الآباء ينادون عند المحك ويشكرون عند الضرورة !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد

بسم الله الرحمن الرحيم

الآباء ينادون عند المحك ويشكرون عند الضرورة !!

صيحات الآباء وأولياء الأمور لم تكن من الفراغ .. وهم أحرص الناس على فلذات الأكباد .. وكان لابد من تلك الصيحات حتى تجري تلك الامتحانات في أجواء الاستطاعة والمقدرات .

لقد تابع الناس في كافة أرجاء السودان ذلك المؤتمر الصحفي عن امتحانات الشهادة السودانية لعام 2020 .. وقد أكدت تلك الجهات المسئولة بأن الامتحانات قائمة في موعدها بتاريخ الأحد القادم 13 سبتمبر الجاري .. ثم شاركت جهات أخرى في ذلك المؤتمر الصحفي وأكدت بأنها سوف تبذل غاية جهودها لتسهيل تلك الصعوبات التي يواجهها الطلاب والطالبات وأولياء الأمور .. وهي تلك الصعوبات الطارئة التي أوجدتها الطبيعة ،، بجانب تلك الظروف الحياتية القاسية أشد القسوة .. وقد تجلت بطولات أبناء الشعب السوداني بتلك الوقفات الرجولية العالية التي وعدوا بها في ذلك المؤتمر الصحفي .. حيث أن أطراف عديدة في أجهزة الدولة وغير أجهزة الدولة قد أبدت استعدادها لتقديم كافة الخدمات الضرورية لطلاب وطالبات الشهادة السودانية .. ومن تلك الخدمات الترحيل والإعاشة والمتابعة الحريصة ،، وذلك بالقدر الذي يسهل الخطوات أمام هؤلاء الطلاب والطالبات دون أن يحرموا من أداء تلك الامتحانات في مواعيدها .. ومن تلك الأطراف مؤسسة الجيش السوداني بإمكانياتها وطائراتها الحربية .. وقد أبدت استعدادها لمساعدة هؤلاء الطلاب والطالبات في أي موقع بالسودان .. وكذلك جهاز الشرطة السودانية قد أبدت استعدادها بأفرادها ومعداتها لتسهيل تلك الامتحانات .. بجانب وزارة الحكومات المحلية في كافة بقاع السودان ،، والتي قد التزمت بإعاشة هؤلاء الطلاب والطالبات أثناء فترة الامتحانات .. وكذلك فإن شركة المواصلات العامة قد التزمت بترحيل الطلاب والطالبات مجاناً داخل عاصمة البلاد .. والأمر الذي أفرح الطلاب والطالبات وأولياء الأمور كثيراً هو ذلك العمل البطولي من بعض أبناء السودان الأشاوس أصحاب السيارات الخاصة ،، حيث تبرع أعداد كبيرة من هؤلاء بترحيل الطلاب والطالبات بسياراتهم الخاصة داخل العاصمة من الشوارع الرئيسية إلى مراكز الامتحانات .. وقد أطلقوا شعار : ( أوصلني يا أخي ) .. والآباء وأولياء الأمور يرون أن تلك الوقفة عظيمة من هؤلاء أبناء السودان الأبرار .

الآباء وأولياء الأمور بجانب الطلاب والطالبات في كافة أرجاء السودان يشكرون تلك الجهات التي ضربت أروع البطولات والتعاضد .. وتلك الوقفة الجبارة من هؤلاء وهؤلاء قد أثبتت بأن السودان مازال بخير .. وأن أبناء الشعب السوداني مازالوا يمارسون تلك المروءة والشهامة عند الضرورة .. وهذا المقال هنا من الآباء وأولياء الأمور حتى لا يقول أحد أن الآباء وأولياء الأمور لا يجيدون إلا تلك الشكاوي في حال المحن والمحك ولا يجيدون ذلك التشكر والثناء عند الإحسان !! .. ولسان حال الآباء يقول : ( سمة النكران هي سمة اللئام من الناس ! ) والآباء ليسوا من هؤلاء اللئام .. وعليه فإن الآباء وأولياء الأمور يرقصون فرحاً وطرباً من تلك الوقفة الرجولية الشجاعة ،، ويقدمون تلك التشكرات والثناء لكافة تلك الأطراف التي وعدت بالمساعدات .. وذلك رغم أنهم يعيشون تلك الأحوال المتردية القاسية بكل القياسات كباقي أفراد المجتمع السوداني .. وتلك الدموع لا تفارق أحداقهم بأسباب تلك الويلات والأوجاع .. وحالهم كحال الأرملة التي تطلق الزغرودة لسبب من الأسباب وهي مازالت في حالة الحداد !