الرفع قبل الدفع بقلم:د.أمل الكردفاني

الرفع قبل الدفع بقلم:د.أمل الكردفاني


08-26-2020, 03:21 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1598451670&rn=0


Post: #1
Title: الرفع قبل الدفع بقلم:د.أمل الكردفاني
Author: أمل الكردفاني
Date: 08-26-2020, 03:21 PM

03:21 PM August, 26 2020

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر




مزيد من إبتزاز أمريكا لشعب السودان بحجة رفعه من لائحة الإرهاب. والسيد حمدوك يدفع ويدفع ويدفع.. الآن قرابة نصف مليار سيتم دفعها للخواجات، لماذا؟ لكي يتم (مناقشة) رفع السودان من لائحة الإرهاب..ذلك أن هناك إجراءات كثيرة قبل الرفع، وحمدوك لا يتعلم حتى من لغة سوق الميامس، ولا يستطيع أن يقول الرفع قبل الدفع.
العلاقات مع المجتمع الدولي بهذه الطريقة الساذجة والسطحية استمرت منذ الاستقلال، مع الدول العربية وغير العربية، ويتم نهب ثروات الدولة جراء عدم التعامل مع العالم بشكل مؤسسي.
ما يقوم به حمدوك بل وحتى البرهان، هو تصرفات شخصية وليست مؤسسية ولا تصدر من رجال دولة. إذا كانت إسرائيل تريد رفع إسمها من قائمة الدول المحظور الإعتراف بها عربياً، فهذا يعني أن نتعامل مع إسرائيل بشكل مؤسسي، كممثلين لدولة ذات سيادة، أي أن نتفاوض لتدفع إسرائيل قبل الرفع. وإذا كنا سندفع لأمريكا لكي ترفع السودان من قائمة الإرهاب فيجب أن يتم ذلك عبر لجان تفاوض من خبراء تفاوض دوليين تضمن الرفع قبل الدفع. أما شغل ندفع رب رب رب هذا فهذا لا يفعله مالك زريبة فحم.
إذهب إلى بتاع طبلية واطلب منه أن يعطيك سجارة بدون أن تدفع، لن يقبل إلا بضمانات. فما بالكم بدولة، تقدم التنازلات الواحدة تلو الأخرى. لا يحاول جداد حمدوك تصديع رؤوسنا بحكاية من المسؤول، فالمسؤول في كل الأحوال هو الترابي، والترابي مات، والترابي هو أيضاً تعامل بذات عقلية حمدوك والبرهان مع المجتمع الدولي، لأن العقل السوداني لا زال غير معترف بالدولة نفسها، فالسودان بالنسبة للسوداني هو قريته أو قبيلته أسرته أو سيارته وليس أبعد من ذلك الأفق الضيق للرؤية والإحساس.
لا يوجد رجال دولة ولذلك فنحن نتورط كلما فتح مسؤول فمه كما ورطنا عبود والصادق ونميري والترابي وحمدوك والبرهان..ومن سيأتي بعدهم. هذه كارثة.
الآن يستمر حمدوك في استنزاف خزينة الدولة الخاوية على عروشها، فبعد دفع سبعين مليون معلن عنها قبل أشهر ولا نعرف ما لم يتم الإعلان عنه، سيتم الآن دفع قرابة نصف مليار نحن أحوج ما يكون إليها لشراء بنزين.
يتم الدفع بدون ضمانات، تماماً كما فعل البشير عندما فصل جنوب السودان، وكما ضحى عبود بحلفا القديمة، وكما يتم الآن عبادة الأحباش لدرجة قيام هبة مالية أو الطفلة المعجزة بالتقاط صورة له، وربما بعدها قامت بأخذ سيلفي معه ثم تسليمه الفشقة وما حولها محبة في الأحباش لأنهم يشبهوننا (لونهم اسمر ما حلب).
كارثة كبرى، أن نحيا في رقعة من الأرض مع اشخاص لا يملكون إحساسا بسيادة دولتهم، ولا بأهميتها ولا بقدراتها، لدرجة أن يتم اللهث وراء بعثة خواجات لتحكمنا. فلماذا لا يمنحوننا جنسية أمريكية أو بريطانية، على الأقل سنتمكن من الهجرة إلى الخواجات في عقر دارهم ويفقد حميدتي وظيفته في حمايتهم من المهاجرين غير الشرعيين.
أرجو من أي شخص يستطيع إخراجي من هذا المرحاض ان يبادر في مساعدتي بأسرع وقت ممكن، فقد بلغ السيل الزبى...لعننا الله أكثر مما نحن عليه من لعن..