وزير (الغرق)..! بقلم:كمال الهِدي

وزير (الغرق)..! بقلم:كمال الهِدي


09-10-2020, 06:01 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1599714106&rn=0


Post: #1
Title: وزير (الغرق)..! بقلم:كمال الهِدي
Author: كمال الهدي
Date: 09-10-2020, 06:01 AM

06:01 AM September, 10 2020

سودانيز اون لاين
كمال الهدي-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



تأمُلات


[email protected]
أقصى ما أحلم به هو أن يصبح على صباح تطالع فيه عيناي ولو خبراً واحداً يدعو للغبطة والسرور لكي أكتب لأفراد هذا الشعب المسكين ما يعيد له الأمل في حياة صارت مليئة بالكدر والنكد والعذاب.
لكن كيف لنا أن نجد الفرح، أو نبشر بالأخبار المُحفزة ونحن نعيش في بلد يفتقر قادته ومسئولوه للحس الإنساني الذي يدفعهم للتعاطف مع أهلهم والسعي لحل ولو جزء يسير من مشاكلهم وأزماتهم المتلاحقة!
هل أحدثكم عن المسئول الذي يفترش الأرض وسط المتضررين من غضبة النيل متوهماً أنه بذلك يشاركهم أوجاعهم وآلامهم، بدلاً من أن يصدر قراراته الحاسمة والسريعة حتى توفر لهم الدولة المأوى والطعام والكساء والدواء!
هل أحدثكم عن وزيرة المالية التي تُكثر من التصريحات الخرقاء في الوقت الذي يحلق فيه الدولار عالياً ليبلغ حاجز الـ 240 جنيهاً!
أم أحدثكم عن قادة عسكريين لا هم لهم سوى إكتناز الأموال والبيع والشراء ونهب ثرواتنا بدلاً من الحفاظ على وحدة الوطن وسلامة أراضيه وحماية مواطنيه ومساعدتهم في أوقات الشدة!
أم أحدثكم عن وزير (الغرق)، أقصد وزير الري الذي يقول بلا أدنى حياء أن إجراءاتهم السليمة وتعاملهم الآمن مع السدود قد ساهم في تجنب كارثة كبيرة!
وبماذا يسمي سعادته ما نشاهده حالياً إن لم تكن هذه الكارثة بعينها!
كما يضيف الوزير الهمام لهمومنا وآلامنا هماً جديداً بقوله أن ما جري سببه تضييق مجرى النيل بالعمران والبناء على ضفافه، وكأن السودانيين قد شيدوا العمارات الشواهق على إمتداد النيلين خلال الشهر الفائت.
المواطنون يتحدثون عن (ثورة الوعي)، بينما يصر غالبية وزراء ومسئولو الحكومة الإنتقالية على تذكيرنا بوجع أن ما ضحى من أجله شهداؤنا الأبرار لم يتحقق بعد.
فحين نسمع مثل هذه التصريحات البائسة نحس بأن البشير ونظامه ما زالوا سادة هذا البلد.
يرى الكثيرون أن ما حل ببلدنا جزء بسيط من الأثار البيئية السالبة لمشروع سد النهضة الأثيوبي.
وبدلاً من تناول هذه الفرضيات بوضوح والرد عليها بطريقة علمية لشرح ما إذا كانت صحيحة أم لا، يتهرب وزراء حكومة الدكتور حمدوك عن المواجهة ليشنفوا آذاننا بكلام لا يدخل عقول الصغار.
هل تريدون مني أن أحدثكم عن مدير الشرطة وهو يذكرنا بتصريحات المخلوع وبقية المجرمين الذين رافقوه طوال فترة حكمه الجائر!
فقد توعدنا الفريق عز الدين الشيخ رافعاً أصبعه وهو يقول " نحن والله وسائل التواصل الإجتماعي البتعمل الفتنة دي والله من الليلة كونا لجنة أمنية وتيم متخصص يجي يقعد هنا ده في الخرطوم، أي زول يقول كلمة تقدح في النسيج الإجتماعي ده سواءً كان داخل السودان ولا برا السودان والله نجيبو.. والله أسمعوا قولة والله دي.. والله نجيبو ونحاسبو.. "
والمحزن أكثر هو تهليل وتكبير بعض مستمعيه لحديثه.
لم يجد الفريق من يقول له أن حكومته عجزت منذ البداية عن حسم المخربين والمتفلتين رغم وجود قانون مُصدق من المجلسين بحظر نشاط الفئة الباغية التي دمرت البلد وأفسدت حياة أهله.
لا مانع بالطبع في أي إجراءات للمحافظة على النسيج الإجتماعي وحمايته من الهتك، سيما في مثل ظروفنا الحالية.
لكن الشيء الأكيد أن ذلك لن يتحقق بـ (العنتريات) والتصريحات (المشاترة).
فقد سبقك يا سعادة الفريق الطاغية المخلوع بتحديد 28 ناشطاً وكاتباً يعيشون خارج الوطن وعد بإستعادتهم عبر الإنتربول لمحاكمتهم على تحريضهم ضد حكمه الفاسد.
فهل إرتجفنا خوفاً من تلك التصريحات، أو توقف أحد هؤلاء الـ 28 عن الكتابة أو التحريض ضد نظامه البغيض؟!
بالطبع لم يحدث ذلك.
كان من الممكن أن تحث الناس على الترابط والتماسك وعدم إفساح المجال للمخربين دونما تهديدات أو وعيد لو أدركت حقيقة أنك تتولى مسئولياتك ضمن حكومة ثورة ما كانت ممكنة لولا تضحيات وجسارة أسود وكنداكات هذا البلد.
إكتفيتم أعزائي القراء، أم أزيد آلامكم بتصريحات وزيرة التعليم العالي التي قالت فيها أن إستئناف الدراسة متروك لتقديرات إدارات الجامعات!!
ولا أعرف ماذا تُمثل إنتصار صغيرون وما هو دورها إذاً؟!
لِمَ لا تقول وزيرة تعليمنا العالي بكل وضوح أن أحد أهم أسباب (تطنيشهم) من فتح الجامعات هو أن أي رب أسرة سوف يكون مواجهاً بتوفير مبلغ 500 جنيه في اليوم على أقل تقدير لكل إبن يدرس بالجامعة، وهو رقم لا تقوى على توفير غالبية الأسر السودانية!
وهل أتت بكم حكومة الثورة لكي تهنأوا بالمناصب وتتمتعوا بإمتيازاتها نظير تعطيل حياة هذا الشعب!!
أم أضاعف عذاباتك عزيزي القاريء بتغريدات بعض سفلة وأرزقية نظام البشير التي عبروا فيه عن فرحتهم بالكارثة التي حلت بأهلنا وكأن هذا الفيضان من صنع الثوار الذين هتفوا للحرية والسلام والعدالة!
كبيرهم (لحماً وشحماً) حسين خوجلي ظن أنه (يوخزنا) بقوله " علمت مصادرنا أن مركزية القحاتة دعت لمليونية إدانة الفيضان، وأتهمت قيادات التجمع (الدولة العميقة) بأنها تقف وراء إستبداد النيل لإجهاض البنى التحتية لشعارات ديسمبر"، وفات عليه أن وخزته مردودة عليه تماماً.
فمن يُلاموا على تدني البنية التحتية الحقيقية هم إخوتك الأبالسة يا حسين خوجلي.
ومن كانوا سبباً في إفقار هذا الشعب وإجبار الكثير من مواطنيه على البناء الهش هم لصوص فئتكم الضالة.
ومن سمحوا للأثيوبيين بتجاهل مصالحنا وتهديد أمننا وإحتلال أرضنا وتشييد أضخم سدود العالم عليها هم السفلة الذين تنتمي لهم.
أفبعد كل هذا ما زلت تعد نفسك ذكياً ولماحاً لتتحفنا بمثل هذه (الوخزات) التي تنم عن حقد دفين على هذا الشعب الباسل الذي رفضكم وألقى بكم في سلال المهملات!
ولن أختم قبل الإشارة لبعض (الحرامية) الذين يدعون حرصاً زائفاً على البلد ويطالبون البرهان بتولى حُكمه.
من يسمع هؤلاء يظن أن السودان كان جنة وبلداً محترماً ومستقلاً طوال سنوات كبيرهم الذي علم البرهان ورفاقه السحر!!
إستحوا على وجوهكم أيها اللصوص فقد ملأتم هذا البلد فساداً وأضعتم هيبته وسط شعوب العالم وأدخلتموه في عنق الزجاجة.
لن نتوقع منكم صحوة ضمير، لكن ما نود تأكيده هو أن هذا الشعب لن يسمح إطلاقاً بما يدور في رؤوسكم الفارغة.
وختاماً أتمنى من مدير الشرطة أن يركز على صميم عمل قواته وأن يسعى لحسم تفلتات بعض شابات وشباب البلد المرتادين لشارع النيل حتى لا تسيء هذه الفئة القليلة لثورة ديسمبر العظيمة،بدلاً من التصريحات الجوفاء التي لا تقتل ذبابة.
فالمدنية لا تعني الفوضى ولا عبادة الشمس أو المبيت على ضفاف.
وأتساءل كيف ستساهم هذه القلة من شباب البلد في تحقيق شعار (حانبنيهو) وهم ينتظرون شروق الشمس على ضفاف هذا النيل الهائج بين اليوم والآخر!!