تــلك الدموع لا تبني الأوطان !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

تــلك الدموع لا تبني الأوطان !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد


09-13-2020, 08:38 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1599982738&rn=0


Post: #1
Title: تــلك الدموع لا تبني الأوطان !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 09-13-2020, 08:38 AM

08:38 AM September, 13 2020

سودانيز اون لاين
عمر عيسى محمد أحمد-أم درمان / السودان
مكتبتى
رابط مختصر



بسم الله الرحمن الرحيم

تــلك الدموع لا تبني الأوطان !!

الكل يجيد وصف الأحوال .. والكل يجيد الانتقادات .. والقائمة تطول بتلك الإرهاصات التي توجع الرؤوس .. ومليئة بتلك الأفكار الفلسفية الفارغة التي لا تبني البلاد .. وقد رحلت السنوات والسنوات دون فائدة في مسار السودان .. والحقائق في أرض الواقع تؤكد بأن أهل السودان يمارسون نفس تلك الخطوات العقيمة الواهية لما يشارف القرن من الزمان .. وهي تلك الخطوات التي لم تفد البلاد في يوم من الأيام .. ورغم تلك الإخفاقات التي تلاحق البلاد طوال السنوات بعد الاستقلال فإن أبناء السودان مازالوا يتعثرون في خطوات البناء والتعمير وإقامة تلك الدولة المتعافية من الأسقام والأمراض .. ولم يفكر هؤلاء أبناء السودان يوماً ليجلسوا حول طاولات الحوار والعقل لمعرفة أسباب ذلك الفشل المتلازم طوال السنوات .. وأهل العقول في هذه البلاد لا يبكون على ذلك الماضي الذي قد تولى ومضى بعيوبه تلك الكبيرة .. فتلك كانت وليدة تجارب ضرورية .. ولكن يبكون على تلك الاستمرارية البلهاء بنفس المنوال والوتيرة العقيمة !.

اللوم كل اللوم يقع على تلك النخب السودانية أصحاب الكفاءات الأكاديمية العالية من الأساتذة والدكاترة والبروفات ( إذا صحت التركيبة لجمع بروف ) .. فهؤلاء جميعاً لم يخدموا السودان إطلاقاً بكفاءاتهم وخبراتهم ومؤهلاتهم تلك .. ولم يخرجوا بالبلاد من دائرة التراجع والتخلف والتناحر في مرحلة من مراحل التجارب الماضية .. بل كانوا جميعاً بنفس المستوى في معدلات التخبط والفلسفات الفارغة التي يمارسها السواد الأعظم من أفراد الشعب السوداني .. وكانوا يفكرون دائماً بنفس ذلك المستوى المتواضع لأفراد المجتمع السوداني !.. وهو ذلك الإنسان العادي الذي لا يملك البعد العميق ولا يملك مقدرات التخطيط والبناء .. ذلك الإنسان العادي البسيط الذي لا يرى إلا تحت أقدامه .. وتلك الدول في العالم يتكفل في بناءها هؤلاء أصحاب تلك المؤهلات والكفاءات العالية .. فكم كان يفيد دولة السودان كثيراً لو أن هؤلاء الفطاحل والعباقرة من أبناء البلاد قد تكفلوا بالتخطيط والبناء بعيداً عن تدخلات هؤلاء الجهلاء من أبناء السودان .. وكان الأجدى بهؤلاء أهل الكفاءات والمهارات العالية أن يقيموا ورش عمل تخطط لمستقبل السودان الواعد الصاعد .. وذلك بعيداً عن تخبطات هؤلاء الجهلاء من الناس .. وكم كان يعجب الشعب السوداني لو أن هؤلاء أصحاب الكفاءات العليا قد تجردوا من ذلك التواضع السخيف الغير مستساغ .. وعملوا بعيداً عن ساحات التناحر والسقطات السياسية العقيمة .

إلى متى وذلك التخبط العشوائي في كافة المجالات .. فذلك التخبط العشوائي في مجال الاقتصاد لأكثر من ستين عاماً !. وذلك التخبط العشوائي في مجال التنمية والبناء لأكثر من ستين عاماً .. وذلك التخبط العشوائي في مجال الزراعة والصناعة لأكثر من ستين عاما !.. وذلك التخبط العشوائي في إدارة العملة والمال بالبلاد لأكثر من ستين عاماً .. وذلك التخبط العشوائي في مجال التصدير والاستيراد لأكثر من ستين عاماً !.. وذلك التخبط العشوائي في محاربة الفساد والمفسدين لأكثر من ستين عاماً .. وذلك التخبط العشوائي في مواجهة التهريب والمهربين لأكثر من ستين عاماً .. وذلك التخبط العشوائي في معالجة قضايا المناطق المهمشة لأكثر من ستين عاماً .. وذلك التخبط العشوائي في معالجة وإخماد تلك الفتن بين القبائل والأجناس السودانية لأكثر من ستين عاماً .. لقد بالغ أبناء السودان كثيراً وكثيراً في معدلات الإخفاقات والفشل .. وتلك المعدلات العالية لا يحدث مثلها إطلاقاً في دول العالم .. وهي تلك الدول التي تملك هؤلاء الأبناء الأفذاذ العقلاء الماهرين في كافة المجالات .. أما ( جمهورية السودان الديمقراطية ) فهي تلك الدولة الوحيدة في العالم التي تحمل الاسم ولا تحمل الحقيقة في جوهرها !! .. وبنفس القدر هي تلك الدولة الوحيدة في العالم التي يبنيها الأبناء بالدموع والتناحر والثرثرة باللسان !!.

لماذا لا يتقدم الصفوف جميع أبناء السودان .. ولماذا لا يجتهد هؤلاء وهؤلاء من أجل وحدة وبناء السودان ؟؟ .. لماذا لا يتقدم السيد ياسر عرمان لأجل وحدة وبناء السودان ؟؟ .. ولماذا لا يتقدم السيد جبريل إبراهيم لأجل وحدة وبناء السودان ؟؟ .. ولماذا لا يتقدم السيد عبد الواحد النور لأجل وحدة وبناء السودان ؟؟ .. ولماذا لا يتقدم السيد مناوي لأجل وحدة وبناء السودان ؟؟ .. ولماذا لا يتقدم السيد عبد العزيز الحلو لأجل وحدة وبناء السودان ؟؟ .. ولماذا لا يتقدم السيد مالك عقار لأجل وحدة وبناء السودان ؟؟ .. ولماذا لا يتقدم الآخرون الذين يحملون السلاح لأجل وحدة وبناء السودان ؟؟ .. وهل من الضروري أن يتواجدوا طوال السنين في تلك المواجهات والحروب ؟؟ .. وهل يكفي هؤلاء فقط أن يكونوا أصحاب أسماء شهيرة تعمل ليلاً ونهاراً في صنع الدموع في الأحداق ؟؟ .. إلى متى ويسعى هؤلاء من أجل الخراب والدمار والقتل في البلاد .. وأي ذنب جناه ذلك الشعب السوداني حتى يعاقب من هؤلاء وهؤلاء ؟؟ .. وهؤلاء الإخوة كانوا في الماضي يحاربون تلك الحكومات الديكتاتورية الظالمة .. واليوم نراهم بنفس المنوال والوتيرة يحاربون ذلك الشعب السوداني الطيب البريء الذي يمد لهم أيدي السلام !