات حُرة ومفتوحة للنشر الجُزافي ، (يفرضون) ثقافتهم المُستمدة من قناعاتهم وسلوكياتهم (الضحلة) وقُدراتهم المحدودة في (تعديل) أو (تغيير) الموروث الثقافي والعُرفي والأخلاقي لمُتلقي تلك الرسائل ، ويمكن رصد ذلك عبر أدلة كثيرة يأتي في مقدمتها الإنسياق والتفاعل الهائل (كَماً) عبر التأيييد والإعجاب والمؤازرة التي تلقاها منشوراتهم الإسفيرية لمُجرَّد إحتواءها على (جُرعات عالية) من الفُقاعات الثورية و(فوبيا) الرفض والتخوين والتشكيك في نزاهة الأفراد والمؤسسات والدول دون سابق علم ولا دليل مُقنع.
على هؤلاء إن كانوا على أهبة الإستعداد للإستمرار في إمتطاء صهوة التحليل السياسي والإجتماعي والإقتصادي والأمني والدبلوماسي وهم خارج دوائر الإختصاص ومصادر المعلومات ، أن يعوا أن ما تفرضهُ ضرورات المنطق وأحياناً المصلحة الوطنية عبر تحليل الوقائع في مقامٍ غير (مناسب) قد يضُر البلاد والعباد ضرراً لا يمكن جبرهُ ، فكل التحليلات والأخبار والوقائع لا يمكن رصدها من منظور سياسي بحت في كل وقتٍ وحين ، إذ لا بُد من إفساح المجال لتمرير مفاهيم وأبعاد أخرى للقضايا والأحداث والوقائع التي لا تحتمل من حيث الشكل والمضمون (تجييش الآراء السلبية حولها) عبر إقحام إجباري لأبعادها السياسية ، على سبيل المثال : كيف لمن يصف نفسه بالوطنية والثورية والحذاقة الدبلوماسية والإنضباط القيِّمي والأخلاقي أن لا يحتفي بفعالية دولة قطر حكومة وشعباً والتي إستقطبت الدعومات المعنوية والمادية لصالح مُتضرِّري السيول والفيضانات ؟ ، وكيف لا نتهَّمهُ بالتخلُّف وعدم الإحترافية في تحليل الأحداث وهو لا يكتفي بمجُرَّد عدم الإحتفاء بهذا الحدث الإيجابي ، بل يعمل على تجييرهُ سياسياً ليستقطب حولهُ شكوك وتوجسات الرأي العام ودفعهُ لمناهضته بإظهاره وكأنه مؤامرة سياسية إقليمية أو دولية ؟! ، ذلك لعمري مُنتهى الخبل وأصدق صور عدم الإحترافية والتطَّفُل على مائدة الإعلام الإسفيري المُنتهك.