الإشارات حمراء يا برهان بقلم:كمال الهِدي

الإشارات حمراء يا برهان بقلم:كمال الهِدي


08-26-2020, 04:05 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1598411139&rn=0


Post: #1
Title: الإشارات حمراء يا برهان بقلم:كمال الهِدي
Author: كمال الهدي
Date: 08-26-2020, 04:05 AM

04:05 AM August, 25 2020

سودانيز اون لاين
كمال الهدي-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



تأمُلات


[email protected]
حميدتي يشكو من سوء الأوضاع الإقتصادية والتهرب الضريبي و أشياء أخرى لا نعلمها..
ولجنة التفكيك تتذمر من بطء الجهاز التنفيذي..
ودكتور حمدوك يشكو من قلة المال..
وبعض الأحزاب (تطنطن) من قوى الحرية والتغيير التي انضوت تحت لوائها طوال أشهر الحراك..
وأعضاء تجمع المهنيين يتعاركون فيما بينهم ويتلاومون.
طيب راجين عزرائيل يأتيكم بالحل ولا شنو؟!
أستغرب لحكومة نصبها شعبها لكي تدير له البلاد ، فبدلاً من حل مشاكل هذا الشعب يخرج عليه كل صباح أحد مكوناتها شاكياً أو متذمراً، وكأنهم يتوقعون الحل من هذا الشعب الذي يطحنه الغلاء وتفتك به الأمراض وتهدده المخاطر الأمنية بالرغم من تضحياته الجسيمة وإشعاله لثورة قلما يجود الزمان بمثلها.
نعلم أن الروح قد بلغت الحلقوم.
لكن إلا الجيش يا سعادة الفريق البرهان.
لم يعد من الممكن أن يحكمنا العسكر مجدداً مهما ضاقت واستحكمت حلقاتها (بفعل فاعل).
في رسائل غاضبة وبإنفعال لم نعهده في البرهان حدثنا عن جهات لم يسمها قال أنها تقف وراء محاولات تفكيك الجيش!!
أهو كلام والسلام.
كيف سيفككون الجيش ولماذا!
وما الذي يمنع البرهان من كشف الجهات التي يعنيها إن وجدت!
وبعد إطلاق هذه الفزاعة قال البرهان أنهم تحت إشارة الشعب، ومثلما (استجابوا) له في أبريل الماضي ينتظرون منه إشارة ثانية لكي يستجيبوا مجدداً!!
ظني أن الغالبية تشاركني الرأي بأن إشارات الشعب يجب أن تظل على حمراء على الدوام.
ليس في إشارات الشعب لون أخضر يا برهان بعد إن إرتوت بدماء الشهداء الذين استجاروا بجيش البلاد فتركهم يموتون أمام بواباته.
جربناكم وخبرناكم جيداً على مدى العقود الماضية.
وأنتم على فكرة لم تستجيبوا لهذا الشعب في أبريل رغبة منكم أو حباً في خدمته كما ترددون.
ما زلنا نذكر تلك الأسابيع الطويلة من المماطلات والمماحكات والتهديد بعدم تسليم السلطة لقوى الحرية والتغيير التي كنتم تفاوضونها وقتذاك كممثل وحيد لهذا الشعب!!
لو إنت نسيت نحن ما ناسين.
كما أننا لم ننس إجرام كبير الخونة والعملاء الطاغية المخلوع الذي حكم البلد لثلاثين عاماً انتهت بهذا الدمار الذي تحدثون الناس عنه وكأنه من صنع هذا الشعب المغلوب على أمره.
الحكومة الإنتقالية فشلت في الكثير من الملفات نعم.
وما زالت تتقاعس عن أداء العديد من المهام وتقف عاجزة عن تطهير البلد من المفسدين واللصوص نعم.
إلا أن البديل لا يمكن أن تكون قواتكم المسلحة إطلاقاً.
لم أصدق أذني حين سمعتك تلوح بالإستيلاء على السلطة يا برهان.
لأنني ما تخيلت أن تكونوا على تفكيركم القديم بعد كل الدروس التي قدمها شباب الوطن طوال أشهر ثورة ديسمبر العظيمة.
توقعنا أن تكونوا قد طردتم مثل هذه الأفكار الهدامة من أذهانكم إلى الأبد.
لكن يبدو أنكم لم تفهموا الرسائل على الوجه الصحيح.
فقد ظللنا ننتقد هذه الحكومة بكل القسوة حتى لا تفسح لكم المجال بتهاونها وتقاعسها لمجرد التفكير فيما طاف بذهنك وأنت تخاطب ضباط قواتكم المسلحة.
ولا تنسى أن أصغر طفل في السودان يدرك أنكم تشكلون عنصراً رئيساً في هذا الفشل الذي لازم الحكومة حتى اليوم.
فقد ترأس اللجنة الإقتصادية عسكري ولم يفلح في شيء سوى التذمر والشكوى مما يجري.
وساءت الأوضاع الأمنية في العديد من مناطق السودان دون أن تحسموا كقوات نظامية التفلتات المستمرة.
وما زالت أراضينا ترزح تحت الإحتلال ولم تحرك قواتكم ساكناً لإستعادتها.
وبالأمس القريب فاوضتم وزير التجارة المصري على تسليم بلده المزيد من أراضي السودان لكي يزرعونها ويستفيدوا من منتوجها.
وقبل ذلك تابعناك وأنت تفاوض رئيس الوزراء الإسرائيلي حول التطبيع دون تفويض من هذا الشعب الذي تنتظرون إشاراته اليوم.
فكيف سيثق فيكم هذا الشعب ليسلمكم ثورته على طبق من ذهب بعد كل هذه التضحيات!!
معقولة بس يا البرهان بعد عقود الدمار التي أوصلتنا للحضيض صور لك ذهنك أنكم يمكن أن تمثلوا خياراً يرتضيه هذا الشعب!!
والله لو قبلنا بمثل هذا الخيار يفترض أن تدخلوننا جميعاً لأقرب مصحة للأمراض العقلية.
وبعد ذلك فلتحكموا دولة (المجانين) هذه ولتتركوا الآخرين يستبيحوا أراضيها كما يشتهون.
ولتطبعوا مع الإسرائيليين ليتحقق لكم ما تريدون على الصعيد الشخصي دون أن يحصل الوطن على (الحبة)، فقد أُبتليت هذه البلاد بمن يدفعون بلا مقابل لأجلها.