لماذا رفض علي محمود مقترحنا.. بقلم:د.أمل الكردفاني

لماذا رفض علي محمود مقترحنا.. بقلم:د.أمل الكردفاني


09-17-2020, 03:38 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1600353501&rn=0


Post: #1
Title: لماذا رفض علي محمود مقترحنا.. بقلم:د.أمل الكردفاني
Author: أمل الكردفاني
Date: 09-17-2020, 03:38 PM

03:38 PM September, 17 2020

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر




انقلب الجيش على البشير بعد أن فتح المنافذ للدخول إلى القيادة فتتدفقت الجماهير، مانحة الجيش تفويضها ليطيح بالبشير.
أدركت حينها الخطة الواضحة للجيش. فسارعت بكتابة مبادرة موقعة من المحامين والقانونيين، تطالب بتسليم الجيش السلطة للمحكمة الدستورية.
كنت أرى أن الجيش إذا تسلم السلطة، فلن نتمكن من مخاطبته إلا بلغته التي يفهمها وهي السلاح. أما مجموعة القحاطة، فقد كان شراء ذممهم، قد مضى شأواً بعيداً وأضحى معروفاً لكل المعتصمين بالقيادة.
كتبت المذكرة، وسلمتها لاحد المحامين للبدء في التوقيع عليها من قبل كافة القانونيين، لكنه عاد وقال بأن علي محمود حسنين حذرهم من القيام بالتوقيع على هذه المذكرة، لأن المحكمة الدستورية فاسدة وذراع كيزاني.
طبعاً كان تبريراً فطيراً جدا منه، والمبرر الأكثر منطقية هو الحسد، فمشكلة السياسيين الكبار، أنهم لا يسمحون لغيرهم بما لم يقوموا هم به. وأما المبرر الثاني فهو أن تسليم السلطة للمحكمة الدستورية، كان سيكون قطعاً للطريق أمام طموحات هؤلاء الرموز السياسيين، الذين يستفيدون من الفوضى أثناء الثورات. كانت الطموحات عالية لكل سياسي، مشهور أو مغمور. وقام الجيش بالتلاعب بالجميع. فلقد دعا الى مؤتمر (لكل القوى السياسية)، فتهافت الإنتهازيون السياسيون على المؤتمر، لأن الإعلام الإماراتي السعودي كان يدعم قحط دعما قوياً جداً وشعر الكثير من السياسيين بأن هناك تكويش وتمكين جديد قادم في الطريق، لذلك تهافتوا على مؤتمر الجيش، والغريب ان الجيش سفههم، فقد دخل كباشي وقال كلمة واحدة وغادر، بعدها سلط الشيوعيون صحفية، داخل المؤتمر، اثارت بلبلة وانتهى الامر بشجار الكراسي.
اللعبة كانت واضحة..
تحالف يساري عسكري..بدعم خليجي...
وقد نجح الإعلام القحطي في دفع طموحات الشعب لأقصى حدودها، مما جعلهم يرون في الثورة قحط، وفي قحط الثورة. وكان أي مساس بالقحاطة يعني مساسا بالثورة،. وهكذا استطاعت القوى الخارجية سواقة الشعب في الإتجاه المرغوب.
لقد رفض حسنين مذكرتي وحرض المحامين على رفضها بتسفيهها وتسخيفها، ولكنني لم أيأس فقدمت طعناً دستوريا (كارباً) طالبت فيه المحكمة باستلام السلطة وقد أوقع ذلك المحكمة الدستورية في ورطة...فلو حكمت المحكمة بتأييد طعني، لتم حل المحكمة نفسها، وربما هتفت الجماهير الغوغائية بعمالة المحكمة وكوزنتها. ولو حكمت ضدي لعازها الدليل وقصرت عن يدها البراهين والحجج.
كان إستلام المحكمة الدستورية، سيحقق تأمينا قانونياً للثورة. فحتى لو انحرفت المحكمة بسلطتها عن جادة الحق، لكانت مخاطبتها أسهل. فلغة القانون هي لغة عقل، أما مخاطبة الجيش فبلغة القوة. لقد كانت الغوغاء تصيح مدنياو، ويتبعهم انتهازيون عسكرياو، وأردنا ان نقول دستورية..بنطقها الصحيح غير الملتوي، والذي يشي عن جدية ومعرفة وعلم ومنهج لا غوغائية وهطل وبله. لكن الخراف عندما تصيح فلا سبيل إلا أن تصمت العنادل.
مات علي محمود حسنين إلى رحمة مولاه، وسيموت الصادق وسيتبعه البرهان، وستتبدل أجيال بأجيال. لا يسيرون إلا كما يسير الأعمى خطوة خطوة. لأن لكل منهم مأرب وهدف، ولا يتبع الناس الهدى إلا قليلا.