Post: #1
Title: نشال في القصر الجمهوري.. بقلم:خليل محمد سليمان
Author: خليل محمد سليمان
Date: 09-21-2020, 07:10 PM
Parent: #0
07:10 PM September, 21 2020 سودانيز اون لاين خليل محمد سليمان-مصر مكتبتى رابط مختصر
ضجت وسائل التواصل الإجتماعي بخبر مفاده إختفاء مبلغ مليون و نصف المليون جنيه من مكتب حبوبة عائشة عضو المجلس السيادي، هو عبارة عن نثرية شهرية.
إن ثبتت صحة الخبر او لم تثبُت فالاكيد القصر الجمهوري هو سكن للنشالين، و الحرامية، و اللصوص لثلاثة عقود، و لا يزال لديهم جيوب، و سراديب داخل قصر غوردون.
الادهى و الامر إلتقى "النشالين" بالعواطلية في القصر، و صفتهم مجلس السيادة الذي اصبح اكبر " ماسورة" في تاريخنا الحديث.
روج الإعلام الشعبوي المعطوب الذي غيب الشباب، و الثوار ايام إعتصام القيادة العامة بأن وظيفة المجلس تشريفية فقط، لا تتعدى إستقبال الرؤساء، و السفراء، و وداعهم.
خرجوا علينا بوثيقة دستورية عار سلمت كل مفاصل الدولة الحيوية للمجلس السيادي الذي يقوده بشكل فعلي البرهان، و حميدتي، اما بقية العواطلية المحسوبين علي الثورة إكتفوا بالعربات الفارهة، و النثريات الضخمة التي يحسدهم عليها لصوص القصر شركائهم القدامى في المأآل، و المصير القادم، الذي ذهب باللص المخلوع إلي كوبر بإذن الله، و إرادة الشعب، وبئس الخاتمة.
ثبتت صحة الخبر او لم تثبُت تُخصص لمكتب رئيس المجلس نثرية تُقدر بعشرة ملايين " بالقديم عشرة مليار"، و نائبه نصفها، و بقية العواطلية، و الشماسة مبلغ لا يقل بأي حال عن المليار، و نصف المليار جنيه.
بعد ثورة قامت ضد مظاهر الفساد، و الصرف العبثي، و إهدار المال العام تذهب كل هذه الاموال كنثريات لا تشمل إمتيازات اخرى اساسية مثل العربات الفارهة، و الوقود المجاني، و الصيانة، و السكن، و الاكل، والشرب، و الخدمات العلاجية.
كان يجب ان تقتصر نثريات مكاتب حكام ما بعد الثورة علي "الشاي الاحر" للضيوف، و تُعتمد الوجبات بما تأكله غالبية اهل السودان من عصيدة، و فول، و " حالتي صعبة" هي عبارة عن صحن بليلة عدسي عليها بصل، و ملح لتحل، محل الفول الذي اصبح عصياً، و إقترب من قائمة البرجوازية، اما الرغيف فنسينا شكله.
كان الاجدي ان يركب حكام الثورة ترحيل جماعي، و من يمتلك منهم عربة توفر له الدولة الوقود، و ان يسكنوا في بيوت عادية كبقية اهل السودان، بدل البيوت، و القصور التي تكلف صيانتها المليارات، و كل الشعب علي قارعة الطريق بين مطرقة الفقر، و سندان غلاء المعيشة، و المرض، و الكوارث.
كان اجدى ان تذهب هذه الاموال لشراء عربات مصفحة تحمي ابناءنا في جهاز الشرطة الذين يسهرون لحمايتنا، و يتعرضون للقتل نتيجة الإهمال، و عدم توفير سبل الحماية اللازمة التي تقيهم شرور اعداء الوطن، و الشعب، وتحفظ ارواحهم الغالية علينا.
كان الاجدى لحكام ما بعد الثورة ان يركبوا الفارهات، و التمتع بالنثريات، و السكن في القصور، بعد ان يعيش كل اهل السودان بكرامة إنسانية، و تختفي مظاهر الجوع، و الفقر، و المرض، و يبيت الجميع في سربه آمناً مطمئناً.
اخيراً نذكركم بامير المؤمنين عمر رضى الله عنه، الراحل قبل اربعة عشر قرناً، و لا تزال سيرته عطرة، فستذهبون اليوم او غداً، ستكون ذكراكم، و سيرتكم قذرة في صفحات تاريخ ثورة ناصعة، مباركة، ابهرت الاعداء قبل الاصدقاء.
الرحمة و المغفرة، و الجنة، و الخلود لأبنائنا شهداء الشرطة الذين قدموا حياتهم فداءً للوطن، و الواجب.
|
|