قلب الحوت الأزرق بقلم:محمد حسن جبارة

01:43 PM August, 31 2020

سودانيز اون لاين
محمد حسن جبارة-السودان
مكتبتى
رابط مختصر

قلب حوت أزرق إجريت له عملية تلدين1 و تم تجهيزه للشحن في المانيا ليعرض في أحد المتاحف.
كارا جيامو نوفمبر /2019/27
ترجمة محمد حسن جبارة
إنّ حياة الحيتان الزرقاء تميل إلى المتناقضات. فهي تعيش داخل الماء ولكن تتنفس الهواء . و هائلة الحجم - أضخم المخلوقات التي عاشت على الإطلاق ، حسب علم الجميع - ولكنها تقتات بالكامل تقريباً على قشريات الكريل الصغيرة .
و تكشف الأبحاث الجديدة ، أن حتى القلب الضخم لهذا الحوت يقفز بين النقيضيْن. وفي دراسة نشرت مؤخراً في وقائع دورية الأكاديمية الوطنية للعلوم، قام فريق من الباحثين لأول مرة بتركيب جهاز تخطيط القلب على جسم حوت أزرق يغوص حراً لمتابعة معدل ضربات قلبه.
فوجدوا أن المعدل يتراوح بين ضربتين في الدقيقة في حده الأدنى و 37 في حده الأعلى .
. هذه الأرقام ترسم صورة لحيوان يتخطى حدود قدراته في كثير من الأحيان،و تبيّن أن الحوت ليس فقط الحيوان الأضخم على الإطلاق،ولكنه ربما يكون الأضخم الذي له دورة دموية .
لدراسة أسرار قلب الحوت الأزرق،قاد جيرمي جولدبوغين،عالم أحياء بحرية في جامعة ستانفورد،فريقاً قام بتركيب كأس امتصاص2 suction-cup)) لحوت أزرق في خليج مونتيري بولاية كلفورنيا. يحتوي الكأس على أقطاب ومستشعر لقياس الأعماق وجهاز تحديد المواقع.
ظل كأس الامتصاص على جسم الحوت لمدة ثمانية ساعات ونصف،وسجل بيانات من عدد من الغطسات قبل أن ينفصل من الحوت و يطفو للسطح. ومن ثم قام الباحثون بتعقب الكأس ومراجعة قراءاته.
هذه اللواصقtags) ) هي جزء من طقم تقنيات جعلت من السهل على الباحثين دراسة حياة الحيتان بدون التسبب في مضايقتها و إزعاجها أكثر من اللازم. قال دكتور جولدبوغين،عندما يتم تركيب اللاصق قد يشعر الحوت فقط بشيء يشبة الضربة على الكتف.
أظهرت البيانات أنه عندما يهبط الحوت إلى أسفل البحر،يهبط معدل ضربات قلبه أيضاً. في قاع البحر، يتراوح معدل ضربات القلب بين أربع إلى ثمان ضربات في الدقيقة. وفي بعض الأوقات،تهبط الضربات إلى اثنتين.
وبصفة عامة،فإن الاحتفاظ بنبض منخفض أثناء الغوص يجعل الثديات البحرية تحافظ على ما لديها من أكسجين،مما يمكنها من البقاء تحت الماء طويلاً. ويقول دكتور جولدبوغين ولكن هذا " منخفض بصورة تدعو للدهشة" – يقل كثيراً عن لــ 11 نبضة في الدقيقة التي كان يتوقعها العلماء. ويظل المعدل منخفض في حدود 8.5 نبضة في الدقيقة حتى عندما تكون الحيتان تلتهم في غذائها، وهي عملية تتطلب بذل الطاقة و الاندفاع نحو تجمعات قشريات الكريل.
ينسب دكتور جولدبوغين الفضل للقوس الأبهر المرن لدى الحوت الأزرق في القدرة على الاحتفاظ بــ 90% من الدم و إطلاقه ببطء حتى عندما لا يكون القلب ينبض بنشاط.
وبينما يرتفع الحوت عائداً للسطح،يأخذ معدل نبضات قلبه في الارتفاع مرة أخرى. وفي الوقت الذي يصل فيه إلى السطح ،يتحرك دمه بسرعة أكثر،ليتزود بالأكسجين استعداداً لقفزة الغوص القادمة.
وصل معدل ضربات قلب هذا الحوت إلى 37 نبضة في الدقيقة. قال دكتور جولدبوغين" هذا أسرع ما يمكن للقلب أن يبلغه"
هذه التحولات الخاطفة تحدث بسرعة عالية – أحياناً خلال دقيقة أو دقيقتين – و تتكرر مراراً.
إنها أشبه بمحاولتك الانتقال من كرسي وثير مباشرة إلى الركض بسرعة مرة بعد مرة. ويقول دكتور جولدبوغين" الحيتان تقوم بذلك طوال اليوم". مازال قلب الحوت الأزرق يحتفظ ببعض الأسرار.
قال " سيكون من المثير للاهتمام أن نعرف كيف يتحكم الجهاز العصبي للحوت في هذه التغيرات السريعة في معدل ضربات القلب"
ترافيس هورتون ، أستاذ مشارك في جامعة كانتربيري في كرايستشيرش ، نيوزيلندا ، والذي لم يشارك في الدراسة ولكنه أجرى تحقيقاته الخاصة لمعدلات ضربات قلب الحيتان الحدباء باستخدام طائرات مسيّرة و الأشعة دون الحمراء ،قال " سيكون من المثير للاهتمام أن نعرف كيف يتحكم الجهاز العصبي للحوت في هذه التغيرات السريعة في معدل ضربات القلب".
ويأمل دكتور جولدبوغون و فريقه في سبر أعماق أبعد. وقال" حيتان العنبر وحيتان المنقار، - بعض هذه الأنواع يمكنها الغوص لمدة ساعة أو أكثر". وأضاف " نرغب في معرفة ماذا تفعل قلوب هذه الحيتان".
المصدر: صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية بتاريخ 27/11/2019 م وقد نشر المقال باسم
Blue Whale Hearts May Beat Only Twice a Minute During a Dive
هوامش:
-1التلدين: plastination هو تقنية تستخدم في التشريح للحفاظ على الجثث أو لأجزاء الجسم. يتم استبدال المياه والدهون بمواد بلاستيكية معينة، وذلك للسماح للعينات القابلة للمس بعدم التحلل أو التعفن، وحتى الحفاظ على خصائص الشكل الأصلي.
2 – كأس يتم تثبيته على الأسطح بواسطة التفريق الهوائي.