انكشاف حقيقة العسكر .. ما وراء تسريبات قناة العربية عن انقلاب 89 (1) كتبه محمد سمنّور

انكشاف حقيقة العسكر .. ما وراء تسريبات قناة العربية عن انقلاب 89 (1) كتبه محمد سمنّور


09-03-2020, 04:06 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1599145600&rn=0


Post: #1
Title: انكشاف حقيقة العسكر .. ما وراء تسريبات قناة العربية عن انقلاب 89 (1) كتبه محمد سمنّور
Author: محمد سمنّور
Date: 09-03-2020, 04:06 PM

04:06 PM September, 03 2020

سودانيز اون لاين
محمد سمنّور-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



أفادات البشير التي سربتها قناة العربية في برنامجها الاسرار الكبرى للاخوان
يمكن أن تكشف لنا كيف تم انقلاب 89
بل كيف تتم الانقلابات العسكرية،
وتوضح لنا بعض المجهول عن علاقة العسكر بالحكم
تحدث البشير عن اتصال البعثيين به ايام انتفاضة أبريل،
وعن طلبهم منه الإنضمام إليهم،
وذكر أنه طرح عليهم أسئلته قائلا:

(طيب انا عندما استلم القيادة العامة وجهاز الأمن
واعتقل عمر محمد الطيب
معناها نفذت الإنقلاب كلو
وضعيتي شنو؟
اين مجلس الثورة؟
أين حكومتكم؟
أين برامجكم؟
لايمكنني المشاركة كأعمى)

طبعا ده كلام ملتق وملخبط
فقوله: (وضعيتي شنو؟) لا ينسجم مع قوله: (أين برامجكم أين حكومتكم)

حديث البشير هنا عن (وضعيته) ِ المقصود منه مركزه أو موقعه في السلطة
وذكر أنه قام (بافشال كل ذلك المخطط)
وطبعا هذا لأنه لم يكن يحصل علي (وضعية) مميزة
وهو هنا يفاخر بنفسه
انه ليس مغفل!

البعثيين أرادوا أن ينقلبوا علي نميري
بمنطق ما أخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة
وهذا ينطبق أيضا علي محاولة انقلابهم علي البشير سنة 90
ولكن البشير يعمم الكلام فيما بعد
حتي يوحي بأن البعثيين وغيرهم من الاحزاب
كانوا يودون الانقلاب حتي علي الحكومات الديمقراطية.
وذلك عندما قال:

(إذا ما كنا تحركنا بانقلاب الانقاذ 1989،
البعثيون جاهزون يستلموا، والشيوعيون جاهزون يستلموا،
لان حكومة الصادق المهدي حقيقة سقطت يوم مذكرة القوات المسلحة)

فحديثه عن البعثيين والشيوعيين وجاهزيتهم للانقلاب لا دليل عليه
أما أن حكومة الصادق سقطت فصحيح
وذلك لان مذكرة القوات كانت تعني أن القوات المسلحة قررت الانقلاب
وهي فقط تنتظر الوقت المناسب
فالمذكرة صادرة بإجماع الجيش
والانقلاب مُجمع عليه
فالسهولة التي تم بها الانقلاب توضح ذلك
فبمجرد ما قالوا للضابط المسؤول عن تأمين القيادة:
عندنا انقلاب وقايده عمر حسن رحب بهم وأدخلهم
وكذلك قوله أن ناس لا ينتمون لهم تعاونوا معهم
وهذا طبيعي لأنه انقلاب جيش علي ملكية فاشلين
كما يري العسكر
وطبعا أفهموا جميع قيادات الجيش أن هذا الانقلاب في صالح البلد

ومع ذلك فالانقلاب لابد له من حاضنة شعبية
ولكن البشير كان يريد وضعية مميزة لنفسه
ولذلك هو يريد تنظيم ضعيف نوعا
حتي يحصل علي نصيب الأسد
ووجد ضالته في الإسلاميين
البعثيين لم يكن ليجد عندهم تلك الوضعية المميزة
فعندما عرضوا عليه المشاركة..
وشرحوا له دوره باستلام القيادة وجهاز الأمن
واعتقال عمر محمد الطيب
ولم يكثروا معه الكلام
وكان هناك رتب أعلي ربما يري البعثيين أن لهم الحق في الوضعيات الأعلي
البشير اعتبر ذلك غير عادل
فالوضعيات يجب أن تتناسب مع المهام!

الكاتب الصحفي محمد عبد الماجد له رأي شبيه بما نقول،
اورده في مقال له بعنوان: (الأسرار التي لم يبح بها البشير!):
( السر الذي لم يبح به البشير او أباح به دون ان يدري
ان البشير كان يفاوض على (نسبته) في السلطة بمشاركاته في الانقلابات –
وهذا ليس غريباً على من كان يمارس (السمسرة) في العملات الصعبة وهو رئيس للجمهورية.
] البشير كان يساوم وهو في (الجيش) – كأنه شغال (ترحال) في (القوات المسلحة)!! –
جاء اليه البعثيون وطلبوا منه ان يستلم القيادة العامة وجهاز الامن
ويعتقل عمر محمد الطيب فقال لهم :
(أنا وضعيتي شنو بعد الانقلاب؟)
وهو يشير انه بهذا يكون قد فعل وقام بكل شيء في الانقلاب –
كان البشير فقط يبحث عن وضعيته (عاوز حقو)،
لذلك عندما لم يتفق معهم افشل مخططهم
ليأتي له الاسلاميون في 30 يونيو 89
فيمنحوه منصب قائد الانقلاب
ورئيس مجلس قيادة الثورة حسب تسميتهم)

انتهي كلام عبد الماجد
ولكننا نختلف معه في الجزء الاخير من كلامه
ان الاسلاميين هم الذين أتوا اليه!

استمع للبشير و تأمل في قوله:
(طيب انا عندما استلم القيادة العامة وجهاز الأمن
واعتقل عمر محمد الطيب
معناها نفذت الإنقلاب كلو
وضعيتي شنو؟)

كأنما البشير يريد أن يسخر من البعثيين
لأنهم استخفوا به آنذاك ولم يعطوه قدره
وكأنما هو يضحك عليهم الآن
ويقول لهم هانذا أحكم الآن حوالي ربع قرن.. وما ازال!
وفي نفس الوقت يوجه كلامه الي رفاقه في المؤتمر
وذلك بطريقة الكلام ليك يالمنطر عينيك
فهو يرجعهم الي نقطة البداية
وكيف أنه قام بكل مهام الانقلاب
وقدمه لهم علي طبق من ذهب
وأنه باع البعثيين من قبل لأنهم لم يعطوه (الوضعية) اللي هيّه
فالبشير يريد ان يفهّم القوم انه ليس مغفل
طبعا هذا كان في 2013
وكانت الأوضاع تزداد صعوبة بعد الانفصال
وكانت البعض يري بأن البشير دوره قد انتهي
فأراد أن يوضح لهم أن وضعيته خط احمر
لان هذا حقه ومجهوده!!!

الانقلاب اذن من صنيعة البشير و من وراءه الجيش
البشير كان (منتج) الانقلاب و (منفذه)
وكان من السهل تسويق الانقلاب والبحث عن حاضنة شعبية
الانقلابات إذن يصنعها العسكر ابتداء ثم يبحثوا لهم عن حاضنة
وما أكثر الانتهازيون الذين يقبلوا حضانتهم
والأحزاب إذن بريئة من صناعة الانقلابات (انتاجها)
الجبهجية لا يمكن ان (ينتجوا) انقلابا في 89
لان شعبيتهم كانت كبيرة وكانت متنامية
وهم يعرفون ان اي ديمقراطية ستأتي بهم،
ولكنهم انتهزوا الفرصة وكان تفكيرهم براقماتي
او عملا بالمثل:
ديار ابوك كان خربت شيل ليك فيها عود!
ولكنهم (خمّوا) كل العيدان!
ولذلك سنأخذ كلاما قديما علي محمل الجد،
انه مقال اللواء قلندر في صحيفة القوات المسلحة:
(هل هؤلاء الرجال جبهة؟)
نواصل