لماذا استقبل السودانيون اتفاق السلام بحماس فاتر بقلم:د.زاهد زيد

لماذا استقبل السودانيون اتفاق السلام بحماس فاتر بقلم:د.زاهد زيد


09-02-2020, 08:38 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1599075481&rn=0


Post: #1
Title: لماذا استقبل السودانيون اتفاق السلام بحماس فاتر بقلم:د.زاهد زيد
Author: زاهد زيد
Date: 09-02-2020, 08:38 PM

08:38 PM September, 02 2020

سودانيز اون لاين
زاهد زيد-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر




لعل هذه المرة نجد أنفسنا كمراقبين في حالة غريبة في ظاهرها ولو أن لها مسببات كثيرة .
الحالة التي أعنيها هي حالة المجتمع السوداني الذي لا أجد ما كان متوقعا منه من فرح واحتفال بالتوقيع على اتفاق السلام الذي وقعته ( بعض ) الحركات المسلحة مع الحكومة .
فالترحيب كان بحذر ليس من المكونات السياسية ، فهذه في الغالب لا تعبر عن كل المجتمع السوداني ولكن ، المتابع لحركة هذا المجتمع يرى ويلمس بوضوح نوعا من البرود ولا نقول الرفض ، ولكن عدم اعطاء الحدث ما كان مرجوا من الاحتفاء بعد ولادة الاتفاق بعملية قيصرية متعثرة .
ما كتبته الأستاذة سهير عبد الرحيم في صحيفة الانتباهة من مقال بعنوان " الفرحة المسيخة " يعبر عن مشاعر وآراء الكثيريين ، فقد ذكرت أنها لا تشعر بالفرحة التي يجب أن يفرحهها من يسمع بمثل هذا الاتفاق فهي في رأيها " فرحة مسيخة " .
والسبب كما قالت " هل شعرتم و قرأتم في تلك الإتفاقية ما يعزز شعوراً بأن تجار الحرب هؤلاء قلبهم على إنسان دارفور ، هل رأيتم في وجوههم أدنى شعور أو أحساس بقضية الإقليم ، والله أني رأيت بريق السلطة و حب النفوذ والمال لا غير . "
المشكلة اذا في أن الموقعين على الاتفاق ، ولكني أرى أن المشكلة أعمق من ذلك بكثير والكاتبة نفسها عبرت عن ذلك بقولها " قبل أن يجف مداد الإتفاقية …صدر بيان عن ما يسمى حركة العدل و المساواة الأصل تتبرأ فيه من الإتفاقية …. (عليكم الله أضحكوا ) أنه مسلسل لا ينتهي أسمه ( سرطان تفريخ الحركات المسلحة للمتاجرة بقضايا المواطنين البسطاء)
وقد تساءل غيري بكل براءة " هل ينهي هذا الاتفاق مسلسل تفريخ الحركات المسلحة ويعود الجميع لبناء الوطن ؟ أم أنه ما ان تنتهي حركة إلا لتفرخ غيرها ؟
مما يحزن المرء أن يشعر من أول وهلة غياب كثير من أطروحات الحركات المسلحة فيما يتعلق بقضايا الوطن الكبير السودان وانحصرت مطالباتهم في شيء آخر ليته كان إنسان دارفور . بل نشعر أن الأمر كله متعلق بالمناصب والتمكين الجهوي ، محاصصة تبدو واضحة للعيان . يبدو أننا كسودايين لا نفهم أي مشاركة في أي عمل إلا بضمان ما يخصني أو ما يخص حزبي أو جهتي ومن هم معي ؟ كم نأخذ ؟
لا أحد بالرغم من كل هذا يتمنى لهذا الاتفاق الفشل ، الجميع يتمنى له النجاح إلا الذي لا ينتمي لهذا البلد أو أصحاب الهوى والمصالح .
ولا نريد أن نتشاءم ، ويبدو أننا من كثرة ما شهدنا في العام المنصرم أصبحنا كالغريق الذي يتعلق بقشة ، أو من يحلم ويظل يكذب والواقع ويتمنى ان يستيقظ فيجد احلامه قد تحققت .
الله المستعان
على الهامش
ان تكون جوبا هي راعية هذا السلام يستدعي للذاكرة فورا المثال القائل فاقد الشيء لا يعطيه وهل تجني من الشوك العنب وفي مثلنا السوداني عريانة وتكسي في جاراتها أها دي جوبا ذاتها .