بتغشونا ليه..!! (2) بقلم:كمال الهِدي

بتغشونا ليه..!! (2) بقلم:كمال الهِدي


09-02-2020, 04:23 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1599060200&rn=0


Post: #1
Title: بتغشونا ليه..!! (2) بقلم:كمال الهِدي
Author: كمال الهدي
Date: 09-02-2020, 04:23 PM

04:23 PM September, 02 2020

سودانيز اون لاين
كمال الهدي-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



تأمُلات


[email protected] 

نواصل ما أنقطع من حديث في الجزء الأول من المقال الذي حمل العنوان أعلاه، وقد انتهينا في ذلك الجزء بمسألة الجنسيات السودانية الممنوحة للبعض بالتجنس.  
يحيرني كثيراً دعاة التكتم على المسائل المتعلقة بأمن مجتمعنا في ظل ثورة الوعي التي تحتاج منا لعمل كبير على أرض الواقع إن أردنا المحافظة عليها حقيقة. 
لكن الواقع يقول أن جهود التغييب تمضي على قدم وساق دون أن نمنح ذلك ما يستحقه من إهتمام. 
العديد من المسئولين يهدرون وقتاً ثميناً في قضايا تبدو إنصرافية، وفي ساعة الجد يهربون. 
لن أنسى ذلك اليوم الذي تمت فيه مناقشة واقع صحافتنا عبر فضائية سودانية 24. 
يومها كان من المفترض أن يتداخل وزير الإعلام مع المتحاورين عبر الهاتف، لكنه (تملص) عن المشاركة، فأضُطر مقدم البرنامج على الإعتذار بأنهم يواجهون صعوبة في التواصل مع الوزير!! 

لكننا شاهدنا فيصل يقضي وقتاً طويلاً بجوار لقمان ومذيعة بفضائية السودان مع البروف علي شمو في حديث حول الأستديو الرقمي الذي حمل إسمه كتكريم له.  
وقبل يومين انعقد منتدى سودانية 24 لمناقشة واقع اقتصادنا المتردي وسط تجاهل تام من الجهاز التنفيذي بالدولة. 
بالرغم من المشاركة الفاعلة للعديد من خبراء الإقتصاد الذين قال بعضهم كلاماً موجعاً وواجهوا الحقائق دون مواربة، إلا أن حكومتنا الإنتقالية لم تكن هناك. 
تخيل عزيزي القاريء حكومة الثورة التي ضحيت من أجلها لا تكلف نفسها ولو بإرسال مدير عام لحضور منتدى إقتصادي قدم خلاله بعض الأساتذة الأجلاء حلولاً جذرية لما نعانيه من أزمات!! 
وبالطبع لا يمكن أن تتوقع من حكومة تتجاهل لقاءاً هاماً يُعقد على بعد  كيلومترات معدودة من مقارها، أن تهتم بما طُرح فيه، أو أن تسعى لتبني الأفكار العملية والقابلة للتطبيق التي طُرحت فيه.  
أما نحن كمواطنيين يتغنون صباحاً و مساء بالمدنية وبشعارات الثورة العظيمة فلم نقم حتى اليوم بالدور المُناط بنا بالصورة المثلى.
دعكم من السياسة والإقتصاد وتعقيداتهما، فحتى في الرياضة وكرة القدم (الساهلة دي) لم تتغير مفاهيمنا ونظرتنا وسلوكياتنا التي أتاحت للكيزان الفاسدين الفرصة لكي يتلاعبوا بنا بعد إن استغلوا عاطفتنا تجاه أنديتنا أسوأ إستغلال. 
خذوا اللجنة المُعلن عنها مؤخراً لتسيير النشاط في نادي الهلال. 
فقد وجد الكثير من الأهلة أنفسهم مجبرين على أن يبصموا عليها بالعشرة نظراً لأن الكاردينال وشلته أوصلوا هذا النادي العريق للحضيض. 
أرادت جماهير الهلال الخلاص بأي طريقة من الكاردينال الذي لم يصغوا في البداية للأصوات المُحذرة منه ومن المحيطين به. 
لكن جماهير الهلال لم تعمل بما يكفي لتغيير ذلك الواقع حتى بعد أن أضاعوا وقتاً طويلاً لفهم ما بدا واضحاً منذ الوهلة الأولى. 
نحن هكذا دائماً، ننتظر كشعب الحلول من الآخرين وتلين عزيمتنا في أن نكون طرفاً أصيلاً وعنصراً حاسماً في هذه الحلول.  
المشجعون العاديون إكتفوا تاريخياً بمتابعة المباريات وتداول أخبار اللاعبين والمدربين وانتقاد الإداريين، دون السعي الجاد لإكتساب العضوية. 
والكثير من الصحفيين أسعدهم ذلك لأبعد مدى فأكثروا من السباب والشتائم لمزيد من الإلهاء وشغل الجماهير بما لا يفيد. 
ولم يكن موقف جُل هؤلاء الصحفيين أصيلاً من هذا الإداري أو ذاك، لكنها المتاجرة لا غير. 
وإلا لما تقلبوا في المواقف بين الإداريين والرؤساء المعاقبين كما تُقلب (الطعمية في إناء زيت يغلي).
قدامى اللاعبين وبحكم أوضاعهم الإقتصادية المزرية ظلوا دوماً تحت رهن إشارة إي إداري ولم يعبأوا كثيراً بمصالح النادي الذي منحهم الصيت والشهرة.
وبعض الأثرياء من الأهلة الأوفياء لكيانهم إكتفوا بالمشاهدة فقط خوفاً من سلاطة لسان بعض الصحفيين.
إذاً موقف الغالبية كان وما زال سلبياً. 
ولذلك عندما حانت الفرصة وترجل الكاردينال مغضوباً عليه من الكثيرين، شكى دكتور شداد من عدم وجود البديل الجاهز لتولي أمر لجنة التسيير. 
توفرت بعض البدائل لكنها لم تكن مقنعة للكثيرين، كما يبدو أنهم لم يظهروا جديتهم أمام إتحاد الكرة حتى يوكلوا لهم الأمر. 
وتجاه مثل هذا الفراغ كان من الطبيعي أن تقفز جهات أو مجموعات ما لإستغلال الموقف حتى وإن لم يعرف الناس لبعضهم علاقة سابقة بالهلال والكرة عموماً. 
والمؤسف أنه عندما بُشر الأهلة بمجموعة السوباط الذي يحوم حوله الكثير من اللغط، تجاوب الكثيرون مع المرشحين الجدد بحجة أنه لم تثبت إدانة رئيس المجموعة في جرائم محددة حتى اللحظة. 
وفات على هؤلاء أن حكومة الثورة لم تُحاسب حتى يومنا هذا من ثبتت جرائمهم وسفكهم لدماء السودانيين. 
فلماذا نضع أنفسنا وهلالنا موضع الشبهات! 
يبدون لي أن كل واحد فينا يقول في دواخله " ليس هناك مشكلة في أن يُمول نادينا بأي شكل، المهم أن تُحل مشاكل اللاعبين ونهنأ بفريق كرة يسعدنا" لكننا لا نملك الجرأة لإعلان ذلك صراحة.
في رأيي أن نفس موقف الأهلة السابق وقبولهم بالكاردينال والعشم فيمن لم يملك يتكرر الآن. 
إن سلمنا أنديتنا ومؤسساتنا التي تحظى بشعبية كبيرة لمن لم يتأكد بعضنا من تاريخهم ومدى إرتباطهم بنظام المخلوع، فكيف سنكمل هذه الثورة التي فقدنا من أجلها أرواحاً عزيزة؟! 
العاطفة غلبت في هذا الجانب. 
وما نظنه مجرد لعبة ليس كذلك، وإلا لما ركز شباب المؤتمر الوطني طويلاً مع هذا القطاع وجندوا له أقلاماً صارت أعلاماً فيما بعد دون أن ينتبه شعبنا لخطورة الأمر.  
والآن نستنسخ ذات الأخطاء بالرغم من حديثنا الدائم عن ثورة الوعي.  
أفضل مدخل لتعزيز عملية خلط وإرباك المشهد – سلوك يصر عليه البعض في حكومتنا الحكومة الإنتقالية – هو الرياضة وقطاع الشباب. 
لِمَ لا نطرح على أنفسنا السؤال الصعب: إذا كنا غير قادرين على التضحية بأبسط الأشياء فكيف لنا أن نبني هذا الوطن المثقل بالجراحات؟!
وفي الختام أقول لبعض (الواهمين) الذين يتخيلون أن بمقدورهم تخويف وإسكات بعض الأصوات الناقدة " كبروا عقولكم قليلاً " فمن لم تسكتهم الآلة الإعلامية والعسكرية والإمنية الضخمة لنظام المخلوع يستحيل أن تقدر عليهم أي قوة في الأرض، وسيجدون ألف طريقة لإيصال أصواتهم.  
فقد تعرض صاحبي لمضايقات من بعض المواقع، بسبب مواجهته لقضايا لا تحتمل التغافل المتعمد، لكن إن أُغلقت أمام أي قلم حُر منابر إعلامية بعينها فمن المؤكد أن بعض الشرفاء في مواقع أخرى سيفتحون له أبواباً غيرها. 
وحتى لو إنعدمت المنابر بالكامل فسوف تظل (هذه الأرض لنا) وسنقاتل من أجلها بالكلمة حتى لو أنتهى بنا الأمر للكتابة على جدران منازلنا.  
انتو مصرين تغشونا ليه!!