هناك يَعلَقون وهنا يُقتلون بقلم:كمال الهِدي

هناك يَعلَقون وهنا يُقتلون بقلم:كمال الهِدي


08-28-2020, 08:44 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1598643858&rn=0


Post: #1
Title: هناك يَعلَقون وهنا يُقتلون بقلم:كمال الهِدي
Author: كمال الهدي
Date: 08-28-2020, 08:44 PM

08:44 PM August, 28 2020

سودانيز اون لاين
كمال الهدي-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



تأمُلات


[email protected]
حدثني الصديق كابتن الطاهر هواري الذي زار القاهرة مؤخراً عن معاناة الكثير من أهلنا السودانيين الذين يزورون مصر بغرض الإستشفاء.
سافر الكثيرون منهم إلى هناك عبر الحافلات وتسكن غالبيتهم بمنطقة الفيصل في الهرم في شقق غير صالحة للإستخدام البشري حسب وصفه.
ومن هناك تبدأ جولات البحث عن الطبيب المُعالج وغالباً ما تتراوح قيمة الكشف ما بين 250 إلى 600 جنيه مصري، وهو ليس بالمبلغ الزهيد لذوي القدرة المالية المحدودة.
وبعد كل العنت الذي يواجهونه هناك تزيد عليهم وزارة الصحة السودانية عبئاً إضافياً بطلب فحص الـ PCR للتأكد من خلو جسم العائد للبلد من مرض الكورونا اللعين.
و يكلف الفحص المذكور مائة دولار للشخص، علماً بأن بعض العائلات السودانية غادرت إلى مصر برفقة أطفالها.
فمن أين لهم توفير مبالغ قد تصل إلى 700 دولار أو أكثر لإجراء الفحص يا حكومتنا الإنتقالية؟!
إن لم تكن الحكومة قادرة على تقديم العون المادي اللازم عبر سفاراتها بالخارج فليس أقل من أن تخفف على هؤلاء النفر إجراءات العودة لوطنهم.
وعلى فكرة فحص الـ PCR ليس إجبارياً في الكثير من بلدان العالم.
وبتجربة شخصية لي هنا في مسقط فقد تمكنت من إعادة إبني الذي يدرس ببولندا بعد ترتيبات مُحددة مع وزارة الخارجية العمانية نظراً لأن مطار مسقط لم يُفتح بشكل رسمي أمام حركة المسافرين.
إلا أن هذه الإجراءات لم تتضمن إطلاقاً فحص الـ PCR.
كل المطلوب من أي شخص يعود للسلطنة هو أن يلتزم بالحجر المنزلي لمدة إسبوعين يتوجه بعدها لأقرب مركز صحي لختم شهادة تُمنح له في المطار لحظة وصوله.
فلماذا تفرض وزارتنا هذا الشرط التعجيزي على من أجبرهم الإهمال وعدم توفر الخدمات الطبية والدواء على السفر لمصر من بلدان العالم بحثاً عن العلاج!!
والأمر قطعاً لا يقتصر على العالقين بمصر.
فقبل يومين سمعت صرخات السودانيين العالقين بالهند أيضاً عبر إحدى القنوات الفضائية.
وقد بلغ الأمر بهؤلاء أن فكر بعضهم في الانتحار نسبة للظروف بالغة السوء التي عاشوها.
ولك أن تتخيل عزيزي المسئول، وتضع نفسك في مكان مواطن سوداني سافر لمصر أو الهند أو غيرهما من بلدان العالم وبحوزته مبلغ يكفيه لأسبوعين أو ثلاثة على الأكثر ليجد نفسه مجبراً على الإقامة هناك لأشهر!
فمن أين سيوفر المال الذي يعنيه على تكاليف السكن والإعاشة؟!
إما إن يصبح (حاوياً) أو يسأل الناس لكي يعيش.
فهل ترضى حكومة الثورة لمواطنيها مثل هذه المهانة!!
أتمنى ألا تستمر الحكومة في (تطنيشها) إزاء معاناة هؤلاء المواطنين، وأن تجد لهم حلاً سريعاً يضمن لهم العودة الآمنة لبلدهم.
والأمر برمته يحتاج للتنظيم في مقبل الأيام ويفترض ألا تُفتح المعابر لكل الراغبين في السفر دون التأكد مما سيواجهونه هناك، وبعد أن (يتورطوا) في الوجهات التي يقصدونها توصد أمامهم حكومتنا أبواب العودة.
المسافر بمفرده غير الذي يصطحب معه صغاره، ولابد من توفر القدرة المالية التي تجنبهم هذه الأوضاع المزرية، وده برضو شغل الحكومة.
الشرق إلى أين؟!
ما زال شرقنا الحبيب مشتعلاً.
حتى أسواقه التي تعود الناس على زيارتها لشراء إحتياجاتهم صارت أرضاً للمعارك والإقتتال.
(الشرق ما ناقص أصلاً) حتى تزيد الحكومة الإنتقالية وقوى الحرية والتغيير نيرانه إشتعالاً بتعيين والِ من إحدى قبائل المنطقة.
إستمر هذا الوضع المرعب لأكثر من شهر ونصف ولم نشعر حتى اللحظة بأن الحكومة تعي وتقدر حجم الكارثة التي يمكن أن تحل بهذا الجزء العزيز من الوطن وبالسودان عموماً.
عينوا صالح عمار كوالِ لكسلا فرفضه الكثيرون وبدأت الاحتجاجات الواسعة والعنيفة، ودخلنا مرحلة الاستقطاب.
فبالأمس كانت معركة السوق بعد أن سير مؤيدو عمار مواكبهم.
ولا ندري ماذا سنشهد اليوم مع إصرار المعارضين لتعيينه على تسيير مواكب شبيهة.
هذا الوضع ينذر بخطر داهم.
وإن استمرت الأمور على ما هي عليه فسوف ينفجر الوضع وربما ينتهي بحرب أهلية تهدد وحدة وتماسك السودان برمته.
فهل ستسعد حكومتنا الإنتقالية بمثل هذا!
لماذا تهمل الحكومة شرق البلاد، ولمصلحة من يحدث هذا؟!
مثلما أشدنا أمس الأول بالموقف الموحد للحكومة وحاضنتها السياسية من مسألة التطبيع مع إسرائيل كنا نتوقع أن يتحرك الجميع لتقديم حل عاجل ونهائي لمشكلة الشرق قبل أن تستفحل أكثر.
تابعت أمس الأول حلقة من دائرة الحدث، سمعت خلالها ناشطاً سياسياً وإجتماعياً عائداً لتوه من بورتسودان يقدم حلاً عملياً كان من المفترض أن تلجأ له قوى الحرية والتغيير والحكومة منذ البداية.
طالب الناشط نور الحكومة بأن تقيل واليي البحر الأحمر وكسلا، وأن تستعيض عنهما بواليين من مناطق السودان الأخرى.
صعبة دي يا حكومة!!
أم أنكم تريدون للبلد أن يتشظى ويتشرذم لينال منه كل جارِ ما يريده!!
الحل سهل وغير مكلف فلماذا تصر قوى الحرية والحكومة على تعيين عمار بحجة صون هيبة الحكومة!
عن أي هيبة تتحدثون والحكومة غير قادرة على توفير لقمة عيش مواطنيها وتقف عاجزة عن أداء الكثير من المهام المنوطة بها!
الهيبة دي وقفت على تعيين صالح عمار بس يعني!!
اتقوا الله في أهلكم وبلدكم وتذكروا ذلك اليوم المشهود، يوم لا ظل إلا ظله، ففيه لن ينفعكم سوى عملكم الصالح وتفانيكم في خدمة مواطنيكم والمحافظة على أوطانكم، وأعيدوا الأمور لنصابها الصحيح بأسرع ما تيسر.