أبطال المنافع والمظاهر والأوهام !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

أبطال المنافع والمظاهر والأوهام !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد


09-12-2020, 07:10 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1599891018&rn=0


Post: #1
Title: أبطال المنافع والمظاهر والأوهام !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 09-12-2020, 07:10 AM

بسم الله الرحمن الرحيم

أبطال المنافع والمظاهر والأوهام !!

قالوا لم نلتقي بكم في مواكب المظاهرات والاحتجاجات .. ولم نلتقي بكم في خيام الاعتصام والاعتكاف .. ولم نلتقي بكم عند لحظات الاصطدام والموت .. ولم نلتقي بكم عند لحظات الصرخات والصيحات .. ولم نلتقي بكم عند لحظات النجاح والإسقاط .. ولم نلتقي بكم في زمرة المعارضين للنظام في منبر من المنابر .. ولم نلتقي بكم في ميادين القتال في الجبهات .. ولم نلتقي بكم في صفوف الخبز والوقود والغاز .. ولم نلتقي بكم مع الواقفين في الهجير في انتظار المواصلات .. ولم نلتقي بكم يوماً مع الراكضين خلف الحافلات والباصات .. ولم نلتقي بكم يوماً مع الباكين في خيام البكاء والنحيب .. فمن أنتم يا هؤلاء المدعين يا من تملئون الساحات بالضجة والضجيج ؟؟ .. ومن أنتم يا هؤلاء الذين تمارسون تلك المناورات السياسية العقيمة في هذه الأيام ؟؟. ومن المضحك في الأمر أنكم تتحدثون الآن باسم الثورة والثوار !!.. ولم تكونوا يوماً في زمرة هؤلاء الثوار الأبطال !.. من أين جئتم وكيف تسلقتم تلك الأكتاف ؟؟ .. ولكن نعود ونقول أن الشعب السوداني متعود من قبل على ذلك النوع من التسلق على الأكتاف !!.. وكان يعرف مسبقاً بأن هنالك أقوام سوف ينتهزون تلك السانحة ليتسلقوا الأكتاف ويخطفوا البطولات من أيدي هؤلاء الغلابة من الناس .. وحينها سوف يدعون ويقولون بأنهم فوارس الساحة الذين أسقطوا النظام !.. وبعد ذلك سوف يمتطون تلك السروج زوراً وبهتاناً ليحتلوا المقدمة والقيادات ! .. وقد حدث ما كان متوقعاً من الشعب السوداني .

العارفون أصحاب التجارب السابقة من أبناء الشعب السوداني كانوا دائماً يناقشون ويحاورون هؤلاء في المعارضة السودانية ،، ويطلبون منهم أن يتقدموا الصفوف في حال إسقاط النظام .. وأن لا يحرضوا هؤلاء الغلابة من أبناء الشعب السوداني ليواجهوا الموت بتلك الصدور العارية كما يحدث كل مرة !! .. فتلك التجارب السابقة قد أثبتت بأن الغلابة من أبناء الشعب السوداني هم الذين دائماً وأبداً يواجهون الموت بتلك الصدور العارية عند الانتفاضات ثم يخرجون خالي الوفاض في نهاية المطاف .. ثم يأتي الآخرون ليحتلوا المكانات والمقدمات والمناصب .. وهؤلاء البعض قد تعود أن يحرض الغلابة الأبرياء من أبناء الشعب السوداني ثم يتوارى عن ساحات النضال والكفاح حتى تنتهي تلك المعارك .. ثم فجأة ينبري ليكون في المقدمة ويتسلق تلك الأكتاف .. ولكن مع الأسف الشديد فرغم تلك النصائح والتحذيرات فإن الذي جرى قد جرى !! .. وقد استشهد المئات والمئات من هؤلاء الغلابة الأبطال من أبناء الشعب السوداني الأبرار الأطهار .. والمؤسف حقاً أن هؤلاء الشهداء الأبطال الأبرار حتى هذه اللحظات لم ينالوا ذلك القصاص العادل الذي يريحهم في المراقد والقبور !.. وهؤلاء قد ضحوا بأنفسهم من أجل ذلك الوطن ومن أجل ذلك الشعب السوداني .. ومنذ رحيلهم للرفيق الأعلى وحتى هذه اللحظات لم يسمع الشعب السوداني بأن أحد أقرباء هؤلاء الشهداء الأبرار قد طالب بأن يكون رئيساً للبلاد !.. أو أن يكون وزيراً لأحدى الوزارات !!.. أو أن ينافس في مجال من مجالات السياسة .. فهؤلاء البسطاء من أبناء الشعب السوداني دائماً وأبداً يضحون ويعملون من أجل البلاد ومن أجل الشعب السوداني .. منتهى القمة في معاني التضحيات .. وذلك في الوقت الذي فيه يلاحظ الشعب السوداني أن الساحات تعج بهؤلاء طلاب المناصب وأهل المآرب السياسية .. وكذلك تعج بهؤلاء الذين يدعون البطولات زوراً وبهتاناً ويتحدثون باسم الثورة والثوار .

الآن نجد أن أغلب هؤلاء الذين يسيطرون على الأوضاع السياسية والمقاليد والمناصب في البلاد هم هؤلاء الذين كانوا يتوارون عند الجد والمحك .. ودون خجل أو حياء يدعون تلك البطولات الزائفة في الصحف وأجهزة الإعلام .. والصورة برمتها تضحك ( الغنماية ) !.. ويقال في الأمثال السودانية : ( عندما يقع الثور الهائج على الأرض تكثر تلك السكاكين !! ) .. وقد تبرأ هؤلاء الغلابة من أبناء الشعب السوداني من تلك الإدعاءات المظهرية الفارغة .. حيث أشغلتهم تلك الظروف الحياتية القاسية ،، يركضون حائرين يميناً وشمالاً لينالوا قسطاً من رمق يسكت الجوع والحاجة .. ولا يسعون إطلاقاً خلف تلك المظاهر والدعايات الفارغة التي تمجد الذات .. ولسان حالهم يقول : ( يا عجباً ويا عجباً من تلك المهازل التي تجري في هذه البلاد ! ) .