هؤلاء يريدون أن يواصلوا مشاوير الموت والدمار !! بقلم الكاتب / عمر عيسى محمد أحمد

هؤلاء يريدون أن يواصلوا مشاوير الموت والدمار !! بقلم الكاتب / عمر عيسى محمد أحمد


09-02-2020, 07:30 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1599028234&rn=0


Post: #1
Title: هؤلاء يريدون أن يواصلوا مشاوير الموت والدمار !! بقلم الكاتب / عمر عيسى محمد أحمد
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 09-02-2020, 07:30 AM

07:30 AM September, 02 2020

سودانيز اون لاين
عمر عيسى محمد أحمد-أم درمان / السودان
مكتبتى
رابط مختصر



بسم الله الرحمن الرحيم

هؤلاء يريدون أن يواصلوا مشاوير الموت والدمار !!

ذاك يحمل السلاح ويحارب بإصرار شديد لسنوات وسنوات .. ويدعي بأنه سوف لن يضع السلاح على الأرض حتى ينال المراد .. وهو يشترط تلك الشروط المستحيلة التي لن تكون على أرض الواقع في يوم من الأيام حتى قيام الساعة !.. وآخر بدوره يحمل السلاح ويواجه ذلك المتمرد الند بالند ويدعي بأنه لن يضع السلاح على الأرض ما دام الآخرون يحملون السلاح .. وأخر يحمل السلاح ويحارب ويدعي بأن من واجبه فرض الأمن والاستقرار في البلاد .. ثم حماية أرواح المواطنين الأبرياء من تلك الفئات المتمردة الفالتة .. تلك هي الصورة السائدة في السودان منذ لحظة الاستقلال .. والغباء ثم الغباء يكمن في تلك الأطراف التي تظن أنها سوف تنال مرادها في يوم من الأيام حين يرفع طرف من الأطراف ذلك العلم الأبيض ويعترف بالاستسلام ويقول لهؤلاء المتمردين لقد رضينا بشروطكم تلك المسبقة فتعالوا وأحكموا كما تريدون !! .. فطبعاً ذلك الأمر من سابع المستحيلات في هذا البلد أو في أي بلد آخر من بلاد العالم .. ولن يحدث مثل ذلك الأمر في هذه البلاد حتى ولو دامت تلك الحروب لسنوات وسنوات إلى ما لا نهاية .. والشعب السوداني قد تعود أن يواكب ويعايش تلك الحروب الأهلية والتمرد لدرجة الإدمان والغثيان .. وهي تلك الحروب الأهلية التي تدور لسنوات وسنوات .. والسواد الأعظم من أفراد الشعب السوداني ليس مع هؤلاء وليس مع هؤلاء في تلك الحروب الأهلية .. بل هو ذلك الشعب المجبور الذي يواكب أحكام الأقدار ويزاول حياته بطريقة عادية وطبيعية بذلك القدر المتاح .

تلك التجارب السابقة مع الحروب الأهلية لسنوات وسنوات قد أثبتت بأن أكثر الناس الذين يتضررون ويواجهون الويلات من تبعات تلك الحروب هم هؤلاء الذين يحملون السلاح ويواجهون الموت .. فهؤلاء في نهاية المطاف يجلبون لأنفسهم ولأهلهم ولديارهم ذلك الخراب والدمار .. والمصيبة الكبرى التي توجع أكباد الشعب السوداني أن الأبرياء من الناس في تلك المناطق المنكوبة هم الذين يفقدون الأرواح والحياة بغير جرم أو ذنب .. والأمر الذي يحير الألباب أن هؤلاء المتمردين الذين يفقدون بالموت أعز الناس إلى قلوبهم ووجدانهم من الأقارب والنساء والأطفال لا يتعظون من مرارة تلك المعارك الخائبة !! .. وإذا كانوا يملكون مثقال ذرة من تلك العقول الواعية المدركة لفكروا في تلك الحلول البديلة .. ولكن عقول هؤلاء تحتاج لمئات ومئات السنين حتى تجيد ذلك النوع من التوازن بين خيارات الأرباح والخسائر .. وحتى ذلك الحين ويتمكن هؤلاء من التفكير السليم فعلى الشعب السوداني أن يواكب ظاهرة الحروب الأهلية في البلاد .. وهؤلاء بالتأكيد سوف يرضخون لصوت العقل والتفكير السليم في يوم من الأيام .. والإنسان العاقل الفطن المثقف المدرك الواعي في أية دولة من دول العالم لا يمكن أن يحارب عشقاً في ذلك الموت والدمار !!.. ولا يمكن أن يحقق تلك الأمنيات والأحلام بقوة السلاح .. لأن ذلك الأمر من سابع المستحيلات في أي بلد من بلاد العالم .. ولذلك فإن العقلاء في أرجاء العالم دائماً يبحثون عن تلك البدائل التي تنجي وتنقذ الأحوال من حالات الموت والدمار .. والأبله فوق وجه الأرض هو ذلك الإنسان الذي يواصل نفس التجربة الفاشلة الخائبة حتى الممات .