Post: #1
Title: جواسيس الشيوعيين أثناء الثورة.. بقلم:د.أمل الكردفاني
Author: أمل الكردفاني
Date: 09-07-2020, 08:13 PM
08:13 PM September, 07 2020 سودانيز اون لاين أمل الكردفاني-القاهرة-مصر مكتبتى رابط مختصر
كانت تلك أيام عصيبة حقاً، إذ تمكن الشيوعيون من القفز على الثورة التي بدأناها ولم تتوقف، طبعاً، تمكن الشيوعيون عبر واجهتهم (تجمع الوهميين) المدعوم من الإمارات وقوش السيطرة على المشهد بالمال. واستمر اعتراضنا على ذلك التكويش، وحاولنا اللقاء بمحمد يوسف الذي زاغ وهرب من اجتماعنا به. استمر الشباب في ثورتهم، وهم يرفضون سواقة الثورة تجاه ما يحدث اليوم. لكن المال يغلب الأماني بثورة ناجحة. فلقد استطاع الشيوعيون زراعة آلاف الجواسيس في كل تجمعات الثوار المستقلين ولجان المقاومة ولجان الأحياء. تم استقطاب يساريين، وبعضهم محامين ، وبعض الصعاليك في الخليج، وصحفيين في الداخل، ويبدو أن الإمارات أنفقت آلاف الدولارات، فقد كان من السهل أن تجد الكثير من هؤلاء يتغير موقفهم بين عشية وضحاها. أدركنا حينئذ، أننا سنقاوم من هم أخطر من الكيزان. سنقاوم أجهزة تملك المليارات من الدولارات. وأن الثورة فشلت قبل أن تنتهي. اصر بعض الشباب على الاستمرار، وكانوا يقولون لي بأنهم قادرين على حماية ثورتهم. ولم أجادلهم كثيراً. لقد أدركت أنهم سيقفون أمام دول ورأسماليين، تحالفوا مع خونة الداخل من الشيوعيين أولا وقليل من اليساريين الآخرين ثانياً تحت رعاية صلاح قوش. في تلك الإزمة التقيت بالعديد من المجموعات الثورية، وبعض القيادات السياسية، ومجموعة من قوى الهامش. كنت اقرأ ما يحدث، لأعرف إلى أين نتجه. وأدركت أن ما سيحدث سيؤدي إلى وضع العسكر على سدة الحكم. وليست الطامة هنا، بل الطامة أن العسكر سيتحالفون مع حاضنة سياسية يسارية، ودعم خليجي. كانت الصورة سوداوية جداً، علمتني الحكمة من عدم معرفة الإنسان للغيب، فلو عرف الإنسان الغيب لحفر قبره ونام فيه. وكما توقعت تماماً، سقط الثوار شهداء، بعضهم تحدث عنهم إعلام الخونة واستغلهم ولا زال، والكثير منهم لا يعرف أحد مجرد اسمائهم. التقيت بالجرحى، والذين اصيبوا بعاهات مستديمة، وسارعت برفع طعن دستوري ضد العسكر. لوقف ذلك التحالف. لكن كان ذلك خوضاً ضد تيار الطوفان. لا شيء يقف أمام المال، ولا يمكن الاعتماد على الشعب، وأصبحت كجيفارا، الذي قيل أن من بلغ الأمريكان عنه راعٍ بائس، وجيفارا هو الذي كان يحاول تحرير ذلك البائس من بؤسه..فتم إعدام جيفارا نتيجة غبائه. في نفس الوقت كان هناك الإنتهازيون يصعدون فوق الجماجم. أحدهم قام الثوار بإخراجه من خيمته عندما بدأ هجوم الجيش على المعتصمين، وبالرغم من خروجه سليماً إلتقط لنفسه صورة ونشرها على وسائل التواصل ثم صار وزيراً. وسيدة أخرى، صورت تسجيل فيديو، وتم تعيينها. وحاولت امرأة، أن تحصل أيضاً على كعكتها، فطردت بعض المتظاهرين ضد الشيوعيين ووصفتهم بالكيزان...ثم اكتشف الناس أنها كانت من كوادر الحركة الإسلامية. أصبح الإنتهازيون، يصورون أنفسهم ليحصلوا على المناصب، وقبلهم نال العديد منهم أموالاً طائلة، وخرجنا نحن من المولد بلا حمص. لكننا على الأقل ظللنا صادقين مع أنفسنا. وكانت تلك تجربة غنية، فهمنا منها كيف أن علينا أن لا نفكر دائما كما كان جيفارا يفكر. وأدركنا أن فكرة الثورة نفسها ليست بالبساطة التي كنا نتصورها. وعرفنا معنى جملة (الثورة تأكل بنيها). لكن الأهم من كل ذلك.. أي أهم ما تعلمته مما حدث، هو أن العالم قد بدأ في التغير بالفعل. فالنظام العالمي الجديد، لم يعد مجرد مسمى لمشروع الحلم الأمريكي. بل أصبح واقعاً بالفعل. لم تكن قرارات ترامب المعادية للصين تقويضاً للصين، بل تقويضاً لحرية التجارة العالمية. انهارت منظمة التجارة العالمية الآن. ليس انهياراً مادياً ولكن إنهياراً عملياً، فأمريكا التي قوضت حرية التجارة الدولية، إنما كان ذلك منها إعلاناً لبدء السيطرة الفعلية على العالم. أوروبا نفسها تعرضت للقهر الأمريكي، لكن أوروبا لا تستطيع الإعتراض، لأنها طوال تاريخها اعتمدت على امريكا في النجاة من الدمار. والنظام العالمي الجديد لا يعترض على الدكتاتوريات، ولكنه سيغير من طبيعتها قليلاً، سيكون هناك دائما البرهان وسيكون معه دائماً حمدوك. كانت مصر أول من أدرك ذلك التغير، ولذلك أجرت مفاوضات مكثفة لتستقر على الوضع الراهن. ليبيا انهارت وكذلك اليمن والعراق ولبنان، والآن الجزائر تتجه لوضع قد يشابه وضعنا قليلاً. والمغرب تغلي من الداخل، واسرائيل نفسها غيرت من نظرياتها السابقة، وطرقت الحديد وهو ساخن، وبدأت في استغلال النظام العالمي الجديد لترسخ وجودها بسرعة. والضغط على الصين يستمر للتوقيع على اتفاق تكتفي فيه الصين بما حققته من نفوذ، فلا تحاول التمدد. مع وضع شروط للحد من قوتها التجارية عبر اتفاقيات الملكية الفكرية، ومنع الإغراق. والصين سترضخ إن آجلاً أم عاجلاً. كانت تلك الفترة العصيبة والمهيبة في نفس الوقت درساً جيداً لي شخصياً، وسوف تكون درساً للشعب مستقبلاً...لكن كلانا لن نستفيد مما تعلمناه بعد فوات الأوان.
|
Post: #2
Title: Re: جواسيس الشيوعيين أثناء الثورة.. بقلم:د.أمل
Author: عبدالله الشقليني
Date: 09-08-2020, 03:07 PM
Parent: #1
. I don't know what to write You write anything! I don't know what your rating. We even think you making statements No thoughts, science, or method.
|
|