تذكرة لعلنا نتعلم من التاريخ وهو سيد العبر بقلم:محمود جودات.

تذكرة لعلنا نتعلم من التاريخ وهو سيد العبر بقلم:محمود جودات.


09-09-2020, 08:29 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1599679769&rn=0


Post: #1
Title: تذكرة لعلنا نتعلم من التاريخ وهو سيد العبر بقلم:محمود جودات.
Author: محمود جودات
Date: 09-09-2020, 08:29 PM

08:29 PM September, 09 2020

سودانيز اون لاين
محمود جودات-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر




إذا لم يتم تسليم البشير وكل المطلوبين الذين اجرموا في حق الشعب السوداني باسم الدين للعدالة الدولية فأن أزيال النظام الكيزاني ستظل تنشط وتنشر سمومها في عقول المواطنين وتنفتح شهيتها للحصول على السلطة مرة أخرى لتعيد الكرة مرة اخرى لطالما لم يتم عقابهم والإقتصاص منهم عن الجرائم التي ارتكبوها في حق الشعب السوداني لذلك لابد من تسليم الجناة وملاحقة كل اتباع النظام الكيزاني المجرم وتقديمهم للعدالة لانصاف إهالي الضحايا وتطهير الوطن من صنوف الإجرام السياسي .
يتشدق الكثيرون هذه الايام مضادين لفكرة التغيير المتمثل في إنهاء وجود السودان القديم بامراضه المؤذية، لأحداث تغيير بناء لقيام سودان جديد معافى من كل الامراض المزمنة ويتحدثون عن رفضهم للعلمانية بدون أن يجربوها ولقد جربنا نحن كشعب سوداني مشروعهم الحضاري الذي اودى بالسودان إلى الحضيض وتقدمت عنه كل الدول كانت متأخرة وبقي السودان كسيحا يعاني من حكم عقول مريضة تتحكم فيه وفي مصير شعبه .
يفضل بعضهم ويحب أن يعيش العلمانية في بلاد مثل اوربا وامريكا والدول المجاورة ويستمتع بحياته فيها ويفتخر بأنه يحمل جوازها، لكنه لا يريدها أن تطبق في وطنه على الرغم من انها لو طبقت في وطنه لكفته شرور الغربة والابتعاد عن أهله واستمتع بها أكثر بما فيها من سلام وامن ورخاء وتقدم لوطنه.
التا يخ يحدثنا بعد سقوط الخلافة العثمانية عام 1924م لم يعد هناك أمام مسلمين عادل يمكن أن يحتكم اليه المسلمين ويكون منصفا مطبقا لدين الله كما شرعه سبحانه وتعالى .
وبعد سقوط الخلافة العثمانية وهي امبراطورية إسلامية أسسها عثمان الأول بن ارطغرل في 27 يوليو 1299م واستمرت الى 600 سنة بعدها لم يعد هناك أمام بالصفات المشروطة، لقيام دولة اسلامية لذلك حكم معظم الدول التي كانت فيها الخلافة بقوانين وضعية حتى منبع الخلافة نفسها تركية اصبحت علمانية لانه من الصعب بل من المستحيل في هذا العصر يوجد أمام للمسلمين مثل ما كان في الماضي ولقد ظل المسلمين في اجتهاد سنين طويلة تحقيقا لفتوى قيام الدولة الإسلامية المشروطة بوجود الأمام العادل ولكنها عجزت ، و لقد اعتبر الماوردي في كتابه ،أحكام السلطان، ان اختيار الامام وإقامة الدولة الإسلامية فرض كفاية على المسلم لأن الأوضاع الإنسانية تغيرت منذ الحربين العالميتين ، فيما خالف اخرين هذا الراي وهم العلماء المعاصرين ابو الاعلى المودودي وتقي الدين النبهاني وحسن البناء وسيد قطب كلهم أجمعوا على أن اختيار الامام وقيام الدولة الإسلامية فرض عين وفي كلتا الحالتين لم تتحقق الامامة ولا الدولة الإسلامية في كل الدول العربية بسبب عدم توفر الشروط في الأمام العادل وانتشار امراض السلطة والسطوة والصراعات القبلية العنصرية وغيرها من الأطماع والثروة وقامت حركات إسلامية مسلحة في العديد من الدول العربية تحمل لواء الإسلام ومنها على سبيل المثال لا الحصر القاعدة والجهاد الإسلامي وداعش وغيرهم ويمكن اعتبار منظومة حكم الإخوان المسلمين في السودان واحد من أكثر التنظيمات الدموية الى يومنا هذا لقد سفك دماء المسلمين وغير المسلمين في السودان بكريقة بشعة وقدم الإسلام للعالم بابشع الصور عن الاديان السماوية وكل هذه الحركات ادعت انها تحارب من أجل عقيدة ولكنها هدمت الإنسانية وشوهت الدين وملأت الأرض دماء الضحايا من النساء والأطفال وشردت الالاف بل ملايين بل بعضها يحارب بعضهم لاختلاف المذاهب في حظيرة الاسلام الواحد والنبي والواحد تدور حروب طاحنة بين السنة والشيعة وهذه الحركات الإسلامية نالت الشارات العالمية في الإرهاب وسجلت في التاريخ على إنهاء تنظيمات إرهابية لفظاعة حروبهم ضد اهلهم أو مواطنيهم التي ظلت أشد فتكا من الحربين العالميتين وكأنه الدين وجد من أجل القتل والاغتصاب والسحل والخراب وتبدل من رحمة إلى نغمة .
فدعوة الذين يرفضون العلمانية مردود عليها في السنين الثلاثين التي حكم فيها الإسلاميين السودان وعاثوا فيه فساد ليس له مثيل في العالم ماذا قدموا له كوطن وشعب والذين ينادون بالعلمانية ليسوا كفارا ولا ملحدين بل معظمهم مسلمين ومسيحيين مؤمنين بالله فما الداعي غير أن اسلام الكيزان أخاف كل الناس واوشك الجيل الحالي أن يكفر بأي دين وأصبح واجب علينا كبشر نتوقف لاستعادة أنفاسنا ونستحضر انسانيتنا التي وهبها لنا الخالق وكرمنا بها وجعلنا مستخلفين في الأرض لنعمرها، العلمانية هي مطلب حياة وصون كرامة الإنسان وحفظ لعقائدهم فأن الله لن يحاسب الدولة التي تبسط العدل ولا الدولة التي تظلم يوم القيامة إنما يحاسب الإنسان بأعماله وبلد مثل السودان يجب ألا يخاف أهله على الدين لأنهم أسلموا لله بدون فتوحات أو غزوات فالدين عندهم محفوظ ولا يخاف عليه ولكن يخاف عليه من الذين يضجون في المنابر والأسافير وندوات التضليل أن يضيعه بالغلو الزائف نواصل.