النيل الأزرق يضحك على دول المنبع والمصب !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

النيل الأزرق يضحك على دول المنبع والمصب !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد


08-31-2020, 06:53 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1598853186&rn=0


Post: #1
Title: النيل الأزرق يضحك على دول المنبع والمصب !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 08-31-2020, 06:53 AM

06:53 AM August, 31 2020

سودانيز اون لاين
عمر عيسى محمد أحمد-أم درمان / السودان
مكتبتى
رابط مختصر



بسم الله الرحمن الرحيم

النيل الأزرق يضحك على دول المنبع والمصب !!

( الأزرق ) يظهر العنفوان والشدة في هذه الأيام ويفضح تلك الدول التي تجادل الطبيعة .. ويبدو أنه قد فاض غيظاً من شدة الغضب !! .. وهو ذلك الغضب الشديد الذي جعله يتحدى جهارا ونهاراً ذلك الإنسان القزم الذي يتدخل كالعادة ويتطفل .. والنيل الأزرق في هذه الأيام يسخر بشدة من تلك المحاولات والحوارات العبثية التي تدور بين تلك الدول الثلاثة .. ويبدو أن تلك الدول تتوهم في تلك القياسات البشرية التي تخيف بتلك الفرضيات المستقبلية .. والإنسان بطبعه يضع لنفسه حجماً فوق المعدلات الحقيقية .. وتلك الدول قد اجتهدت ثم راعت وخافت من تلك القياسات والفرضيات البشرية في مستقبل الأيام .. ولكنها لم تراعي وتخاف من فرضيات ذلك النيل الجبار .. ولم تأخذ رأي ( النيل ) في تلك القياسات والسدود .. ولسان حال النيل الأزرق يقول لهؤلاء في الدول الثلاثة : ( أروني ماذا تستطيعون من المواجهات في حالات غضبتي وفورتي وأنا ذلك الملك الجبار ؟؟ ) .. تلك السدود قد تحجب قدراً من المياه يقاس ويحسب ،، ولكنها بالتأكيد تعجز عن حجب تلك الكميات الهائلة من المياه عندما تنهمر السماء مدراراً .. وحينها يتجلى ذلك الحد لتدخل الإنسان في مشيئة الواحد القهار .. فالإنسان هو ذلك الجدل الهزيل الضعيف الذي يدعي ما ليس في الإمكان ،، فهو ذلك المتفلسف الذي يمتطي الألسن فرساً ليفوز في حلبات السباق .

العاقل المتفحص الذي يقف اليوم عند شاطئ من شواطئ النيل الأزرق يتيقن الفرق بين زقزقة الأقزام وبين قوة العمالقة !! .. ثم يضحك في أعماقه من مهازل الإنسان .. ويتعجب من مقدرات الخالق الخلاق .. وحينها يردد في أعماق نفسه ويقول : فليبنوا تلك المئات والمئات من السدود .. وليجتمعوا تلك المئات والمئات من المرات .. فليتحاورا تلك المئات والمئات من الحوارات .. فتلك الأنهار تجري منذ آلاف السنين دون أن تبالي إطلاقاً بصيحات وتدخلات ذلك الإنسان .. تتدفق متى تشاء ،، وتمسك متى تشاء ،، وتفيض متى تشاء ،، وتهادن متى تشاء .. وتثور متى تشاء .. وذلك الإنسان مخلوق ضعيف ولا يملك إلا ذلك الإدعاء .. والتاريخ يؤكد كيف أن ذلك الإنسان كان ومازال يتطاول ويدعي السيطرة على تلك الأنهار وهو أضعف من تلك السيطرة ألف مليون مرة .. فهو ذلك الكائن الضعيف الذي لا يملك إلا ذلك اللسان الفصيح .. كائن بأعماره تلك القصيرة .. يقضي تلك الأعمار ثم يرحل عن هذه الدنيا وتلك الأنهار مازالت تمارس عنفوانها ومناسكها دون أن تلتفت لصرخات الأقزام .. ولقد ناد أحد الجبابرة في ذات يوم وقال : ( أليست لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي ؟؟ ) .. ورغم ذلك فإن ذلك المنادي لم يجلب لنفسه الخلود ،، بل رحل عن هذه الدنيا وتلك الأنهار مازالت تجري وتمارس مناسك القوة والعزة .. وهي تلك الأنهار التي تنفذ مشيئة الواحد القهار .. ولا تبالي إطلاقاً بهرطقات ذلك الإنسان !