Post: #1
Title: عبدالعزيز الحلو والكلام المُر والخلق الوعر ؟ بقلم:ثروت قاسم
Author: ثروت قاسم
Date: 09-04-2020, 09:04 PM
09:04 PM September, 04 2020 سودانيز اون لاين ثروت قاسم- مكتبتى رابط مختصر
[email protected] في يوم الخميس 3 سبتمبر 2020، في أديس ابابا ، وقع الرئيس حمدوك ، ممثلاً للحكومة الإنتقالية ، والقائد عبدالعزيز الحلو ، ممثلاً للحركة الشعبية لتحرير السودان شمال ... وقعا على اتفاق مشترك ، وهما يبتسمان إبتسامات الرضا والنصر ، بما حققاه من نصر مبين ، فقد جاء نصر الله والفتح ، وجاء الحق وزهق الباطل ، إن الباطل كان زهوقاً ... أو كما آمن القائدان الوطنيان العظيمان . نحاول ، في النقاط التالية ، وفي عجالة ، لأهمية الموضوع ، التعليق على بعض البعض مما إحتواه الاتفاق المشترك ، ولا ندعي إمتلاك الحقيقة ، فهي مجرد إنطباعات من القراءة الاولية للإتفاق المشترك ...على الاقل لها أجر المحاولة . اولاً : قد نتفق ان الفهم الشعبي الشائع والشائه والسائد لتعبير ما ، أو لفكرة ما ، او لفلسفة ما ، او لممارسة ما ، او لموقف ما ... هذا الفهم الشعبي الشائع ، وإن كان مغلوطاً ومجافياً للحق والحقيقة ، ولكنك تجده متجذراً في الوعي الجمعي المجتمعي ، ولاغياً للفهم الصحيح ؛ ويصعب عليك بالتالي إبدال الفهم الصحيح المُفترى عليه ، مكان الفهم الشائع والمغلوط . ثانياً : ناخذ ثلاث أمثلة لتقريب الفهم ، قبل ان ندلج لما نحن بصدده من موضوع . واحد : يعتبر الفهم الشعبي الشائه والشائع خفض الطفلات إنه من الشريعة الاسلامية ، وإنه يحفظ شرف الطفلة ، ويحرم عليها الشهوة الجنسية حتى لا تقع في الرذيلة ، بالإضافة الى ضمان نظافتها الحسية والمعنوية . ويعتبر هذا الفهم الشعبي الشائع المغلوط ان الطفلة الغلفة عار على الاسرة ، خصوصاً وقد ادانت الآية 88 في سورة البقرة قلوب الكفار الغُلف ، الذين لعنهم الله بكفرهم ، فقليلاً ما يؤمنون : وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ ... فتجد البرفسور المحاضر في كلية الطب جامعة الخرطوم والمتخصص في امراض النساء والولادة ... تجد طفلاته مختونات وفرعونياً كمان . ببساطة لان هذا البروفسور ، الذي أضله الله على علم ، قد صار ، كبقية شعبه المتعلم والجاهل ، عبداً للفهم الشعبي الشائع المغلوط. وصدقني لن يفلح قرار السلطة الانتقالية بتجريم خفض الطفلات من إجتثاث هذه العادة الضارة الرذيلة التي تُسبب الموت والمعاناة والعذاب للفتاة ، وهي تلد ، وهي تحيض ، وهي تتواصل مع زوجها حبياً . ولكن ماذا تقول مع الفهم الشعبي السائد والشائع والشائه والمغلوط ؟ اتنين : تجمع الناس الفاهمة إن الفكرة الجمهورية اروع فكرة اتى بها انسان عظيم ، فهي تشرح في الرسالة الثانية قطعيات الوحي وصحيح السنة بمرجعيات القرن العشرين ، بدلاً من القرن السابع ، مستفيدة من التراكمات الإيجابية في شتى مناحي الحياة ، خلال ال 13 قرناً الماضية . والدليل والبرهان على بذاخة الفكرة إن الاخوان الجمهوريين ملائكة يدبون على الارض ... وبثمارها تعرفونها . لكن يقول لك الفهم الشعبي الشائع والسائد والمغلوط غير ذلك . ويصدق الناس الفهم الشائع المغلوط ؟ تلاتة : ويمكنك يا حبيب مد الخط على إستقامته بخصوص الشيوعيين السودانيين الذي لا يسرقون 99 قطعة الدباب كرتي ، ولا يقتلون ولا يعذبون ولا يرتكبون الإبادات الجماعية ، ولا يرتكبون الجرائم ضد الانسانية ، ولا يرتكبون جرائم الحرب ، كما فعل الاخونجية الابالسة طيلة الثلاثينية الظلماء . ويصدق بعض انصاف الجهلاء ان المتأسلمين أطهر من الشيوعيين ، نتيجة للفهم الشائع المغلوط ؟ ثالثاً : يشترط القائد الحلو في بياناته وتصريحاته ( علمانية الدولة ) كشرط للتطبيع وإلا فالإنفصال ... هكذا مرة واحدة . عندما يشرح القائد نفسه ، نكتشف ان فهمه لعلمانية الدولة يتطابق وقع الحافر على الحافر مع ( مدنية الدولة ) . في الفهم الشعبي الشائع والمغلوط إن العلمانية تعني الكفر والشرك والالحاد وقفل الجوامع والمساجد والسكر وإرتكاب الفاحشة والموبقات ... وبالتالي يستنكرها الشعب السوداني ، بل يرفضها . لا يعيش القائد الحلو في جزيرة روبنصون كروزو ، بل مع شعبه . فلماذا يستفز القائد الحلو مشاعر شعبه ، ويجبرهم على كراهيته والتبرؤ منه ، بإستعمال كلمة العلمانية بدلاً من المدنية ... والكلمتان كأحمد وحاج أحمد ... ثم المهم بل الاهم ليس الشعار بل الموضوع وما يعبر عنه الشعار ؟ نتمنى ان يقنع البطل صديق يوسف صديقه الحلو عندما يلقاه يوم السبت 5 سبتمبر 2020 في اديس ابابا ، بالتحلل من تعبير ( علمانية الدولة ) وإستبدالها بتعبير ( مدنية الدولة ) . تذكر يا حبيب إن الدولة المدنية في امريكا أتاحت لاوباما اسود اللون ، افريقي العنصر ، زنجي الإثنية ، ابن مسلم إسمه حسين ... أن يعتلي عرش امريكا لدورتين متتاليتين ؟ كما تذكر يا حبيب ان الدولة المدنية في امريكا تسمح ، بل تدعم مالياً ، عبدة البقرة ، وعبدة النار ، في بناء معابدهم ؟ رابعاً : احتوي الاتفاق المشترك على عدة تعابير ، تجعل محمد احمد يجفل ، بل يستعيذ بالله منها . الفهم الشعبي الشائع والمغلوط لتعبير ( فصل الدين عن الدولة) ، إنه كلمات الدلع للتبرؤ من الدين ، وان تكون الدولة الحادية لا تؤمن لا بالله ولا برسوله ، وان يتوقف العمل بالشريعة الاسلامية في المعاملات المجتمعية الاسرية من زواج وميراث وخلافه ، وأن يتم قفل اماكن العبادة كما حدث في الاتحاد السوفيتي الستاليني . وبالتالي يستفز هذا التعبير المشاعر الشعبية ، ويلعن الشعب السوداني الطيب القائد الحلو قائماً او قاعداً ، ومثله معه الشعوب في المنطقتين التي تؤمن بشعاراته الإلحادية ، أو كما يؤمن الشعب السوداني بإلحادية هكذا تعبير . لماذا ينفر القائد الحلو شعبه منه ؟ لماذا لا يشطب القائد الحلو هذا التعبير من قاموسه ، وينادي بدلاً منه بدولة المواطنة المتساوية في الحقوق والواجبات امام القانون ، بدون اي تمييز في اللون ، أوالعنصر ، أوالاثنية ، أوالدين ، أوالوضع الاجتماعي ، او المكان الجغرافي . دولة المواطنة تعني فصل الدين عن الدولة، كما تعني الموية الماء ، ومقبولة ومرحب بها من الشعب السوداني الذي يستهجن تعبير ( فصل الدين عن الدولة ) . نتمنى ان يقنع البطل صديق يوسف صديقه الحلو عندما يلقاه يوم السبت 5 سبتمبر 2020 في اديس ابابا ، بالتحلل من تعبير ( فصل الدين عن الدولة) ، وشطبه من الاتفاق المشترك ، وإستبداله بتعبير ( دولة المواطنة ) . خامساً : احتوي الاتفاق المشترك على تعبير (حق تقرير المصير) . الفهم الشعبي الشائع المغلوط لهذا التعبير ، إنه تهديد بالإنفصال ، وتقسيم السودان ، وفركشته ، كما فعلت الحركة الشعبية الأم ، برفعها لهذا الشعار الشيطاني . لماذا ينفر القائد الحلو شعبه منه ، برفع هذا الشعار الذي لا محل له من الإعراب في سودان الثورة ؟ ثم هل نسي القائد الحلو إن تعداد العرب في المنطقتين اكثر من الزرقة الذين يمثلهم القائد الحلو ؟ سادساً : احتوي الاتفاق المشترك على تعبير (الوضع الراهن الذي يشمل الحماية الذاتية ) . أكد القائد الحلو في اكثر من تصريح وبيان بأنه يقصد من التعبير المذكور اعلاه ، إحتفاظ حركته بجيشها لمدة لا تقل عن عشر سنوات بعد توقيع الاتفاق النهائي مع السلطة الانتقالية . إذا وافقت السلطة الانتقالية على هذا الشرط ، فسوف تُطالب به الجبهة الثورية ، وما في زول احسن من زول ؟ ويكون في السودان اكثر من جيش بولاءات مختلفة ، وهذا بالطبع مرفوض لكل ذي عينين ، بل كل من القى السمع وهو شهيد ؟ القائد الحلو يلعب بالنار ! ونظن ، وبعضه إثم ، إنه صار اراجوز تحركه اصابع المتشددين العنصريين المنكفئين في حركته ، الذي يحلمون بإستنساخ تجربة الحركة الشعبية الام في تقسيم السودان إلى قسمين . سابعاً : نستغرب كيف وافق الرئيس حمدوك على التوقيع على هذا البيان المشترك الذي يحتوي على عدة قنابل موقوتة ، ونتسآل هل شاور سعادته حاضنته السياسية ونعني تحالف قوى اعلان الحرية والتغيير ، وشركاءه العسكر في السلطة الانتقالية قبل التوقيع على هذا الاتفاق المشترك الملغوم ، ام كرر تجربة يناير 2020 في خطابه الى الامم المتحدة الذي اضطر لبلعه لاحقاً ؟ ثامناً : ندعو القائد الحلو عدم إستفزاز قادة الثورة بإتهامته الجزافية العشوائية في حادثة خور الورل ، فهؤلاء وهؤلاء هم الذين حاربوا نظام الاخونجية طيلة ثلاثنيته الظلماء ، ورفضوا المشاركة بالنص فيه ، كما شارك القائد الحلو فيه لمدة تجاوزت الستة سنوات ، كنائب لوالي ولاية جنوب كردفان ... وليس بالنص ؟ قال احدهم إن الأناسي ، إلا من عصم ربك ، أكثر مخلوقات الله خباثية ؟ وكفى بنا حاسبين .
|
|