Post: #1
Title: إعلان حالة الطوارئ في كل السودان.بين القصور والأهداف السياسية.. بقلم:د.أمل الكردفاني
Author: أمل الكردفاني
Date: 09-05-2020, 07:29 PM
07:29 PM September, 05 2020 سودانيز اون لاين أمل الكردفاني-القاهرة-مصر مكتبتى رابط مختصر
"بعد الشواف شاف، والعواف عاف" أعلنت حكومة نشطاء الشيوعيين الجويين، إعلان حالة الطوارئ في كل السودان بسبب الفيضانات. وطبعا عبر مجلس الأمن والدفاع، ومزيد من حماية حكومة الفاشلين الحُمر. بعد استياء شعبي وجماهيري عام هو وحده الذي بات يستحق إعلان حالة الطوارئ. وأنا هنا لا ألقي بالإتهام بالتقصير فقط على حكومة العسكرشيوعيين، بل كل الحكومات، كانت تفعل ما فعله هؤلاء الشيوعيون، وهو التركيز على افتعال قضايا وهمية، للتغطية على التسيب والإهمال والقصور. وأتذكر أن المتعافي عندما كان والياً للخرطوم، طرحت له شركة إيطالية القيام بمشروع شامل لتخطيط وتشييد مصارف للمياه والصرف الصحي، فما كان من هذا الأخير إلا أن قال ساخراً: عشان المطرة مطرتين دي ندفع ملايين الدولارات. ويأتي الخريف ويكلف الشعب ملايين أكثر من ملايين المتعافي وأرواح لا تقدر بثمن. لماذا يكرهون هذا الشعب؟ لماذا المسؤول السوداني، يحقد على الشعب؟ لماذا لا يبذل مجهود لخدمة الشعب لماذا يرى انه شعب لا يستحق؟ نعم..ربما كان الشعب لا يستحق، ولكن هذا ليس شغلك، فأنت لم تعين لتقييم الشعب إن كان يستحق أم لا. بل لخدمة الشعب حتى لو كان الشعب من أحفاد ابو لهب.. ويذهب الكيزان، فنخرج من حفرة، ثم يأتي الشيوعيون فنقع في دحديرة، والدحديرة غريقة، ولا قعر لها، والبلد تنهار، والدول الأخرى أصبح لديها عملاء من أصحاب المناصب..يوجهونهم يمين شمال وللخلف در. ومليشيات، وكل قائد مليشيا لديه جبل ذهب، يبيع منه للخواجات، والخواجات يشترون جبال الذهب واليورانيوم بسعر لا يحلمون به، والعساكر والحمدوكيين (إيد واحدة) ولذلك فهذه الإيد الواحد لا تصفق، بل تدمر وتخرب. وبعد أن فاض النيل وهاهو ينحسر، يعلن النشطاء الجويين حالة الطوارئ. هل أعلنوها لانتشال الجثث مثلاً، أم لأخذ سيلفي مع الخيران التي بدأت تجف أم لأخذ معونة من الدول ثم تختفي المعونات مثل ما اختفا ملايين كورونا التي دفعتها امريكا فتشاجروا عليها ايهم أولى بها...أم طوارئ لمنع الناس من المظاهرات التي ينسبونها للكيزان، والشعب أصبح متهماً بالكوزنة، كما كان أيام الكيزان متهماً بالشيوعية، وأصبح كل من يعبر عن رأيه يخرِجون له الصعاليق ليمارسوا إرهاباً بإسم الثورة، والثورة بريئة من إرهابهم هذا، ولو كانت المظاهرات للكيزان، لردوا على الصعاليق بالأسلحة والسواطير، ولبلغت الدماء الركب. وأحذر الشيوعيين من أن يفتحوا باب العنف هذا، فالكيزان هزمتهم السلمية، ومنتظرين دقسة تفتح لهم باب الدموية وهم أسياد الدموية. بعد أن مات العشرات في الفيضانات وهدمت مساكن وبيع ومساجد، جاءوا ليعلنوا حالة الطوارئ. فوهمة الكورونا انتهت وها هم يبحثون عن وهمة جديدة لتكميم الأفواه، وهاهم بدأوا في عمليات الاعتقال نفسها التي كانت قبل الثورة بمباركة من حمدوك وحمامه الغمران. يا للعنة.. يا لهذا البلد البائس.. يا حسرة على الشعب... ليس فيه ربانيون ينهون حكامه عن أكل السحت وقول الزور، وكلما جاءهم فاسق بنبأ لم يتبينوا بل عموا وصموا ثم عموا وصموا فهم كالأنعام أو أضل سبيلا. ويموت الناس في هذا البلد بلا دية، يموتون كما تموت البهائم، من لم يمت بالرصاص والتعذيب، مات بالفقر والمرض، ومن لم يمت بهما مات بالغرق..ومن لم يمت بكل ذلك عاش حياً ميتاً، وهو لا يعرف ماذا يكسب اليوم ولا غداً ولكن يعرف بأي أرض سيموت، وهم يوهمونه بطهور النسوان الذي سيريحه في الفراش غداً إن كان له طاقة للنساء، وبعلمانية تدخله جنات النعيم. وكأنما لم ننتهِ من تجار الدين، حتى جاءنا تجار اللا دين، وما بدلوا تبديلا. بل لهم الخزي أجمعين. سيهزمون وتذهب ريحهم، إن عاجلاً أم آجلا، كذلك كان الذين من قبلهم، أو لم ينظروا ما ترك الذين من قبلهم خلفهم، بئر معطلة وقصر مشيد. إعلان حالة طوارئ لأي شيء.. وهل فيضان النيل وأمطار الخريف لم يعرفوهما من قبل؟ وهل تنتظر الحكومة أن تحدث الكارثة، لتفكر بعد ذلك؟ في كل عام، تتهدم البيوت الأكثر وهناً من بيت العنكبوت بسبب الفقر. ولا تنهدم قصورهم، ويموت البلوريتاريا وليس البرجوازيين. فأين الشيوعيون من حبايبهم البلوريتاريا؟ أم أن البلوريتاريا، إحدى قصائد شاعر أنت يا مايو الخلاص، القصائد التي تكشف زيفهم كما كشف الشعب زيف المتأسلمين. فكلهم يملكون شعارات، يرفعونها، كما رفعها من قبلهم، وكلهم كذبة، ضالون مضلون. اين خطط حكومة الحمام الغمران المتعلقة بالبنية التحتية؟ اين خطط حكومة الجيش الأحمر المتعلقة بالإقتصاد؟ أين خطط النشطاء الجويين المتعلقة بالغذاء والصحة والتعليم... لا أتحدث عن الرفاهية كالثقافة والرياضة والفنون والأداب، والعدالة الإجتماعية التي تبرأ منها الشيوعيون كما تبرأوا من البيان الأول وركلوا روزا لوكسمبورج بعد ذلك بالشلوت.. لا أتحدث عن ذلك..بل أتحدث عن الحد الذي يميز بين الكلب والإنسان يا أصحاب دكتاتورية البلوريتاريا والتي تحولت لبلو ريتاريا، يعني بل الفقراء المستضعفين. وإنا لله وإنا إليه راجعون...بس نرجع متين...الوحا الوحا..العجل العجل...فقد بلغ السيل الحلقوم.
|
|